أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم














المزيد.....

علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 22:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أمام سطوة تأسلم المجتمع، تتحرج القوى العلمانية في المجتمع العراقي، من الإفصاح عن هويتها، وتتوارى خلف مسمى التيار المدني، وتنادي بإقامة الدولة المدنية - وليس الدولة العلمانية - كبديل لنظام المحاصصة الطائفية ـ الإثنية، القائم في العراق حاليا.

لكن هذا يشوه الرؤية والوعي السياسي، ليس فقط لدى ناشطي هذا التيار، بل في عموم المجتمع ويصب في صالح تيارات التأسلم، بشقيها الشيعي والسني. فالمطالبة بمدنية الدولة لا تعني الدعوة الى علمنتها.

فالدولة المدنية هي مجرد دولة لا يحكمها عسكريون، أو لا تتحكم بها مؤسسات عسكرية، ويخضع العسكريون فيها لقرارات السياسيين المنتخبون شعبيا. وفي حال أختار الشعب أحزابا ذات مرجعية دينية، ستتجه الدولة لأن تكون دولة مدنية دينية. إذ ان تلك الأحزاب ستعمل على تكييف القوانين والحياة الأجتماعية مع أحكام الدين، كما هو الوضع حاليا في إيران والعراق.

في المقابل وعلى مدى عقود عديدة، كانت تركيا تخضع لنظام عسكري علماني، يبعد الدين عن السياسة، ومع تحولها في السنوات الأخيرة الى حكم مدني، إزداد تأثير الدين في السياسة,

وهكذا فأن المطالبة بدولة مدنية لا تعني بالضرورة، المطالبة بدولة لا دينية أو علمانية، وأمامنا المثال المصري حيث يطالب الأخوان المسلمون، الذين يسعون إلى إقامة دولة دينية، يطالبون بدولة مدنية، ويعتبرون النظام الحالي (( شبه العلماني)) نظاماً عسكرياً، وهم في هذا ليسوا بعيدين عن الحقيقة. لكن معارضتهم له ليست لطبيعته العسكرية، وإنما لمحافظته على شيء من العلمانية في الحياة العامة، ويحظى نظام السيسي بتأييد السلفيين ـ وهم متدينون أكثر تحجراً من الأخوان ـ لأن نظام السيسي لا يحول دون نشاطهم في أسلمة الحياة العامة. وقد سبق للمتأسلمين في السودان أن دعموا في سبعينات القرن الماضي النظم العسكرية، كحكم جعفر النميري، ثم حكم حسن البشير. ودعموا في السنوات الأخيرة رجب أردوغان (( المدني )) الذي يسعى لجرف النظام العلماني الذي أسسه مصطفى كمال (( أتا تورك )).

النظام العلماني ليس هو النظام الذي يتيح بعض الحريات، بل هو الذي لا تشترط قواعده الدستورية توافق القوانين مع الأحكام الدينية، لأي دين، ويضمن حرية الفكر والمعتقد، وحرية الأجهار بالمعتقدات والأفكار المختلفة والترويج لها بالوسائل السلمية، دون الأستعانة في ذلك بموارد المجتمع، أو بمؤسساته الرسمية، أي النظام الذي يبقي الدولة بعيدة عن الأنحياز لأي من المعتقدات والأفكار، سواء كانت دينية أو فلسفية أو أخلاقية. ويمكن لهذا النظام أن يكون عسكريا كنظام مصطفى كمال الذي كان قائما في تركيا، أو مدنيا كما هو حال أغلب النظم العلمانية.

خشية العلمانيين من الأفصاح عن علمانيتهم، واختبائهم تحت عنوان (( المدنية ))، وتقاعسهم عن الرد على هجمات المتأسلمين على العلمانية، ساعد في تبشيع صورتها، في ذهن الفرد البسيط في المجتمع، وجعلها في ذهنه رديفا للتفسخ الأخلاقي، والتحلل من كل القيم، ولم يؤد هذا الى تضليل الفرد فقط، والحيلولة دون إطلاعه على الحقائق، بل نأى به بعيدا عن القوى التي تسعى الى تنويره وضمان حرياته.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟
- نظرة مكثفة لخريطة الصراع العالمي
- ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين
- السدة ـ راغبة خاتون
- الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق
- إلغاء مفاعيل تشرين هدف الحكومة الإطارية
- نظرة على العراق ... دولة المليشيات
- سرديتان زائفتان في الحرب الأوكرانية
- حديث قديم يفضح وقائع جديدة
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم