أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عبدالله عطية شناوة - ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين














المزيد.....

((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 04:35
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


أثير على هامش مونديال كرة القدم في قطر جدل واسع وبالغ الحدة، حول موضوع المثلية الجنسية، وانخرطت في الجدل جهات رسمية أوربية بمستويات محتلفة، حيث أصدر البرلمان الأوربي قرار إدانه للأتحاد العالمي لكرة القدم فيفا، وللدولة الضيفة للمونديال، و قامت وزيرتان أوربيتان بتحدي القواعد التي وضعها الاتحاد والدولة المضيفة، بشأن منع الترويح للمثلية من جانب المنتخبات المتنافسة. مما حول الأمر، وعلى نحو بالغ التهور، الى مجابهة قيمية بين طرفين دوليين، وثقافتين أجتماعيتين، وخلق لدى قطاعات واسعة في المجتمعات العربية، شعورا بسعي الغرب الى فرض قيمه، وإهانة قيم المحتمعات الأخرى، واستخدام كل وسائل الضغط و ((الأستفزاز والأبتزاز)) في ذلك.

ولوضع الأمور في نصابها فيما يتعلق بموضوع الجدل لابد من التأكيد أن المثلية الجنسية حالة موضوعية، ترتبط بجانب هرموني وآخر سكيولوجي يعيشة المثلي ذكرا أو أنثى، وبهذا المعنى فهي مفهومة ومقبولة، وأنكارها وتجريمها مجرد مسعى بائس لقولبة الحياة وفق قوالب قيمية تلغي التعددية الطبيعية، ولا تعنرف بالأستثناءات الموضوعية التي قد توجد في القواعد أيا كانت، استنادا الى أحكام دينية. وثبت تأريخيا بأن مساعي الألغاء المستندة الى ذلك محكوم عليها بالفشل، بدليل عجز تلك المساعي عن تحقيق هدفها على مر التأريخ، وبقاء حالة المثلية الجنسية.

وإلى ذلك فان تلك المساعي مناهضة لجوهر الحرية على المستويين الشخصي والجمعي، فجوهر الحرية هو امتلاك الفرد أو الجماعة، الحق في التفرد، ورفض الخضوع لما يمكن أن يملى عليه أو عليها، من أفكار وقيم وأنماط حياة، أو علاقات تتعارض مع قناعاته أو قناعاتها. غير أن الأعتراف بهذه الحقائق والسعي إلى التكيف معها شيء، وما نراه من نشاط تيارات معينة ناشطة في أوربا شيء آخر. إذ تريد التيارات المعنية، وتحت شعارات الحرية، مصادرة حق الإختلاف، أي إلغاء الحرية، عبر إدانة، وربما حتى تجريم من يرفض المثلية.

وتحاول هذه التيارات احتكار ((الحق)) في تحديد ما هو صائب أو خاطئ في علاقات البشر ببعضهم. وتتجاوز ذلك الى تحديد ما هو خاطئ أو صائب في أفكارهم ومعتقداتهم وما يتمسكون به من قيم، ولا تكتفي بالتحديد، بل هي تهاجم من يحملون أفكارا أو يتبنون قيما تتعارض مع أفكارها ومع المثلية، وتبذل جهودا جبارة لتعميم ((الصوابية)) القيمية التي تتبناها في المجتمعات، وتزيين التحول الجنسي، حتى للأطفال الذين لم يكتمل نضجهم الجنسي والنفسي بعد، وتستخدم في ذلك عمليات تشهير وتشنيع ضد المختلفين، وتصمهم بسمات الرجعية ومعاداة التقدم. واعتبار اختلافهم خطيئة يتعين عليهم التوبة عنها. وهذا ما يحول المثلية الى دين يلغي ما سبقه من أفكار وقيم.

أمر أدى في عديد من المجتمعات الأوربية الى خلق بئية ذهنية، تسلب الفرد أو الجماعة، الجرأة على أعلان القناعات المغايرة، لما يتم تكريسه كــ ((صوابية)) قيمية وأخلاقية. في عملية تدجين مجتمعي، تأخذ شكل أزالة التمييز عن شرائح تعرضت بالفعل الى تمييز وأضطهاد. وضيق عليها، أو تم منعها من العيش بالطريقة التي ترغبها أو تميل إليها. وصهر الجميع في نشاطات الترويج لتلك الرغبات والميول، وقمع أي إجهار بعدم التوافق معها، أو حتى التلميح الى عدم التوافق.

وهكذا، وباسم مكافحة التمييز والأضطهاد الذي مورس تأريخيا ضد شرائح مجتمعية معينة، يجري تعريض شرائح أخرى للتمييز، وسلب حقها في تبني قناعات مختلفة والدفاع عنها، والترويج لها بالوسائل السلمية والديمقراطية المعهودة. أي سلب حريتها وحقها في الأختلاف. وتجاوز الأمر تقويض جوهر الحرية في المجتمعات الأوربية، الى محاولة تقويضه على الصعيد العالمي، عبر محاولة تخريب مناسبة رياضية ذات شعبية عالمية، باستخدامها كوسيلة لأفتعال صدام حضاري، والسعي من خلالها ألى فرض(( صوابيات)) أخلاقية وقيمية من جانب المجتمعات الأوربية، أو ذات الأصول الأوربية على المجتمعات الأخرى.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السدة ـ راغبة خاتون
- الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق
- إلغاء مفاعيل تشرين هدف الحكومة الإطارية
- نظرة على العراق ... دولة المليشيات
- سرديتان زائفتان في الحرب الأوكرانية
- حديث قديم يفضح وقائع جديدة
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي
- نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية


المزيد.....




- عاملة منزلية تتعرض للاعتداء والقتل في مصر
- هل الأمريكيون مستعدون لانتخاب امرأة غير بيضاء لرئاسة البلاد؟ ...
- حقيقة صدور بعض التعديلات في منحة المرأة الماكثة في المنزل وا ...
- خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 ،والشروط ...
- نداءات حقوقية دولية للإفراج عن امرأة إيرانية اعتُقلت إثر -اح ...
- تابع آخر المستجدات .. هل توجد زيادة في قيمة منحة المرأة الما ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل تعتمد شروط التسجيل في منحة المرأة ال ...
- فضيحة كبرى تهز بلدا إفريقيا.. اتهام مسؤول بمعاشرة 400 امرأة ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل تكشف شروط التسجيل في منحة المرأة الم ...
- “فرحي ولادك وسليهم طول اليوم” ثبت الآن تردد قنوات الاطفال 20 ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عبدالله عطية شناوة - ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين