أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - تآكل ديمقراطية السويدية














المزيد.....

تآكل ديمقراطية السويدية


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 02:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بين ستينات وسبعينات القرن الماضي، بلغت الديمقراطية السويدية ذروة مجدها وأرتقائها. حيث أصبح البرلمان من غرفة واحدة، وليس من غرفتين أحداهما للنواب والثانية للشيوخ، كما هو شائع في عديد من الديمقراطيات. وتقاسمت الهيئات التمثيلية الأدنى مثل مجالس المحافظات، وبلديات المدن، الصلاحيات مع البرلمان ومع السلطة التنفيذية، فأخذت مجالس المحافظات على سبيل المثال المسؤولية عن قطاعات مثل الصحة والمواصلات، فيما تمتعت مجالس البلديات بالمسؤولية عن إدارة وتمويل المدارس ورياض الأطفال ودور رعاية المسنين وغيرها من المجالات العامة. ليتمتع سكان كل محافطة وبلدية بفرص التحكم في إدارة شؤونهم بأنفسهم.

وكثيرا ما كانت البلديات ومجالس المحافظات تعود الى المواطنين وتجري أستفتاءات محلية بشأن القرارات التي ينظر اليها كقرارت تؤثر بشكل كبير على حياتهم، ليقرروا المضي فيها أو التراجع عنها.

وكان البرلمان يلجأ بدورة الى الإستفتاءات الشعبية العامة، عند مناقشة قرارات، ربما لا تكون مصيرية، ولكنها قد تؤثر على حياة الناس بشكل من الأشكال. أول استفتاء شعبي أجري كان حول ما إذا كانت السويد ستستضف دورة الألعاب الأولمبية عام 1912 أم لا؟ واحتاجت السويد الى تنظيم عمليتي إستفتاء لتقرير ما أذا كانت نظام سير العربات على الطرق السويدية سيستمر كما كان عليه، الى يسار الطريق، كما هو الحال في بريطانيا حاليا، أم ستبداله بالسير على اليمين. الأستفتاء الأول جرى عام 1922، وفضل السويديون حينها أبقاء الحال على ما هو عليه، لكن أبناءهم وأحفادهم، أختاروا تغيير مسارات المرور في استفتاء ثان أجري عام 1967.

وعلى خلفية حادث في احد المفاعلات النووية وقع عام 1979، نظم استفتاء شعبي عام 1980 حول الموقف من المفاعلات النووية وما أذا كان يتوجب تفكيكها والتخلي عنها ام استمرارها في العمل.

واستفتي الشعب السويدي أيضا عام 1994 فيما إذا كان يفضل انضمام بلاده للأتحاد الأوربي أم لا؟

الغريب والمثير في الأمر أن السياسيين السويديين لم يجدوا مؤخرا أية حاجة إلى استفتاء شعبهم، في موضوع الانضمام الى حلف الناتو، وهو منظمة عسكرية يمكن أن تجر السويد، إلى نزاعات عسكرية دولية، ظلت بعيدة عنها لأكثر من مئتي عام.

ولاتقتصر المشاكل التي تعانيها الديمقراطية السويدية على استغلالها المتعسف من جانب القوى السياسية المتنفذة بما ينسجم مع توافقاتها، حتى وأن كانت تتناقض مع إرادة الشعب، بل الأخطر من هذا هو الثقافة المنافية للديمقراطية التي اشيعت في المجتمع على شكل تريندات، يتم تداولها وتبنيها واستنكار ما يتعارض معها، ورفضه والسعي في بعض الأحيان الى قمعه وإزالته. بما يخلق أجماعا شكليا، يجعل أي مختلف يخشى من التعبير عن أختلافه، تحت طائلة الهجوم الذي يتوقع أن يتعرض له من الجميع.

فعلى سبيل المثال أصبح من قبيل الشجاعة الفائقة، وربما المغامرة، التعبير عن رأي مختلف في مواضيع مثل المثلية الجنسية وحقوق المثلييين، أو النسوية، وعلى الصعيد السياسي ما عاد سهلا أن تعبر عن رأي يختلف عن رأي واشنطن في المواجهة الروسية الأطلسية الجارية على الأرض الأوكرانية. وصارت مناقشة موضوع مثل حق سكان أقليم دونباس والمناطق الأوكرانية الأخرى الناطقين بالروسية في تقرير المصير، توصم بتأييد الغزو الروسي لأوكرانيا، أما إعادة طرح موضوع حياد أوكرانيا فأصبح يعد كفرا، وتطاولا على سيادة بلد مستقل. ناهيك عن هول التساؤل عن شرعية قرار تخلي السويد عن الحياد وطلب الإنضمام الى حلف الناتو دون أستفتاء شعبي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي
- نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - تآكل ديمقراطية السويدية