أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - كردستان والعراق .. أية علاقة؟














المزيد.....

كردستان والعراق .. أية علاقة؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7293 - 2022 / 6 / 28 - 22:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهدت المنطقة التي يطلق عليها حاليا أسم كردستان تغيرات ديموغرافية كبيرة على مدى تأريخها، ففي القرون السابقة لميلاد المسيح كانت في وقت ما جزءا من الأمبراطورية الأكدية، ثم صارت جزءا من الأمبراطورية الآشورية، وأصبحت بعد ذلك جزءا من الدولية الميدية، التي يرى الكرد الحاليون أنهم أمتداد ديمغرافي لها، وبعد بروز الإسلام وفي إطار عمليات الفتح أصبحت كردستان جزءا من دولة الخلافة الإسلامية. ومثل سائر أقاليم الدولة الأسلامية نشأت في كردستان مثل غيرها أمارات قبلية، تتمتع بشيء من الإستقلال عن الأمارات الأخرى، لكنها تتبع شكليا على الأقل دولة الخلافة، وربما شهدت، مثل غيرها أيضا، جرعة أكبر قليلا من الأستقلالية، خلال مراحل تهروء مركز الخلافة في بغداد.

وبعد إنهيار الخلافة تحت سنابك خيول المغول، الذين سرعان ما دحروا، ورثت المنطقة الدولتان الفارسية والعثمانية وتصارعتا على أقتسام كردستان، كما على سائر المناطق الأخرى. ووصل صراعهما الى مركز الخلافة القديم بغداد حيث تناوبتا لمرات عديدة على احتلاله، وإعادة إحتلاله. وكانت الغلبة النهائية في بغداد والبصرة لبني عثمان. فيما أنتهى الصراع في كردستان بتقاسمها بين الدولتين.

طوال الفترة المذكورة كانت الرابطة الرئيسية بين الجماعات الأثنية في كل مناطق العالم الإسلامي هي الرابطة الدينية، تليها الرابطة القبلية، ولم يتبلور أي وعي قومي فيها إلا على إعتاب القرن العشرين، وساعدت القوتان العظميان الأوربيتان بريطانيا وفرنسا، في تحفيز هذا الوعي، في مسعى منهما لأضعاف الكيانين السياسيين القائمين آنذاك أيران والدولة العثمانية.

في نظام الولايات الفضفاض الذي اتبعته الدولة العثمانية ربط القسم الشمالي من كردستان بولاية ديار بكر، فيما ربط القسم الجنوبي منها بولاية الموصل. وحين انهارت الخلافة العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولى، وتحت ظل الإحتلال البريطاني تشكل العراق المعاصر في مطلع عشرينات القرن الماضي بتوحيد ولايات بغداد والبصرة والموصل، وفيما كان التوحد أمرا بديهيا بالنسبة لسكان بغداد والبصرة، ولم يستدع إجراء أستفتاء حول الكيان الجديد، تطلب الأمر إجراء أستفتاء في ولاية الموصل، التي كانت تركيا وريثة الدولة العثمانية، تسعى إلى أبقائها ضمن ولاياتها، كونها كانت تضم إلى جانب كردستان والموصل لواء كركوك، االغني بالنفط وذو الأغلبية تركمانية حينها، هذا فيما كانت ألوية مثل أربيل والسليمانية ذات أغلبية كردية بينما كان مركز الولاية لواء الموصل ذو أغلبية عربية، ويبدو أن الأستفتاء الذي أستهدف التعرف الى رغبة السكان في الإنضمام الى الكيان الجديد أو البقاء ضمن تركيا، قد أقتصر على المدن ولم يشمل الأرياف التي كانت تسودها الأمية. وكانت النتيجة أن غالبية المشاركين في الأستفتاء اختارت الإنضمام الى الكيان السياسي الجديد العراق.

وهكذا فان العراق الحالي تشكل استجابة لرغبة بريطانية، ورسمت حدوده الحالية أستجابة لتلك الرغبة، المؤسسة بالطبع على مطامع إقتصادية وجيوسياسية للإمبريالية البريطانية، ولم يكن لعرب العراق ولا لكرده يد فيها. ولهذا يصبح الحديث عن أن العراق يحتل كردستان إفتراءا على الحقائق التأريخية. فقبل الأحتلال البريطاني للولايات العربية (( العثمانية )) لم يكن ثمة كيان سياسي عربي يدعى العراق، وبديهي أن لا يكون هناك جيش عراقي عربي، قام بغزو كردستان واحتلالها، وإلحاقها بالعراق.

والحقيقة الوحيدة، فيما يتعلق بالعلاقة بين العراق العربي وكردستان، هي أنه ليس بأمكان أحد، إرغام جماعة بشرية أو شعب على القبول بالأنتماء الى أمة لا يشعر بالانتماء إليها. ولهذا فأن أوساطا عراقية واسعة، مع أنها تتمنى بقاء العراق موحدا وأمة واحدة متعددة القوميات والمعتقدات الدينية،، لكنها لا تعارض استقلال كردستان، على ان لا يؤدي ذلك إلى إلحاق بعض المناطق غير الكردية قسرا بكردستان المستقلة، وأن لا تتم عملية الأستقلال عبر التآمر مع قوى دولية وأقليمية تعادي العراق.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- أوكرانيا .. حرب رأسماليات متنافسة
- حرب أوكرانيا بددت أوهاما وخلقت أخرى
- فنلندا محقة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية وقطعنة الرأي العام
- خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- عن أسباب سعادتي بذبابهم الألكتروني
- معركة الدفاع عن نظام القطب الدولي الواحد
- تساؤلات بوتين التي قادت الى غزو أوكرانيا
- القرم (( آق مسجد )) نبذة تأريخية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - كردستان والعراق .. أية علاقة؟