أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة














المزيد.....

نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 20:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يمكن القول أن تقارب أحزاب يسار الوسط مع يمين الوسط في السويد، قد حافظ على التوازن الذي كان قائما بين الطرفين، في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، مع تقدم طفيف للحزب الديمقراطي الاجتماعي ـ يسار وسط ـ أضاف ثمانية مقاعد لنوابه في البرلمان، مقابل خسارة أكبر أحزاب يمين الوسط، حزب تجمع المعتدلين ثلاثة مقاعد.

لكن الديمقراطيون الأجتماعيون Socialdemokraterna، الذين حكموا البلاد في الدورتين الأنتخابيتين الأخيرتين، لم يستفيدوا أبدا من تقدمهم، بل تراجعت حظوظهم في البقاء في الحكم، بسبب الخسائر التي تكبدها حزبان داعمان لهم، وهما حزبا اليسار Vänsterpartiet والوسط Centerpartiet، حيث خسر الأول أربعة مقاعد، فيما خسر الثاني سبعة. هذا إضافة إلى انتقال الحزب الليبرالي Liberalerna، من جبهة الداعمين الى الجبهة المنافسة، جبهة يمين الوسط التي لم تتعزز فقط بانضمام الليبراليين إليهم، بل كذلك يدعم حزب ديمقراطيي السويد Sverigedemokraterna ذو الجذور النازية، المشروط لجبهتهم، حيث حقق الحزب المذكور خرقا في الانتخابات الأخيرة، قفز به الى موقع ثاني أكبر حزب في البلاد، بنسبة ناخبين تجاوزت العشرين بالمئة، نسبة تؤهله للحصول على 73 مقعدا برلمانيا.

وبعد مرور بضعة أيام على الانتخابات التي منحتهم ثقلا برلمانيا كبيرا يصر ديمقراطيو السويد على أن دعمهم لكتلة يمين الوسط لن يكون بلا مقابل، ويريدون الثمن مشاركة في الحكومة الإئتلافية، التي يحتمل أن يشكلها حزب تجمع المعتدلين Moderaterna. فيما يتردد هؤلاء، وعلى خلفية الجذور النازية لديمقراطيي السويد، في قبولهم شركاء في الحكم، ويريدون التعاون معهم في وضع سياسات البلاد، ليس من داخل الحكومة ولكن من خلال البرلمان صاحب الصلاحية في إقرار السياسات.

على الجبهة الأخرى تفتقد كتلة يسار الوسط الى الأنسجام بين أطرافها، إذ يسعى حزب الوسط، الذي أنسحب من كتلة يمين الوسط، بسبب ميلها الى التعاون مع ديمقراطيي السويد، الى إلغاء أي تأثير لحزب اليسار في سياسات البلاد، وهذا ما نجح فيه خلال الدورة البرلمانية السابقة، حيث منح ثقته لحكومة الإشتراكيين الديمقراطيين، لكنه صوت ضد برنامجها الأقتصادي، لصالح برنامج معسكره السابق، معسكر يمين الوسط، مما حتم على الحزب الديمقراطي الأجتماعي، أن ينفذ سياسة خصومه، وهذا ما أثار حفيظة اليسار، وحمله على التصويت الى جانب سحب الثقة من الحكومة، لحملها على التخلي عن مشاريع يرى اليسار أنها تضر بمصالح الفئات الأجتماعية الضعيفة.

مهمة الرئيس المقبل للبرلمان ستكون غاية في الصعوبة بسبب تعقد الخريطة السياسية وانعكاساتها البرلمانية، والتناقضات التي تعتري كلا الجبهتين المتنافستين. لكن السياسيين السويديين عودونا، وخاصة خلال الدورات البرلمانية الأخيرة، التي اتسمت بالتعقيد، على تجاوز الإستعصاءات.

الملاحظة الختامية التي لابد من إيرادها هنا، هي أن حزب ديمقراطيي السويد، ذو الجذور النازية، قد حقق تقدمه بفضل أصوات قطاعات واسعة من العمال والمتقاعدين، والشرائح الأقل رخاء من السويديين ذوو الأصول السويدية، وليس بفضل أوساط الموظفين أو الإنتجلسيا، وهي تتوقع منه دفاعا عن مصالحها، ولابد أن رئيس الحزب ييمي أوكسّون المعروف ببراعته السياسية، سينتبه الى هذا، ويحاول أن لا يخذل قاعدته الأنتخابية، أمر ربما يدفعه الى الحد من توجهات يمين الوسط الى إهمال تلك المصالح.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة