أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا














المزيد.....

في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 19:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حتى نهاية ثمانينات القرن الماضي كان ينظر الى المجتمعات الإسكندنافية باعتبارها المجتمعات الأكثر ازدهارا ونموا والأكثرا حتراما لحريات الأنسان وحقوقه السياسية والإجتماعية - الإقتصادية. وكان النموذج السويدي يدرس في بعض الجامعات الأوربية باعتباره النموذج الأمثل لجمعه مزايا النظامين الرأسمالي والإشتراكي وابتعاده عن مساوئهما. غير أن التجربة الإسكندنافية بدأت بالتعثر مع مطلع التسعينات، ومع بدء إنضمام بلدان إسكندنافيا - باستثناء النرويج وإيسلاندا - الى الإتحاد الأوربي.

ومع ان السويد والدانمارك تمسك كل منهما بعملته الوطنية المستقلة ولم تندمجا في منظومة اليورو، إلا إن إندماج إقتصادهما بالإقتصاد الأوربي، المتداخل هو الآخر بالاقتصادات الكبرى في الولايات المتحدة واليابان والصين، أدى الى تآكل تدريجي للنموذج الإسكندنافي، ومع تزايد التماثل في السياسات الإقتصادية والإجتماعية بين اسكندنافيا وباقي بلدان الإتحاد الأوربي ذات التوجه الرأسمالي الصرف، ازدادت الهوة اتساعا بين الطبقات والشرائح الإجتماعية ونمت معها في إسكندنافيا والسويد على نحو خاص الأمراض التي كانت أكثر بروزا في المجتمعات الأخرى مثل تزايد نفوذ الجماعات العنصرية، واتساع نشاط عصابات الجريمة المنظمة، وما يرتبط بها من جرائم المخدرات والدعارة والسلاح والإتجار بالبشر، كما تضعضعت منظومة الرفاه الاجتماعي التي كانت السويد تفاخر بها.

وبدلا من أن يؤدي فتح الأبواب في السويد، أمام القطاع الخاص للإستثمار في قطاع الصحة العامة ورعاية المسنين، وفي قطاع التعليم، الى تطوير القطاعين وتحسين خدماتهما، شهدت المنظومة الصحية تدهورا ونقصا في أعداد الممرضات اللواتي أضطر قسم كبير منهن، وبسبب تدني الأجور، إلى البحث عن العمل في النرويح المجاورة، التي لا تنتمي للاتحاد الأوربي. وكشفت جائحة كرونا عن تدهور المنظومة الصحية السويدية، من خلال الفارق الهائل، بين أعداد صحاياها بين السويديين مقارنة بالبلدان الأسكندنافية الأخرى، حيث تقاربت الوفيات بين السويديين، سواء نسبة الى عدد السكان أو أعداد المصابين، مع نسب بلدان شديدة التخلف في المجال الصحي أما التعليم في السويد فقد تخلف ليس فقط عن فينلاندا التي تحتل أعلى المراتب على الصعيد العالمي، بل تخلف كذلك عن الكثير من البلدان النامية.

ربما يمكن القول أن هذا التطور كان حتميا، إذ لا يمكن لبلدان اسكندنافيا الصغيرة مساحة وكثافة سكانية، أن تكتفي بالإعتماد على أسواقها الصغيرة لإدامة التنمية الداخلية، مع صعوبة الحصول على منفذ الى الأسواق العالمية في حمى تزاحم الإقتصاديات الكبرى عليها.

لكن هذه الرؤية وإن كانت وجيهة فإنها لاتنفي حقيقة إن البشرية، قيد خسارة تجربة إنسانية أكثر تعبيرا عن الحلم بإمكانية تطوير منظومة إنسانية أقرب الى العدل. وبتوجهها للإرتماء قي أحضان حلف شمال الأطلسي (( ناتو )) تخلت السويد الرسمية عن جانب أخر من الجوانب التي أعلت من شأن البلاد، ومنحتها مكانة عالمية مرموقة، وهو موقف الحياد والسعي الى توطيد السلم العالمي، والمساعدة على حل النزاعات الدولية والأقليمية والنأي التام عن التورط في الأحلاف العسكرية، وبذلك تلاشى أخر ما تبقى ما تبقى من قيم المنظومة السويدية، التي يبدو انها قد أفلت إلى غير رجعة في ظل تنامي التوجهات اليمينية واليمينية المتطرفة في المجتمع.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- أوكرانيا .. حرب رأسماليات متنافسة
- حرب أوكرانيا بددت أوهاما وخلقت أخرى
- فنلندا محقة في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا
- الحرب الأوكرانية وقطعنة الرأي العام
- خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- عن أسباب سعادتي بذبابهم الألكتروني
- معركة الدفاع عن نظام القطب الدولي الواحد
- تساؤلات بوتين التي قادت الى غزو أوكرانيا


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله عطية شناوة - في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا