الجدل حول الزعيم

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7385 - 2022 / 9 / 28 - 22:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

يعتقد كثيرون أن ما يسمى بـ ((الخناقة)) التي ترافق مناسبات تتعلق بالزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر هي مجرد جدل عبثي لا طائل منه، كون الرجل رحل عن الوجود منذ إثنين وخمسين عاما، وطويت صفحة حكمه بما له وعليه فيها.

والحقيقة انه يتعين النظر الى ((الخناقة)) على حقيقتها، فهي ليست خلافاً على ماض انتهى بنهاية بطله، بل صراع، على ما ينبغي أن يكون عليه الحاضر والمستقبل. فالمعجبون بالبطل يستغلون مناسبات ميلاده وثورته ووفاته لتمجيدة، ليس من أجل التمجيد بحد ذاته وأنما ترويجا للنمط حكمه وسعيا الى تكرار نموذجه، ومن يردون عليهم أنما يحاولون الحيلوله دون قيادة المجتمع نحو منظومة يرون فيها كثيرا من الفشل ومن انتهاك حقوق الأنسان وامتهان كرامته.

وكما تتباين دوافع السياسيين للمشاركة في هذه ((الخناقات)) الدورية، تتباين دوافع متابعيها، والمشاركين الآخرين فيها، وتختلف ردود فعل كل منهم إزاءها. كما تختلف اتجاهات تأثرهم بها، لكن ما يجمع الطرفين من البسطاء، هو الجانب العاطفي، وإن كان لمساراته مناح متعاكسة.

ولن يتراجع هذا الجانب إلا بعد مرور وقت كافٍ لرحيل أجيال أرتبطت بالزعيم، أو تعارضعت معه عاطفيًا، لأسباب طبقية ولأسباب تتصل بطبيعة مرحلته التاريخية… كثيرون يفتقرون الى المرونة الفكرية واللياقة النفسية المطلوبة للمراجعة. ونجد هؤلاء على خلفية هذا القصور يمجدون الزعيم ويقبلون أو يبررون بعض من ممارساته ـ جرائمه، لكنهم يدينون ويعترضون على ممارسات خلفاء له، تأثروا به واستخدموا أدواته. ونجد في المقابل من يحمل للزعيم كراهية عميقة على خلفية تلك الممارسات ـ الجرائم ـ لكنه يغفر لخلفائة الذين تورطوا في ما يشبهها، أو يزيد عليها.

الظاهرة معقدة ولها نظائرها في تاريخ شعوب أخرى، كانت لها قيادات تمتعت بكاريزما الزعامة، في مراحل تاريخية مشحونة بالعواطف القوية، والحراك الطبقي. لكن هذه الظاهرة أقوى ما تكون في شرقنا المتوسط..

#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات