أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق














المزيد.....

الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 19:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تختلف العلاقة بين العراق وسوريا عن أية علاقة بين بلدين متجاورين. فليس بينهما حدود جغرافية واضحة وإنما حدود سياسية لم تعرف الثبات على مر التأريخ.

فقد اختار الخليفة الرابع علي ابن ابي طالب مدينة الكوفة العراقية عاصمة للخلافة الإسلامية، ومنها قرر إعفاء والي الخلافة على الشام معاوية ابن ابي سفيان من منصبه فتمرد الأخير على الخليفة ودارت بينهما معارك لم يتمكن اي من الطرفين من حسمها لصالحه، حتى قام الخوارج باغتيال ابن ابي طالب، وتوصل ابنه الحسن الى اتفاق سلام، اصبح بموجبه معاوية خليفة على ان تؤول الخلافة من بعده الى الحسن.

وبوفاة الحسن الغامضة فقد الأتفاق مفعوله، وأصبح العراق تابعا للخلافة الأموية وعاصمتها دمشق.

وبعد عقود انقلب الأمر وعادت سوريا تابعة لعاصمة الخلافة العباسية بغداد، وظل الحال قائما حتى الغزو المغولي الذي اسقط الخلافة العباسية، ومزقها الى دويلات مدن، عادت في وقت لاحق الى التوحد تحت حكم الدولة العثمانية.

وفي فترة من الفترات انفصلت حلب عن دمشق، والموصل عن بغداد، لتشكلا كيانا مستقلا سمي بالدولة الحمدانية.

وبعد انهيار الدولة العثمانية تقاسم البلدان ملكا واحدا، هو فيصل بن الحسين، الذي نصب أولا، ملكا على سوريا، وعند انهيار حكومته أمام الغزو الفرنسي غادر دمشق ليصبح ملكا للعراق باسم الملك فيصل الأول.

وخلال الحكم الملكي للعراق، كانت هناك مشاريع عديدة لتوحيد البلدين، حال دونها توجه الأوساط المتنفذة فيهما الى معسكرين دوليين متعارضين.

وحين أتجهت سوريا عام 1958 الى الوحدة مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، حملت معها حلمها الدائم بالوحدة مع العراق، وغذت به الرئيس جمال عبدالناصر، زعيم الجمهورية المتحدة، ولعبت أجهزة الحكم بقيادة العقيد عبدالحميد السراج دورا كبيرا السعي الى الإتيان ببديل للنظام العراقي القائم آنذاك بقيادة اللواء عبدالكريم قاسم، الذي كان يريد ترسيخ الجمهورية في العراق، بعد إطاحته بالنظام الملكي، الذي كان مرتبطا بعلاقة وحدوية مع الأردن. وكان أبرز تحرك في ذلك الأتجاه دعم محاولة العقيد عبدالوهاب الشواف الأنقلابية، في آذار ـ مارس عام 1959.

فشل محاولة الشواف تلاها بعد أعوام، نجاح حزب البعث الذي تأسس في دمشق عام 1947، في الوصول الى الحكم في العراق عبر انقلاب عسكري. وبعد شهر واحد فقط وفي انقلاب عسكري مماثل، وصل ذات الحزب الى السلطة في سوريا. وفي شهر نيسان إبريل من ذات العام أعلن عن انضمام البلدين الى وحدة ثلاثية مع مصر، لكن سلسلة من الانقلابات العسكرية في البلدين عصفت بالاتفاق.

وتجدد التوجه الى الوحدة بين سوريا والعراق في أتفاق عقد عام 1978 بين الرئيسين أحمد حسن البكر وحافظ الأسد، عصف به هذه المرة صدام حسين.

وبسبب ذلك أنفردت سوريا حافظ الأسد، عن باقي البلدان العربية، بالوقوف الى جانب إيران ، في حربها ضد العراق، على أمل أسقاط صدام حسين، ووراثة الحكم فيه عن طريق الجناح الموالي لها في حزب البعث في العراق. وتجدد حلم الوراثة حين غزت أمريكا العراق عام 2003، ففتح الأسد الأبن بشار، معسكراته التدريبية، لكل من أبدى رغبة في محاربة الوجود الأمريكي في العراق، وتدفقت على الأراضي السورية مجموعات مختلفة لم ينتبه النظام السوري على خطورة بعضها، ممن كان يحمل مشروعا لا يتفق مع المشروع السوري، وأنما يهدف الى توحيد سوريا والعراق في إمارة أسلامية تكون نواة لدولة الخلافة التي تحلم بها تلك الجماعات, والتي نجحت في بالفعل في تحقيق حلمها جزئيا ولبضع سنوات، حيث دمجت ثلث مساحة العراق، بما فيها الموصل، ثاني أكبر محافظاته، بعدد من المحافظات السورية مثل الرقة ودير الزور، فيما سمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

فهل ستفاجئنا المحن والمعاناة المشتركة بتمكن الشعبين العراقي والسوري، اللذين نكبا بالبعث وداعش، من تطوير مشروع وحدوي يختلف عن كل ما سبق في القابل من الأوقات والمنعطفات ؟
ام ان هوى الوحدة المضمر حينا والمعلن أحيانا، سيضمحل ويظل التشرذم والاحتراب قدر الشقيقين اللدودين الذي لا فكاك منه؟



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء مفاعيل تشرين هدف الحكومة الإطارية
- نظرة على العراق ... دولة المليشيات
- سرديتان زائفتان في الحرب الأوكرانية
- حديث قديم يفضح وقائع جديدة
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي
- نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبدالله عطية شناوة - الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق