أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم














المزيد.....

حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 20:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غريب هذا الشعب الذي يستوطن البقعة التي شهدت ولادتي. تنظر إليه أحيانا فيخالجك الشك في انه شعب، وتظن أنه مجرد كتل بشرية متنافرة لا يجمعها جامع، أثنيات لا تطيق بعضها، لا بل عشائر من ذات الإثنية لا تتفق إلا لتعود الى التصارع، ديانات يكفر بعضها بعضا، طوائف يوغل متطرفوها في دماء بعضها البعض، مليشيات تحمل مجازا أو زيفا أسماء أحزاب، تتحالف حينا لتعود الى التناحر احيانا آخرى.

وتنظر الى ذات الشعب في مناسبات أخرى، فتعجب من تآلفه، واختفاء التناقضات بين أفراده، حتى لكأنك ترى شعبا آخر!

في عام 2007، لم يكن قد مر أكثر من أشهر أو أسابيع معدودة، على خفوت الأستهدافات الطائفية التي صبغت شوارع مناطق وسط وجنوب العراق بالدماء، خرجت أحدى أوسع الصحف السويدية أنتشارا، بمانشيت لموضوع معزز بالصور، من قلب العاصمة السويدية ستوكهولم، ترجمته نصا: ساحة سيرغل تغلي Sergels torg kokar. وساحة سيرعل Sergels torg هي أكبر ساحة للاحتفالات في قلب العاصمة السويدية، ولكن تغلي بمن؟ ... المفاجأة أنها لم تكن تغل بالسويديين، بل كانت تغلي بالعراقيين المقيمين في ستوكهولم الذين خرجوا للأحتفال بفوز منتخب بلادهم ببطولة آسيا لكرة القدم.

ساحة سيرغل غصت بعراقيين لا يعرف بعضهم بعضا، الكردي والعربي والتركماني، الأشوري والكلداني، المسيحي والمسلم، السني والشيعي، المندائي والأيزيدي والكاكائي، ومن لا يعتنقون أي دين، كلهم جميعا توجهوا الى ((سيرغلس توري)) لأن منتخب العراق فاز بكأس آسيا. هتفوا معا لمجد العراق، وغنوا معا في حب العراق.

واليوم أيضا تنقل لنا وسائل الإعلام من البصرة حيث مهرجان كأس الخليح العربي 25، صورا مذهلة عن عراقية العراقيين، عراقية ضرغام وشيركو، أمجد وآسو، جلال وآلاي، وتلاحمهم على المستطيل الأخضر، وعراقية جمهورهم البصري والبغدادي والأربيلي والموصلي والكركوكلي. وتنقل لنا أيصا صورا باهرة عن احتضان البصريين لأهلهم العراقيين، ولأشقائهم، الخليجيين، عن الكرم العراقي، الذي نضم الأشقاء الخليجيون قصائد عنه وفيه.

وهذا، كما أرى، يشير الى حقيقة تعتم عليها تعقيدات المرحلة الأنتقالية، التي يعيشها المجتمع العراقي، ارتباطا بتفاعلاته الداخلية، وأنعكاسات التفاعلات الأقليمية والدولية عليه. ويمكن تلخصيها بكلمات معدودة: نعم في العراق فساد وفاسدون، فيه جريمة ومجرمون، وفيه أيضا من باعوا أنفسهم لغير العراق، وفيه كذلك من ضلوا طريقهم الى عراقيتهم. ولكن فيه أيضا عراقيون أوفياء لعراقيتهم، يختزنون مشاعر محبة لا حدود لها لبعضهم البعض، ولأشقائهم في محيطهم العربي. ولكل الطيبين في العالم.

وهذا كاف للأطمنان ألى أن في العراق شعبا واحدا، بقطع فسيفسائية جميلة، لم تنتف أمكانية جلي الغبار عن الجانب الوضاء، الطيب، والنبيل فيه.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟
- نظرة مكثفة لخريطة الصراع العالمي
- ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين
- السدة ـ راغبة خاتون
- الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق
- إلغاء مفاعيل تشرين هدف الحكومة الإطارية
- نظرة على العراق ... دولة المليشيات
- سرديتان زائفتان في الحرب الأوكرانية
- حديث قديم يفضح وقائع جديدة
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي
- نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم