أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال














المزيد.....

(( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7750 - 2023 / 9 / 30 - 20:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مربع طفولتي وصباي الأعظمية، وهي أحدى مدن بغداد الكبرى، كانت تنافس المدن الصغيرة في أمريكا وأوربا، في استهلاك أحدث المستجدات في عالم خطوط الموضة.

وغير بعيد عن ضريح الأمام الأعظم أبو حنيفة النعمان ابن ثابت ــ من لقبه استمدت المدينة أسمها ــ غير بعيد عن الضريح، في منطقة ((راس الحواش)) حيث صالة سينما الأعظمية، وحديقة النعمان، كانت حسناوات المدينة يتبارين في عرض مفاتنهن بأحدث الأزياء، بما فيها الميني جيب الذي فاجأ ((المعاظمة)) في أواخر الستينات. أما شباب الأعظمية فلم يتخلفوا عن ارتداء سراويل التشارلستون، ومن لم يطل شعر رأسه منهم فقد أطال سالفيه.

ولم يكن مظهر الشاب (( حسون الأمريكي )) بزيه المستوحى من أزياء ملك الروك اند درول ألفيس بريسلي، وكلبه الأنيق، يتجولان في شوارع الأعظمية، موضع استهجان، بقدر ما ينظر اليه كمنظر ظريف. وكان صبيان وصبايا المدينة يختلطون في نادي الأعظمية الرياضي الذي يتحول في الأعياد الدينية الى مدينة ألعاب، أو مدينة ملاهي حسب اللهجة المصرية، وكذلك النادي الأولمبي حيث تنصب فيه الأراجيح، لتتأرجح عليها الصبايا الجميلات، وتتأرجح معهن قلوب الفتيان العامرة بالدهشة والبراءة. وتنظم في الناديين فعاليات ترفيهية تتاح على هامشها للفتيان مغازلة الصبايا الفاتنات بعبارات لا تخدش الحياء مثل: (( يابا اش دعوة، تره أحنه هم حلوين مو بس أنتو )).

في تلك الأجواء وقبل كل موسم حج، كانت تغزو المدينة حشود ضخمة من الحجاج الأفغان، يفترشون باحات مسجد الإمام الأعظم والساحات المحيط به. وكان منظرهم بالزي الذي عرف لاحقا بأنه الزي الإسلامي، بالعمائم والذقون الطويلة يتصادم تماما مع طبيعة الحياة في الأعظمية.

وبعد الصفقة الأمريكية مع طالبان، وعودة صور الطالبانيين بتلك الهيئة الى ملئ شاشات القنوات التلفزيونبة الإخبارية تنبهت إلى أن الأجواء الراهنة في الأعظمية وخيارات الناس وتعبيرهم عن تلك الخيارات عبر المظهر والملبس لا تختلف كثيرا عن الأجواء الأفغانية التي كانت تصدمنا في صبانا. ولا عن الأجواء الطالبانية الحالية.

ما يؤلم حقا أن جيل الجدات المعظماويات الحالي، اللواتي تمخترن في مراحل صباهن في جنبات ((رأس الحواش)) وساحة عنتر، بالميني جيب، يشعرن الآن بالخزي من مسلكهن في تلك الأيام حيث تمتعن بحريتهن في الأحتفاء والأحتفال بحسنهن وجمالهن. ويعاقبن أنفسهن وبناتهن وحفيداتهن على ((جريمة الأحتفاء بالحرية والجمال)).

ألا يستدعي هذا البحث في أسباب هذا الأرتداد الحضاري، في الأعظمية وعموم العراق، خاصة وأنه يترافق مع منحى مماثل تفقأ تجلياته الأعين على أمتداد الخارطة الممتدة من من الشام لبغدان، ومن نجد الى عدن إلى مصر فتطوان، كما جاء في نص النشيد الذي حفظناه في طفولتنا، والذي كان يبدأ بعبارة: (( بلاد العرب أوطاني )) ؟؟؟



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (( ثاني أقوى جيش في أوكرانيا ))
- ثقافة التأسلم وأنتعاش الميول النازية في أوربا
- حكم الشيوخ
- نبتهج أم نقلق من الأضطرابات في إيران؟
- نخب الغرب وخيانة المبادئ الانسانية
- المشهد العراقي .. صراع التحاصص
- وهم العودة الى ماض تبخر
- العربية والعبرية وإمكانيات التطور
- أنا ومحمد بن سلمان
- كابوس أردوغان
- لمحة تأريخية عن ترييف المدن العراقية
- أنه الصراع الطبقي يا سادة
- مستقبل العالم العربي في عالم متعدد الأقطاب
- اليسار الحقيقي واليسار الزائف
- ملامح صحوة عربية
- من يحول دون إيقاف -الحرب الروسية غير المبررة- في أوكرانيا؟
- رياء واشنطن وأتباعها في زعم حماية الحقوق والحريات
- نحن والمقاومة الفلسطينية
- السلام عليكم ورحمة الله
- الأشرار يغنون أيضا


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - (( جريمة )) الأحتفاء بالحرية والجمال