أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حرب غزة والسقوط السياسي والأخلاقي للأنظمة العربية














المزيد.....

حرب غزة والسقوط السياسي والأخلاقي للأنظمة العربية


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخلت الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على غزة شهرها الثالث دون ان تتمكن من تحقيق إي من أهدافها وهي القضاء على حركة حماس، تحرير الرهائن، السيطرة على غزة، وإجبار أهلها إلى النزوح لسيناء المصرية. وعلى الرغم من استشهاد 17500 وجرح ما يزيد عن 48000 فلسطيني، وتدمير معظم بيوت غزة وبنيتها التحتية، ومستشفياتها، ومدارسها، وأسواقها، وحتى مخابزها فإن الفلسطينيين ما زالوا صامدين يتصدون لأقوى جيش في الشرق الأوسط ويوقعون به خسائر فادحة، ويسجلون ملاحم اسطورية تدل على ذكائهم، وجلدهم، وتكاتفهم، وصبرهم، واستعداهم لبذل المزيد من التضحيات دفاعا عن وطنهم، وكرامتهم، ومستقبل أمتهم العربية.
كل ذلك يحدث في ظل تخاذل القادة العرب المهين الذين لم يحركوا ساكنا في وجه الآلة الوحشية لدولة الاحتلال وما تقوم به من قتل وتدمير للشعب الفلسطيني، واكتفوا بإصدار خطاباتهم الرنانة، وبيانات الشجب والاستنكار، وأرسلوا وفودهم لاستجداء الولايات المتحدة والدول الأوروبية المشاركة في هذا العدوان بالسلاح والمال والرجال والدعم السياسي، والطلب منها الضغط على دولة الاحتلال لقبول وقف دائم لإطلاق النار. لكن جهودهم هم ووفودهم فشلت، ووجهت لهم " حليفتهم وصديقتهم " الولايات المتحدة الأمريكية صفعة مدوية باستخدامها حق النقض" الفيتو " لإفشال قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بوقف الحرب على غزة.
قادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية المشاركة في هذه الحرب البربرية القذرة على أهلنا في غزة لا يحترمون القادة العرب، ولا يهتمون بتهديداتهم وبياناتهم وتصريحاتهم لأنهم فقدوا مصداقيتهم، وكرامتهم، وشهامتهم العربية، ويكذبون على شعوبهم. وإذا كانوا صادقين في تهديداتهم، فلماذا لا يقطعون علاقاتهم الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل؟ ولماذا لا يطلبون من سفراء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا المغادرة ويستدعون سفرائهم احتجاجا ويسحبون أرصدتهم التي تقدر بمئات بمليارات الدولارات من البنوك الأمريكية والأوروبية؟ وهذا " أضعف الإيمان!"
هذا السقوط الأخلاقي لمعظم القادة العرب خاصة قادة دول التطبيع ليس غريبا بل متوقعا لأنهم يتقاسمون مع دولة الاحتلال كرههم للمقاومة، وينسقون معها لتطويقها وضربها وإفشالها، ولأنهم عملاء مخلصين للولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية المؤيدة لإسرائيل، وأسهموا في المجازر التي تقوم بها دولة الاحتلال في غزة بشراء أسلحة إسرائيلية بما يعادل ثلاث مليارات دولار، أي إن 24% من الصادرات العسكرية الإسرائيلية توجهت لدولهم للدفاع عن أنظمتهم، واستمرارهم في قهر وتكبيل شعوبهم خدمة لمصالح الغرب وإسرائيل!
لكن آخر سقطاتهم السياسية والأخلاقية وردت في الأنباء التي ذكرت أن الإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال وقعتا اتفاقا لتشغيل جسر بري بين مينائي دبي وحيفا، مرورا بالأراضي السعودية والأردنية بهدف تجاوز قرار الحوثيين بالتصدي لجميع السفن المتجهة لموانئ دولة الاحتلال عن طريق البحر الأحمر الذي يمر منه 80% من تجارتها، وقالت وسائل الاعلام إن شركة " تراكنت " الإسرائيلية بدأت تشغيل هذا الجسر البري فعلا لدعم الاقتصاد الإسرائيلي وإنقاذه من الانهيار.
موقف القادة العرب المهين، المخجل أخلاقيا، الغير مسبوق من الحرب على غزة، أثبت لشعوبهم وللعالم أجمع فشلهم في حماية أوطانهم، وسماحهم بتسليم موضوع وجودي عربي مثل الموضوع الفلسطيني لإسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية لتفعل به ما تشاء حسب مصالحها ومعتقداتها الأخلاقية والسياسية والدينية المزيفة المنحازة المعادية لكل ما هو فلسطيني وعربي، واكتفوا بالاحتجاجات الكلامية، واستجداء دول العالم للضغط على دولة الاحتلال لوقف حربها البربرية على غزة، ونسوا أن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة العربية لا يبذل هذه التضحيات الجسام للدفاع عن وطنه فقط، بل عن الوطن العربي، وأن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين الآن ستمتد لدولهم إذا استمروا في تخاذلهم وانهزامهم وتطويق وإذلال شعوبهم!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة كشفت وهن وجرائم إسرائيل لشعوب العالم
- الشعب الفلسطيني أثبت للعالم صلابته وسمو أخلاقه وإصراره على ن ...
- ولي عهد البحرين يدين عملية - طوفان الأقصى - ويساوي بين الضحي ...
- نفاق وصمت أئمة المسجد الحرام وكبار رجال الدين عن مجازر غزة
- قمتان عربية وإسلامية في الرياض لتهدئة غضب الشعوب وإسكاتها
- اجتماع عمان...بلينكن طالب العرب بقبول ما تريده إسرائيل ورفض ...
- عواصم دول العالم تتظاهر ضد المذابح وتدمير غزة والرياض ترقص و ...
- جرائم غير مسبوقة وصمت عربي رسمي مريب
- مظاهرات الشعوب العربية المؤيدة للفلسطينيين تعيد الأمل لأمتنا ...
- أين أنتم يا قادة الجيوش العربية؟ ماذا تنتظرون للانقضاض على ح ...
- الحاكم العربي ليس عميلا فقط، بل عدوا لأمته العربية
- انتصار المقاومة بقيادة حماس يثبت إصرار شعبنا على إنهاء الاحت ...
- ماذا يعني بناء الصهاينة لسياج على الحدود الأردنية مع فلسطين ...
- هل سيفتح محمد بن سلمان الباب على مصراعيه للتغلغل الصهيوني؟
- السعودية والتطبيع ..- أوّل الرقص حنجلة -
- تصريحات الرئيس عباس الأخيرة المتعلقة بالهولوكوست والنفاق الأ ...
- ماذا يعني اتفاق التنسيق الأمني والعسكري لمحور المقاومة لإسرا ...
- تصاعد المقاومة يدفع المزيد من المستوطنين للهجرة
- هل قرار السعودية بتعيين سفير في فلسطين مقدمة للتطبيع مع دولة ...
- أنظمة التسلط والفساد والنفاق العربية ومستقبل الأمة


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حرب غزة والسقوط السياسي والأخلاقي للأنظمة العربية