عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 11:20
المحور:
الادب والفن
" ماجدوى الرسائل التي تأتي متأخرة ..لحب ماعاد له صندوق بريد " .. جميل يادرويش في عبارتك وكأنها تلخص قصتي وتحكي عما فيها .. اكتب وانثر اوراقي في مهب الريح .. ثم تختفي في حلكة الليالي .. ماعاد صاحبها يستقبلها فقد صدأة صناديق البريد .. اكتب لأشبع رغبة في داخلي وانا اعرف انني اكتب لأشباح .. لأوهام او ذكرى انسان .. الكتابة متعة لاتضاهيها متعة سوى رؤية الحبيب بعد طول فراق .. ضع خيال انسان من صنع اوهامك واكتب عنه .. ستجد ان الكتابة حرية للروح تسبح في امواج كلماتها المتلاطمة والمتقاطعة وكأنك تحل لغزا انت اخترعته .. يقول همنغواي “إن الكتابة تبدو سهلة غير أنها في الواقع أشق الأعمال” نعم فهي ترهق النفس لانها توقظ المواجع والذكريات الاليمة .. الكتابة هوية تعكس ما في داخل صاحبها يكشف عبر اسلوبه طريقة تفكيره بالحياة وبالناس .. فهي وليدة تجارب قد تكون صعبة حفرت اثرها في الذاكرة والجسد .. المي الوحيد حين اكتب عنها ان عقلي يتخيل انها تقف امامي او تجلس جنبي بتلك الهلوسات اكتب .. ولكن الواقع المؤلم انها بعيدة جدا عني .. وكأنها ساكنة في احدى المجرات لا امل لي فيها سوى صورة رسمتها النجوم على شكل نقاط مضيئة في سمائي .. اهدي بها في كتاباتي كما يفعل الصيادون في البحر حين يهتدون بالنجوم .. تراني ابحث عنها في تفاصيل يومي .. عسى ان اجد اثرا يدلني اليها .. رسمت صورتها على رمال ذاكرتي ولكن مع اول عصفة ريح تلاشت الصورة وما عاد يدلني اليها شيء!.. ولكن دعنا نتحدث عن الجانب الآخر من الكتابة .. فقد كانت ومازالت تلك المرأة ملهمة حقيقية فقد غيرت كثير من الامور في داخلي .. فقد جعلت من الكتابة همي اليومي وقوت اتزود به لاسترجاعها عبر كلماتي . . فهي حاضنة لأفكاري ومشتل لأحداث مقالاتي .. لها شخصية اسطورية في التأثير .. لولاها لتوقفت عجلة الافكار وتصيب ذاكرتي بمقتل . ايتها المرأة التي خرجت من المجهول ورجعت له بسرعة البرق . من اين الطريق اليك ؟ وقد سلكت كل الدروب لأرجعك الى احضان ذاكرتي الهشة . ولكن دون فائدة ترجى . اسوء شيء يحدث لعاشق ان يخونه المكان والزمان .. والاسوء حين يدرك ان المرأة التي عشقها كانت مجرد خيال عابر كخيط دخان في سمائه يتلاشى كلما سار بطريقه ثم يختفي .. لنا كبرياؤنا ولكن يقتلنا الحنين .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟