أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق














المزيد.....

سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7818 - 2023 / 12 / 7 - 20:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في العراق لا توجد قوانين تحمي الحيوانات البرية , واذا كانت هناك قوانين فأنها لم تفعل , بل ميته لا يعرف أحدا عنها , وبذلك أصبحت رغبة كل صياد استعمال كل أنواع الصيد المحرمة من اجل صيد اكبر عدد من الحيوانات . ان استمرار الصيد الجائر بكل انواعه سيؤدي الى القضاء على عدد كبيرة منها ويقضي على جمالية أماكن تواجدها ويحرم البلاد من ثروة وطنية تستفاد منها الأجيال القادمة , وهي السياحة الترفيهية او العلمية , حيث من المعلوم ان اهوار العراق مكتظة بالحياة البرية لأنواع من الحيوانات وخاصة الطيور المهاجرة القادمة من مناطق اسيا الباردة لتقضي موسم الشتاء في اهواره .
لا ادعو الى منع الصيد , لان شغلة الصيد موجوده منذ ان خلق الله الأرض وخلق الانسان , ولكن ادعوا الى تنظيمها مع المراقبة الشديدة من قبل دوائر الدولة , والتي تشمل نوع الحيوان المسموح صيده عالميا , حيث ان بعض الطيور بدء اعدادها بالتناقص بسبب التغير المناخي و التمدد العمراني و استعمال المواد الكيماوية في الزراعة , حصة كل صياد من الصيد , وتعين بداية ونهاية موسم الصيد . هذا يعني ان المحافظات التي تستقبل الطيور المهاجرة عليها تنظيم حجم الصيد وذلك عن طريق بيع اجازات الصيد ينتهي عمرها بنهاية موسمها , عمر الصياد , تاريخ حياة الصياد بحيث انه غير متهم سابقا بالاعتداء على الاخرين , ونوع السلاح المستخدم في الصيد.
سبق وان كتبت مقال حول حال طير النحام " الفلامنكو " في العراق بعد ان تعافت اهواره من الجفاف المصطنع خلال نظام حزب البعث في العراق , باسم حماية الحدود الشرقية والامن القومي . لقد فرح طير النحام بعودة الحياة الى الاهوار العراقية, ولكن لم يكن بخلد هذا الطير الجميل ان يكون مصيره ان يباع على قارعة الطرق وسوق الغزل ليكون وجبة " ثريد محترمة" و بأبخس الأسعار , وبهذه الطريقة ضاع الخيط والعصفور على العراقيين , حيث عرف هذا الطير انه غير مرحب من اهل العراق وانهم يحدون سكاكينهم في استقباله , فغير وجهته الى بلاد تحترمه وتحب حمرة اجنحته وحركاته المميزة , وبذلك ضيعت مدن اهوار العراق مصدر رزق محتمل وكبير , حيث ان دخول 100 الف زائر للتمتع بمناظر الطيور يعد دخل الى قطاعات اقتصادية كثيرة ومنها المطاعم والفنادق وسيارات الأجرة و ومحلات بيع الهدايا التذكارية .
بينما اصبحت الأسلحة بكل أنواعها سلعة رائجة في العراق وتقتل الأبرياء بسبب شجار أطفال في حارة او بسبب دخول بقرة في حقل غير حقل صاحبها , فان ابتلاء الحيوانات البرية بهذه الأسلحة اكبر . الصيد له ادواته الشرعية والقانونية وان استخدام الكلاشنكوف لاصطياد ذئب او ضبع او غزال ليس من الأسلحة المشروعة ويجب معاقبة كل شخص يستخدم هذا السلاح للاصطياد . هذا السلاح خطر على الاخرين وغير مخصص للصيد وانما للحروب , ومع هذا يخرج صياد عراقي على اليوتيوب وهو يحمل بندقية الكلاشنكوف من اجل اصطياد ضبع !
من هذا العاقل من البشر ان يربي ضبع في بيته او في حقله ؟ وكيف ينام شخص وهو يسمع صوت ضبع ؟ وما جمالية هذا الحيوان وهو في قفص ؟ انه حيوان غير الليف وغير قابل للتعايش مع البشر . ومع هذا الحال فقد شاهدت في زيارتي الأخيرة الى العراق وفي سوق الغزل حيوانات للبيع من المفروض على الحكومة العراقية او المختصين بالبيئة منع بيعها . لقد لاحظت طيور اللقلق معروضة للبيع وكذلك الباجر . البوم , و الصقر العراقي.
سوق الغزل فسر لي لماذا غاب اللقلق عن مآذن وابنية بغداد القديمة , وفسر لي كيف غابت البوم ونحن في وسط الليل نسمع صوتها , لنردد بعد سماعها " سكينة وملح" , وفسر لي لماذا تراجع عدد الطيور الزائرة للعراق من سيبيريا ومناطق أخرى من العالم. وانا في السن العاشرة من عمري كنا ننتظر سرب الطيور مساءا وهي تغطي السماء , ولكن لم الاحظها في سفرتي الأخيرة الى بغداد . بكل تأكيد , الحيوان البري في لا يعيش ايام جميلة في العراق بعد ان كثرت السكاكين من حوله.
والغريب انني شاهدت النسر العراقي يباع في سوق الغزل, والتي تعده الحكومة العراقية رمز لها . فتجد قادة الجيش وشرطة يحملون اشارته , منصة حديث رئيس الوزراء تحمل مجسم للنسر , وتجد مجسمه في مجلس البرلمان العراقي. وبالحقيقة اصبح النسر في العراق جائع , مرهق , ومكبل وهو يباع في سوق الغزل ولا ناصر له حتى من قبل مسؤول حكومي يحترم شعار بلاده !!
احب الحيوانات البرية بكل أنواعها واشكالها وعلى العالم حمايتها من الانقراض لأنها الجزء المكمل للإنسان في هذه الأرض . انها تضيف حركة وجمالية و تنوع لكرتنا الارضية , ولهذا السبب بالغ الفلاسفة والمثقفين في احترام حقوق الحيوان . يقول سيزار تشافيز "اللطف والرحمة تجاه جميع الكائنات الحية هي علامة على مجتمع متحضر، وعلى العكس من ذلك، فإن القسوة، سواء كانت موجهة ضد البشر أم ضد الحيوانات، ليست حكرًا على ثقافة أو مجتمع من الناس". ويقول آرثر شوبنهاور "الافتراض بأنّ الحيوانات بلا حقوق والوهم بأن معاملتنا لها ليس لها أهمية أخلاقية هو مثال مشين بشكل إيجابيّ على الفظاظة والوحشية الغربية." ويقول إيمانويل كانت "من قاسى على البهائم يشق أيضًا في تعامله مع الناس". وتقول ماريان مور "إذا لم نستطع أن نكون ودودين تجاه صوف هذه المخلوقات، أعتقد أننا نستحق أن نتجمد" .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد انهيار غزة ؟
- هل تنازل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الايوبي عن القدس لليهود ...
- ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟
- رسالة غزه الى الحكومات العربية
- غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
- من هي الجزر ( الدول ) الثلاث في المحيط الهادىء التي تقف مع ا ...
- غزه .. غاب القط .. العب يا فار
- ماذا قالوا عن الحرب على غزة؟
- شكرا غزة
- ماذا ستخسر الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بعد حر ...
- ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية
- يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي
- الاستهتار الصهيوني والصمت العربي
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...


المزيد.....




- فرنسا: إنقاذ 66 مهاجرا غير نظامي أثناء محاولتهم عبور المانش ...
- مصر.. والدا الرضيعة السودانية المقتولة بعد هتك عرضها يكشفان ...
- السعودية.. عمليات انقاذ لعالقين بسيول والدفاع المدني يحذر
- الغرب يطلق تحذيرات لتبليسي مع جولة جديدة من الاحتجاجات على ق ...
- فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران ...
- في الذكرى الـ10 لمذبحة أوديسا.. اتهامات لأجهزة استخبارات غرب ...
- ترامب يعلق على أحداث -كولومبيا- وينتقد نعمت شفيق
- نيبينزيا: مجلس الأمن الدولي بات رهينة لسياسة واشنطن بالشرق ا ...
- -مهر-: رئيس جامعة طهران يعين زوجة الرئيس الإيراني في منصبين ...
- ‏مظاهرات حاشدة داعمة لفلسطين في عدة جامعات أمريكية والشرطة ت ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رضا عباس - سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق