أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟














المزيد.....

ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7807 - 2023 / 11 / 26 - 20:47
المحور: حقوق الانسان
    


قدمت غزه العز والكرامة دروس بالغة في الفداء من اجل الحرية والانعتاق من الاحتلال البغيض . وان ما مر به هذا القطاع الصغير بمساحته , العظيم بسكانه من نكبات ومحن سوف لن تمحى من ذاكرة التاريخ مهما حاول " خبراء" الكذب والتدليس من محو ذاكرة الخيرين على هذه الأرض من تلك الجرائم التي استهدفت الأطفال والنساء والكبار , وتدمير المستشفيات من اجل قتل اكبر عدد ممكن من سكان هذا القطاع الابي . والتاريخ سوف لن يرحم أولئك الزعماء من الكيان الصهيوني والذين اطلقوا تصريحات تفوح منها العنصرية والكراهية والدعوة الى الإبادة الجماعية لأهل غزه .
الحرب ستقف اجلا ام عاجلا , واعتقد اذا وقفت فان المستفيد الأول منه هو الغرب الذي بالغ في عداوته ولابد من حفظ ما تبقى من ماء وجه, وكذلك بعض الزعامات العربية التي احرجتهم صيحات الشعوب الحرة وقف القتال في كل مكان . ومع هذا نستطع تعداد بعض ما كشفت هذه الحرب من مواقف :
1. ان العرب ليس لهم المعدة للحرب وإنقاذ فلسطين من محنتها . لقد انتصر الغرب في اقناع العرب , بالقوة او بالعافية , على التخلي من قرار التحرير , واستجاب العرب له . بالحقيقة , كانت هناك دولا عربية دعمت الكيان الصهيوني في حربه على أبناء غزه بحجج واهية .
2. لهذا السبب فأننا لم تصبنا الدهشة من عدم استطاعة قادة العرب , المطبعين وغير المطبعين منهم , من وقف الحرب ودعم اهل غزه . لقد اختصر قادة العرب الطريق عليهم بأطلاق بيانات الشجب والادانة , فيما تركوا اهل غزه , مثل سمكة في حوض ماء , ليس لها مصير الا الموت. الحرب كشفت عن مقدار قيمة قادة العرب عند " اصدقائهم".
3. وبالوقت الذي تفرق قادة العرب مثل الخراف التي استفردتهم الذئاب , اتحد الغرب مع كل خلافاتهم لدعم الكيان الصهيوني والقضاء على القضية الفلسطينية . الحرب كشفت زيف هذه الدول بمناداتهم بحقوق الانسان وحق تقرير المصير , ولا يكترثون بهذه الشعارات الا عندما تمس مصالحهم .
4. لقد كشفت هذه الحرب قدرة الكيان الصهيوني في ممارسة ابشع أنواع الاجرام دون الاكتراث بالقوانين الدولية . ان ممارسات قوات الكيان الصهيوني ضد أبناء غزه زادت من معاملة النازية لهم , اكثر من 5000 طفل من بينهم 4000 طالب مدرسة يستشهدون خلال شهر واحد ما هو الا دليل على استهتار هذا النظام بحرمة قتل البشر , وأصبحت " منظمات حقوق الانسان " نكته يتداولها الناس هذه الأيام .
5. ولهذا السبب وقفت المنظمات الإنسانية العالمية عاجزة ومكتوفة اليد امام اندفاع القوات الصهيونية لقتل اكبر عدد ممكن من اهل غزه . والحقيقة ان تباطىء المنظمات الإنسانية لتقديم خدماتها للمدنيين في قطاع غزه له علاقة بسياسة الدول الداعمة لها كما ستكشفه الأيام . لو أصرت "الدول المتحضرة" بتفعيل هذه المنظمات في غزه , لما كان في مقدور الدولة الصهيونية الرفض ولما كانت هذه المجازر.
6. لقد نجح الموقف الأمريكي بعدم تمدد الحرب ليشمل مناطق أخرى من الشرق الأوسط , ولكن هذا النجاح جاء على حساب العرب وكرامتهم . ارسال قوات أمريكية ضخمة بما فيها حاملة الطائرات والبوارج الحربية وحتى حاملات القنابل الذرية اعطى الإشارة الى العرب والى قوى الرفض ان هذا السلاح موجه لكم لا لغيركم . ولو اجتهدت الإدارة الامريكية في حل النزاع بقدر اجتهادها بدعم تواجدها العسكري بعد 7 أكتوبر في الشرق الأوسط , لكان هناك سلام دائم , خاصة وان الفلسطينيون قبلوا بواقع الحال , وهو حل الدولتين.
7. على الرغم من ظهور جيش من أصحاب اللحى والدشاديش القصيرة وهم يلعنون حماس وفلسطين وشعب فلسطين , الا انه بالمقابل ظهر ملايين من البشر بكل الجنسيات والأديان والمذاهب يدعون لنصرة الشعب الفلسطيني , وبذلك كشفت حرب غزه , لمن لم يكتشف بعد , ان جميع المنظمات الجهادية التي ظهرت على ساحة الشرق الأوسط ما هي الا منظمات من صنع الدوائر السياسية , لا حبا بالجهاد ولا حبا برفع راية الإسلام عالية . ان ما عملوا هؤلاء ضد الإسلام يفوق كل ما فعلته الحروب من فعله ضد المسلمين.
8. احد حجج اهل اللحى هو ان حماس " تركت السنة و تبنت السيف" , والحقيقة ان السيد أبو مازن , محمود عباس, استخدم السنة اكثر من عشرون عاما ولم ينتج عنها الا القتل و السجن لأهل الضفة الغربية. الكيان الصهيوني اتخذ من سياسة السيد أبو مازن طريقا لتثبيت الاحتلال و بناء المستوطنات الواحدة بعد الأخرى حتى أصبحت الضفة الغربية مثل " جلد النمر".
9. وللحقيقة , فان ليست " عمائم السلطة" وحدهم من وقف ضد المقاومة في غزه , وانما كان هناك من أصحاب قلم أيضا كشفوا عن هويتهم التي كانت تحجبها غيوم الكلمات المتقاطعة . الوطن العربي في خطر ان لم يقوم الاحرار من هذه الامة من تثقيف شعوبهم معنى الوطنية . لان أي انسان يرضى بانتهاك حقوق شعب , حتى وان كان هذا الشعب عبر البحار والمحيطات , سوف لن يشكل له مشكلة بخيانة شعبه وبلده.
10. ومهما قيل وقال عن حرب غزه , فان هذه الحرب قد حركت القضية الفلسطينية في أروقة الدول الصديقة والعدوة للقضية الفلسطينية . لقد قام الكثير من قادة الدول الصغيرة والكبيرة بالدعوة الى حل الدولتين . الحقيقة ان الشعب الفلسطيني بعد 7 أكتوبر ليس ما قبله . هذه الحرب و صبر شعب غزه فيها افشل مخطط إسرائيل بتفريغ غزه , جعلها غير قابلة للعيش فيها ,واعطت المثل الأعلى لكل الاحرار في العالم ان الحرية ليست بدون ثمن باهظ.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة غزه الى الحكومات العربية
- غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
- من هي الجزر ( الدول ) الثلاث في المحيط الهادىء التي تقف مع ا ...
- غزه .. غاب القط .. العب يا فار
- ماذا قالوا عن الحرب على غزة؟
- شكرا غزة
- ماذا ستخسر الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بعد حر ...
- ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية
- يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي
- الاستهتار الصهيوني والصمت العربي
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربي ...
- أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المسا ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة أكبر من أوكرانيا
- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟