أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار الاممي رقم 1546















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار الاممي رقم 1546


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القرار الدولي رقم 1546 الصادر في يوم 8 حزيران 2004 والصادر من أروقة الأمم المتحدة , والذي دعا دول قوات التحالف الدولي الى ارجاع السيادة الى العراق خلق ازمة بين قادة المكون الشيعي والكردي السياسيين وكشف الضوء على ان الراحل السيد عبد العزيز الحكيم لم يكن الاب الروحي للفيدرالية في العراق , كما يزعم أعداءه, وانما الاكراد الذين استقتلوا من اجل ان يتضمن القرار الاممي إشارة الى قانون إدارة العراق , والذي صدر دون طرحه على أبناء الشعب العراقي . اية الله السيد علي السيستاني , المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العراق والعالم رفض إشارة القرار الدولي الى هذا القانون لأنه لم يطرح على الشعب للتصويت ,مما اغاظ الكرد واطلقوا العنان لكتابهم ومؤيدهم بهجوم وقح على المرجعية وهدد قادتهم بالانسحاب من تشكيل الحكومة القادمة ,وحتى الانفصال عن بغداد بحجة عدم إشارة القرار الى القانون المذكور الذي يضمن لهم حكما ذاتيا .
ادناه بعض تفاصيل الخلاف على القرار الاممي :
1. ان إصرار قادة المكون الكردي بضم الدستور المؤقت في قرار مجلس الامن اكد بما لا يدع الشك ان اتهام الراحل السيد عبد العزيز الحكيم بانه هو اب الفيدرالية وهو المسؤول في اضافتها في الدستور العراقي الدائم كان اتهاما باطلا . منح الاكراد الحكم الذاتي كان احد اهداف القوى الوطنية ما قبل التغيير , حيث ان جميع أبناء الشعب العراقي صفق عندما منح نظام البعث الحكم الذاتي للمنطقة الكردية , كما وان موافقة السيد الحكيم على ادخال الفيدرالية في الدستور العراقي كان من اجل حماية التحولات الديمقراطية في العراق بعد ان عاش وشاهد إصرار قادة الكرد لهذه القضية .
2. عندما رفض السيد علي السيستاني الإشارة الى قانون الإدارة العراقية في قرار مجلس الامن كان من اجل العراق وحماية الديمقراطية فيه . الإشارة الى قانون الدولة العراقية عملية مخالفة للقواعد الديمقراطية و خيانة لطموحات الشعب وهذا الذي رفضه السيد السيستاني المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العراق والعالم.
3. كان رد فعل القيادة الكردية في رفض السيد السيستاني الإشارة لقانون الدولة العراقية في القرار الدولي رد غير ودي و عصبية مرفوضة . القادة الكرد هددوا بالانسحاب من العملية السياسية برمتها , ووجه السيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والراحل جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني رسالة الى الرئيس الأمريكي جورج بوش قالا فيها , انه اذا لم تلتزم الحكومة العراقية بالدستور الانتقالي الذي يضمن الحكم الذاتي للأكراد فان الاكراد " لا خيار لديهم الا مقاطعة الحكومة المركزية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة ومنع ممثلي الحكومة المركزية من دخول كردستان". وفي بيان للسيد مسعود بارزاني قال فيه " ان هذا القانون هو الشيء الوحيد الذي يجعل الشعب الكردي يظل في عراق برلماني موحد".
4. وان رحبت المرجعية الدينية في النجف الاشرف بقرار مجلس الامن لكنها عبرت عن استغرابها من تهديد الاكراد بالانسحاب من العملية السياسية . وقالت المرجعية في بيان لها, انها تؤكد ان موقف المرجعية ليس موجها ضد الاكراد وانهم موضع احترامها و تقديرها المشهود وان حقوقهم المشروعة لابد وان تتحقق وتصان من خلال الأطر الأصولية المرعية التي ستحظى بدعم المرجعية واسنادها
5. المرحلة اثبتت ان الطريق الى الديمقراطية والتعبير الحر ليس سهلا ولا سالكا وليس بالقصير .
6. وان اعتبرت لمرجعية الدينية في النجف قرار مجلس الامن خطوة في اتجاه استقلال العراق وحريته وسيطرته على موارده الطبيعية , الا انها وجدته غير كافي لتحقيق مطالب الشعب المشروعة كافة و دعت الى ان يردف هذا القرار " بتعجيل خروج القوات الأجنبية والتكفيرية الغرباء معا عن العراق وتطهير الوطن من الإرهابيين والصداميين وامتلاك الشعب العراقي لإرادته الحرة كاملة في تقرير مصيره ومستقبله".
7. ولا ننسى دور بعض الكتاب السلبي تجاه الخلاف الكردي الشيعي على هذا الموضوع. هؤلاء الكتاب انطلقوا من منطلق طائفي وقومي غير مكترثين بوحدة العراق والاخوة العربية الكردية . انهم انطلقوا من منطلق التحريض واشعال الفتن بين الكرد والشيعة وكان الدماء التي كانت تصبغ شوارع مدن العراق من قبل المجاميع الإرهابية لم يكفيهم .
8. القرار الذي قدمته الولايات المتحدة الامريكية وبريطانية لم يمرر بسهولة في أروقة الأمم المتحدة الا بعد مناقشات كثيفة ومطولة طالت اكثر من أسبوعين, وفي النهاية حرم القرار الاممي على الامريكان بالقيام باي عملية عسكرية بدون علم الحكومة العراقية وهو اعتراف ضمني بالسيادة العراقية .
9. القرار انهى الاحتلال رسميا للعراق وأوصى بتشكيل حكومة عراقية مؤقته مستقلة وتامة السيادة لكامل المسؤولية والسلطة بحلول 30 حزيران 2004 .
10. القرار اكد على الحكومة العراقية القضاء على كل مظاهر والنزعات الديكتاتورية والتي كانت تحكم العراق قبل التغيير. كما وان ذكر فقرة , ان " عراق اتحادي ديمقراطي تعددي موحد " طمأنة قادة المكون الكردي بسير العراق نحو الفيدرالية , وطمأنة القيادة الدينية في النجف الاشرف بالسير نحو الديمقراطية .
11. اكد القرار على إبقاء عائدات النفط تحت اشراف ومراقبة دولية وتحت حساب خاص وتكون خاضعا للحصانة الدولية تمنع أي جهة من التعرض سوى من الدائنين او غيرهم و ستبقى الإرادة العراقية في تصرف تلك الواردات تحت رقابة واشراف الإرادة الدولية .
12. القرار طمئنه العراقيون بانهم سوف لن يتركوا وحدهم في محاربة الإرهاب الذي اندع في العراق بعد التغيير , وان القوات المتعددة الجنسيات ستكون لها سلطة اتخاذ جميع التدابير اللازمة للمساهمة في صون الامن والاستقرار وفقا للرسالتين ( العراقية والأمريكية ) اللتين تتضمنان , في جملة الأمور , الاعراب عن طلب العراق استمرار وجود القوة المتعددة الجنسيات و تبينان مهامها .
13. هذا وان الجدول الزمني المقترح للانتقال السياسي الى الحكم الديمقراطي كان كالاتي:
أ‌. تشكيل حكومة مؤقته ذات سيادة تتولى الحكم والسلطة بحلول 30 حزيران 2004.
ب‌. عقد مؤتمر وطني ( مجلس نواب او ممثلين للشعب العراقي ) يعكس المجتمع العراقي.
ت‌. اجراء انتخابات ديمقراطية مباشرة بحلول 31 كانون الأول 2004. او في موعد لا يتجاوز باي حال من الأحوال 31 كانون الثاني 2005. وبعدها تشكيل جمعية وطنية انتقالية تتولى تشكيل حكومة انتقالية للعراق وصياغة دستور دائم للعراق لقيام حكومة منتخبة انتخابا دستوريا بحلول 31 كانون الأول 2005.
14. ومن اجل تسريع السير نحو تحقيق السلام والوئام في ربوع الوطن فقد عرضت الأمم المتحدة ومن خلال ممثلها في العراق على:
أ‌. المساعدة في عقد مؤتمر وطني خلال شهر تموز 2004 , لاختيار مجلس استشاري .
ب‌. تقديم المشورة والدعم الى الحكومة المؤقتة للعراق وللجنة الانتخابية المستقلة للعراق والجمعية الوطنية الانتقالية بشان عملية اجراء الانتخابات
ت‌. تشجيع الحوار وبناء التوافق في الآراء على الصعيد الوطني بشان صياغة الدستور الوطني .
15. القرار بكل وضوح انهى الاحتلال وفتح المجال للعالم الاعتراف بالدولة العراقية ذات السيادة الكاملة , وكان من المفروض على الدول العربية الانفتاح على العراق الجديد وبعث ممثلين له , ومساعدته على محاربة الإرهاب .
16. لم تهب عاصفة التمرد في شمال العراق ,ولم تحتاج بغداد الى ارسال قوة عسكرية للسيطرة على التمرد الكردي كما روج له بعض الكتاب المحسوبين على القيادة الكردية .
17. وحتى نكون منصفين , فقد خرجت أصوات محترمة من إقليم كردستان تطالب التهدئة وعدم الانجرار نحو التصعيد لان الشيعة العرب والسنة العرب ليس أعداء للكرد , وان ما يجري في العراق حاليا هي ليست سوى زوبعة في فنجان التاريخ العراقي . ففي مقال للأستاذ هاشم عقراوي تحت عنوان " لا تقلقوا أيها الكرد , اخوانكم العرب الأكثرية سينصفونكم " ذكر فيه قادة الكرد بالتضامن مع إخوانهم العرب من اجل " بناء العراق العظيم و تخليصه من كبوته وتأسيس حكومة ودولة قوية يتباهى بها كل عراقي . فهذه الأيام وهذا الوقت هو ليس للنزاعات بل هو لتحديد مصير العراق." ويتحدث عن رسالة السيد علي السيستاني الى الأمم المتحدة بالقول " هي ليست ضد الكرد لا بل للدفاع عنهم . ان رسالة السيستاني هي ضد تقسيم العراق و فرض القرارات الرجعية على العراق ". ويطالب الكرد بالصبر " لتروا الجيش العراقي الابي والبطل و بمساعدة كل العراقيين الغيارى يأتون الى كردستان ولكن الان من اجل تعميره وبناءه وليس من اجل الانفالات والقصف الكيماوي."



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية
- ضرورة حذف الاصفار الثلاث من العملة العراقية
- التنمية الاقتصادية في العراق الان بخير .. ولكن
- لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق
- نعم البناء يحتاج الى اسمنت , ولكن الى رسمال ايضا
- اوغندا الضحية الاخرى لعقوبات الغرب الاقتصادية
- على احرار العراق دعم مشروع طريق التنمية


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار الاممي رقم 1546