أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس اردوغان عن سياسته الاقتصادية؟














المزيد.....

سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس اردوغان عن سياسته الاقتصادية؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 04:50
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هبط سعر الليرة التركية مقابل الدولار يوم الجمعة , 13 من هذا الشهر, الى قاع تاريخي جديد ليتجاوز 25 ليرة للدولار الواحد . وقرر البنك المركزي التركي يوم الخميس رفع سعر الفائدة الرئيسي من 8.5% الى 15% , وذلك لأول مرة منذ عامين .
ما علاقة سعر الفائدة على القروض مع قيمة العملة المحلية , وهنا الليرة التركية؟
حسب النظرية الاقتصادية التي تدرس في اغلب جامعات العالم وتعمل بها جميع البنوك المركزية هو ان رفع سعر الفائدة , بجانب أمور أخرى, يؤدي الى ارتفاع قيمة العملة المحلية , والعكس هو الصحيح . أي ان انخفاض سعر الفائدة يؤدي الى تراجع في قيمة العملة المحلية .
لماذا؟
ارتفاع سعر الفائدة في بلد مستقر مثل تركيا , يؤدي الى تحفيز المستثمر الأجنبي باختيار تركيا كموقع لاستثماراته , لكونه سوف يجني ربح اكبر بكثير من استثمار ثروته في بلد سعر الفائدة فيه قليل . مليون دولار و بسعر فائدة قدرها 20% تعطي ربحا قدره 200 الف دولار في السنة , فيما ان سعر فائدة قدره 5% يعطي 50 الف دولار سنويا . الفرق كبير , 150 الف دولار , وهو مبلغ يضمن للمستثمر دخل سنوي يمكنه ان يعيش برفاه ورغد دون متاعب وسهر ليل.
نظرية رجب طيب اردوغان , رئيس جمهورية تركيا , الاقتصادية خالفت المعقول والمعمول به , انه يعتقد ان تخفيض سعر الفائدة يؤدي الى نمو اقتصادي ومن خلالها يقضي على بقية المشاكل الاقتصادية . انه كان الخاطئين . سياسته قبل الانتخابات الأخيرة جلبت عليه وعلى اقتصاده مشكلتين , ارتفاع التضخم المالي حتى وصل 85% وانخفاض مستمر في قيمة الليرة , حتى وصلت الى الحد الذي ذكرناه أعلاه.
ما علاقة انخفاض أسعار الفائدة بالتضخم المالي ؟
انخفاض سعر الفائدة يؤدي بالمستهلكين وأصحاب الاعمال بالاقتراض الكبير من البنوك التجارية , مما يؤدي الى زيادة هائلة على السلع والخدمات , وكما هو معروف عندما يزداد الطلب على سلعة معينة , فان سعرها سوف يزداد في السوق , وهكذا أيضا زيادة الطلب على السلع والخدمات في البلاد يؤدي الى زيادة معدل أسعارها , والذي يسمى التضخم المالي .
ما تأثيره على جيب المواطن التركي ؟
مرتين . ارتفاع نسبة التضخم في البلاد يؤثر سلبا على كل عامل وموظف ( أصحاب الدخول الثابتة) , لأنه يقضم من قوتهم الشرائية . انا متأكد , ان أبناء الوطن العربي يشعرون بحرارة الأسعار في الأسواق عام بعد عام . التأثير الثاني هو ان انخفاض الفائدة يؤدي الى تراجع في قيمة العملة المحلية , وبذلك فان انخفاض قيمة الليرة التركية يعني ان التاجر التركي الذي يتعامل بالدولار من اجل تغطية كلفة تجارته سوف يضطر بشراء الدولار بكلفة إضافية والذي بدوره سوف يحملها على مستهلك بضاعته . الدولار الأمريكي كان يساوي 17 ليرة تركية , هذا الأسبوع سوف يضطر التاجر التركي بدفع 25 ليرة من اجل الحصول على ذلك الدولار . اذن التضخم سوف يتزايد ومعاناة المواطن التركي سوف تزداد أيضا .
ولكن لماذا هذا التراجع الكبير بقيمة الليرة التركية بعد عودة الرئيس اردوغان الى كرسي الرئاسة ؟
الامر كان سياسي وليس اقتصادي بامتياز . يعرف الرئيس التركي اردوغان ان تراجع قيمة الليرة سوف تؤدي الى تضخم مالي إضافي في البلد والذي سيزيد من معاناة الشعب التركي ولاسيما أصحاب الدخول الثابتة والتي تمثل الشريحة التي من العادة لا تنقطع من المشاركة في الانتخابات , مما سيزعج الناخبين وقد يتحولوا الى منافسه . ومن اجل الحفاظ على قيمة الليرة من التراجع والتضخم من الانفجار, امر الرئيس اردوغان البنك المركزي التركي , محافظ البنك المركزي كان من المطيعين جدا للرئيس ولكن بالأخير خسر وظيفته, بطرح ما يقارب 170 مليار دولار امريكي قبل الانتخابات , وبذلك ضمن عدم تراجع الليرة على الأقل في الأيام قبل يوم الانتخابات.
فاز الرئيس في الانتخابات , وجاء وزير مالية جديد من المدرسة التقليدية التي تؤمن بان رفع الفائدة سوف يؤدي وظيفتين إطفاء حريق التضخم المالي و رفع قيمة العملة التركية . وجاء محافظ جديد للبنك المركزي وجد الاحتياطي من العملات قد تبخر بعد ان كنسها الخليفة اردوغان . ولكن هذه المرة , عرف اردوغان انه تدخل في موضوع ليس من اختصاصه , الاقتصاد .
الفريق الاقتصادي الجديد رفع سعر الفائدة من 8.5% الى 15% , ولكن تراجع قيمة الليرة استمر ليصل ما يقارب 25 ليرة للدولار الواحد . اغلب الاقتصاديون يعتقدون ان 25 ليرة للدولار الواحد هي القيمة الحقيقة لليرة , حيث ان السوق سيستقر على هذا المقدار على الأقل في الزمن المنظور. رفع الفائدة بهذا القدر ,15%, سوف يؤدي الى انهيار بعض البنوك التجارية , ولكن من المؤمل ان تتراجع الأسعار , ويستطيع عامل الشاورما , من دفع ايجار شقته , وكذلك شراء بطاقة سينما .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق
- نعم البناء يحتاج الى اسمنت , ولكن الى رسمال ايضا
- اوغندا الضحية الاخرى لعقوبات الغرب الاقتصادية
- على احرار العراق دعم مشروع طريق التنمية
- تازم العلاقات العراقية - الاردنية
- لماذا تتزايد حصة قطاع الخدمات في الاقتصاد الوطني ؟
- الشيخ عبد الحميد المهاجر
- هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟


المزيد.....




- 6.3 مليارات دولار حجم التجارة بين تركيا والجزائر
- عمالقة السيارات يبحثون عن حلفاء في الصين للمركبات الكهربائية ...
- سطو مسلح على أحد البنوك غرب رام الله
- نيكي الياباني يهبط وسط موجة جني الأرباح وإعلان نتائج الشركات ...
- شغف الصين بالذهب متواصل.. 18 شهرا من الشراء المتوالي
- الرئيس الصيني في صربيا لتعزيز العلاقات الاقتصادية
- الدين العالمي يرتفع لمستوى تاريخي يبلغ 315 تريليون دولار
- أدنوك توقع اتفاقية لتوريد الغاز المسال لمدة 15 عاما مع EnBW ...
- مكاسب قوية للدولار وتحذير ياباني بعد انخفاض الين
- المركزي السويدي يخفض الفائدة للمرة الأولى منذ 8 سنوات


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس اردوغان عن سياسته الاقتصادية؟