أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟















المزيد.....

هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 06:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في البلدان المتجانسة دينيا ومذهبيا وعرقيا يصبح حظ كل مواطن في الحصول على عمل اهلي او حكومي مساويا تقريبا . الدين نفس الدين و المذهب نفس المذهب و القومية نفس القومية , واذا كان هناك تمييز في توفير العمل , مع تساوي المؤهلات , فانه يعود الى وسامة المتقدم للعمل , حيث كشفت الدراسات ان فرصة الشاب الوسيم للحصول على عمل هي اعلى من شاب خشن او غليظ الوجه . وحظ سيدة جميلة و رشيقة هو اعلى بكثير من فتاة لا تضع المكياج على وجنيتيها . كما لا ننسى ان حظ الرجال للحصول على عمل هو اعلى من حظ النساء , وان معدل دخل الرجل السنوي يزيد من دخل المرأة السنوي وان تساوت المؤهلات.
ولكن ما هو حظ عثور على عمل لرجل او لامرأة في بلدا متعدد الديانات و المذاهب والقوميات ؟ هناك دراسات كثيرة وموثوقة في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا حول هذا الموضوع , ولكن ليس من السهولة العثور على بحث عربي يبحث في هذا الموضوع , وعليه فسوف استخدم العراق , المتكون من اديان ومذاهب و قوميات متعددة , قبل وبعد التغيير كمثل على هذا الموضوع الشائك وغير السهل ,و سيكون الطرح من خلال تجريبيتي التي عشتها فيه وقد تختلف عن تجربة اخرين.
بكل تأكيد , كان هناك تمييز بين مواطن واخر واضح للعيان في العراق قبل التغيير . كان تعيين مواطن في احد دوائر الدولة العراقية قريبة من المستحيل ان لم يكن المتقدم منتمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي , وهذا لا ينطبق فقط على الدوائر الأمنية والتربية بل على جميع دوائر الدولة . بالحقيقة لقد وصل الامر ان لا يستطع خريجو المدارس الإعدادية الدخول الى الجامعات العراقية بدون الانضمام الى حزب البعث , وهذا ما عرض الكثير من شباب العراق الحرمان من دخول الجامعات العراقية , واضطر الميسورين منهم السفر خارج العراق لغرض الدراسة والعمل .
هذا ليس وحده , وانما اصبحت قومية المواطن ودينه ومذهبه مشكلة له وهو يتعامل مع دوائر الدولة العراقية , بل حتى مكان ولادته ومكان سكناه . على سبيل المثال , كان المواطن من المناطق الغربية في العراق والمناطق ذات الأكثرية السنية لا يشعر بالمتاعب من اجل الحصول على شهادة الجنسية العراقية , وهي وثيقة تؤيد كون المواطن عراقي , وهي غير الجنسية العراقية التي لا يعترف بها الا بعد حصول على هذه الشهادة والتي أصبحت جواز سفر للتملك عقار , الدخول للجامعة , والى وظيفة في الدولة العراقية . فاصبح المواطن الذي يحمل الشهادة العثمانية عراقي قح , ومن كان يحمل الوثيقة الفارسية فانه غير عراقي , وبذلك حرم مئات الالاف من العراقيين من حقوق المواطنة بسبب هذه الوثيقة ورحلتهم الحكومة العراقية بسيارات عسكرية مكشوفة الى ايران وهم لا يعرفون اللغة الفارسية وليس لهم احد لاستقبالهم , علم الرغم من انهم عراقيون من سابع ظهر , ولكن اجدادهم اختاروا الجنسية الفارسية على العثمانية من اجل تجنب التجنيد الاجباري والذي كان يفرض على العراقيين مع كل حرب تدخل فيه الدولة العثمانية .
الطائفية في العراق قبل التغيير كانت هي السبب في ان يكون 95% من الوزراء ورؤساء الوزارات من الطائفة السنية , وان معظم قادة الجيش من الطائفة السنية ولكن جنودهم من الطائفة الشيعية . امام هذه الصورة لم يبقى للمكون الشيعي الا اختيار الاقتصاد , فاصبح في العراق مثل شائع بان "الحكومة للسنة والتجارة للشيعة " . الا ان هذا التقسيم هو الاخر انتهى مع تشريع قوانين التأميم التي قادها العروبي خير الله حسيب عام 1963 , وبين ليلة وضحاها انقلب تاجر بغداد الى عطار يستلم بضعته من مصلحة المبايعات الحكومية , احد فروع وزارة التجارة . وهكذا خسر المكون الشيعي الخيط والعصفور واصبح بمرور الزمن مواطن مقهورا اقتصاديا وطائفيا.
هذا الحديث أيضا ينطبق على المكون الكردي ,وان كان اغلبهم يتدين بمذهب السنة والجماعة , الانه حورب من قبل بغداد منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى سنة التغيير .هذا المكون قاسى من القتل والحصار وتخريب المدن وحرموا من الوظائف الرفيعة بسبب مطالبتهم بالحكم الذاتي لمناطقهم . لقد قاسى الاكراد اكثر من العرب الشيعة , بعد ان عمل حزب البعث على تعريب مناطقهم.
ولم يكن المكون المسيحي احسن حال من إخوانهم الشيعة والكرد , وهم أصحاب الأرض الأوائل . هذا المكون والذي كان يتمركز في الموصل وبغداد اختار ابناءه الزراعة وقطاع المفرد ولم يطالب بوظائف حكومية رفيعة الا نادرا جدا . مسيحيو الموصل اختاروا الفلاحة و مسيحيو بغداد اختاروا قطاع الخدمات .
ارجوا ان لا يفهم القارئ ان المكون السني في العراق كان في بحبوحة العيش .لا , المواطن السني عاش مثل اخيه الشيعي والكردي في قهر وحرمان , فكان ما يعاني منه الشيعي في البصرة يعاني منه السني في ديالى وما يعاني منه الشيعي في النجف الاشرف كان يعاني منه ابن الانبار , الا ان الفارق الوحيد هو ان قادة البلاد التحفوا بالمذهب السني وانتفعوا جميعا من هذا اللحاف على حساب مكونهم والمكونات العراقية الأخرى . وهكذا , لم يتركوا الانبار على شكل دبي هذه الأيام , لم يتركوا صلاح الدين إسطنبول , او الموصل الدوحة .
التمييز بين مواطني البلد الواحد ليس في العراق وحده , وانما يشمل المنطقة العربية بكاملها . هناك تمييز بين المواطن المسلم والمسيحي في لبنان ومصر , وهناك تميز طائفي في دول الخليج العربية , وهناك تمييز قومي في شمال افريقيا , وهناك تمييز بين مواطن ومهاجر .
ونحن نتكلم عن العراق , فان تغيير 2003 منع كل أنواع التمييز والتساوي مع جميع المواطنين وفق الدستور , الا ان موضوع التمييز قد يأخذ طابع مختلف , خاصة في القطاع الخاص , وهو التمييز من خلال الأسماء . فاذا كان اسم المواطن لا يعني شيء في التعيين الحكومي , الا انه سوف يعني شيء عندما يقوى عود القطاع الخاص ويصبح المصدر الرئيسي لتوفير فرص العمل .
الحس الطائفي ما زال حيا في العراق , وعندما يختلط هذا الحس مع العمل , فهنا الكارثة , حرمان مواطن من فرصة عمل هو مؤهل لها ولكن اسمه الذي فرضه عليه ابوه او امه كان العقبة . كيف؟ الدراسات العالمية كشفت هناك تمييز بين أبناء البلد الواحد من خلال أسماء المتقدمين للعمل , لان الأسماء في اغلب الأحيان تكشف عن الهوية القومية والدينية والمذهبية . وفي العراق هناك أسماء معينة محتكرة على مكون دون المكونات الأخرى . بكلام اخر , الاسم في العراق , في اغلب الأحيان , يكشف عن هوية المواطن القومية والدينية والمذهبية . وعليه , فهناك احتمال قوي ان يستخدم رجال الاعمال الطائفيون التمييز عند اختيارهم لموظفيهم او عمالهم ولاسيما في أيام وفرة العمالة او كثرة العاطلين عن العمل , بان يختار رب العمل الشيعي عمال من مكونه , وكذلك السني والكردي .
كما ذكرنا , ان الدستور العراقي يحرم التمييز على أساس الدين او القومية او المذهب او الجنس , ولكن في كثير من الأحوال ليس من السهل اكتشاف و برهان ان التعيين تم على أسس معينة وليس على أساس المهنية او الدستور الذي يدعوا الى عدم التمييز . وهنا اترك هذا الموضوع للاقتصاديين و الاحصائيين ليكتشفوا مهارتهم لحل هذا الموضوع.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !


المزيد.....




- تركيا توقف التبادل التجاري مع إسرائيل بسبب -المأساة الإنساني ...
- مستشار أوربان: واشنطن تسعى لتحقيق الربح من الصراع في أوكراني ...
- تركيا: تعليق التجارة مع إسرائيل حتى وقف إطلاق نار دائم في غز ...
- أسعار الذهب تتجه نحو تكبد خسارة للأسبوع الثاني على التوالي
- شركة -غازبروم- الروسية تعلن عن تراجع إيراداتها
- ارتفاع التضخم في تركيا
- صعود أسعار النفط في ظل حالة من عدم اليقين حول الطلب
- مسؤول بالنقد الدولي لا يستبعد إمكانية انهيار النظام النقدي ا ...
- -فاينانشال تايمز-: السعودية وإندونيسيا تطالبان الاتحاد الأور ...
- منافسة -محتدمة- بين أب وابنته في احتساء مشروب وسط مباراة هوك ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟