أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد














المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 18:47
المحور: حقوق الانسان
    


اذا كان يوم 1 أيار يوم عالمي يخلد نضال الطبقة العاملة من اجل حقوقها المشروعة , فان من حق أطفال العراق ان يكون يوم 30 أيلول من عام 2004 يوما عالميا للأطفال الذين سقطوا على يد الإرهاب واخذ حقوقهم منه . في مثل هذا اليوم فجع العراق واخياره بجريمة يندى لها جبين الإنسانية وابكت السماء . في مثل هذا اليوم سرق الالئام ضحكات أطفال بعمر خمسة سنوات واذهلت الأمهات من فظاعة الحدث . مثل هذا اليوم كشف دعاة الإسلام , ظلما وزورا , عورتهم وسجاياهم الوحشية امام أطفال صغار جاءوا يتراكضون فرحين لصوت فرقة موسيقية وهي تعزف اللحان البهجة بمناسبة افتتاح مشروع ينفع حي العامل من بغداد الفقير . في مثل هذا اليوم نفذ اكلي لحوم البشر عملية خطط لها مسبقا بكل تفصيل ودقة لقتل اكبر عدد من العراقيين, ولكن هذه المرة الانتقام من الاطفال في هدر دمائهم ليكونوا , كما يزعمون , اقرب الى الله والجنة التي وعد بها الزرقاوي . لقد قام القتلة وأصحاب الضمائر الميتة بأرسال ثلاث سيارات ملغومة تفجر تباعا . فعندما انفجرت السيارة الأولى بين الأطفال الملتفين حول محطة جديدة لتكرير المياه المبتذلة في حي العامل الشعبي هرع الرجال والنساء الى مكان الحادث للتأكد على صحة أطفالهم , ولكن رسل الموت لم تسمح لهم بالوصول الى مكان الحادث و فلذة اكبادهم , ومعرفة ما حدث ,حيث جابهتم سيارتين اخرتين مفخختين مما قضوا على معظمهم .
لم نسمع او نقرأ من قبل عن طريقة القتل هذه في تاريخ الأعراف الجاهلية الأولى ولا الاخرة . انها تمني عن حقد لا يحمله الا من لا ضمير له ولا شرف او بصيص من الإنسانية . كانت حصيلة هذه الغزوة 45 شهيدا , 42 منهم أطفال , 92% من مجموع الشهداء , إضافة الى 208 جريحا , لم تستطع مستشفى اليرموك من استيعابهم فارسل الكثير منهم الى مستشفى امراض الجملة العصبية في مدينة الكاظمية . كان عدد ضحايا الامريكان عشرة جرحى فقط كما اذاعتها وسائل " المقاومة " العراقية.
اعترف بتنفيذ العملية الجبانة جماعة " الجهاد والتوحيد " والتي ازعجت حتى " هيئة علماء المسلمين" القريبة و المتعاطفة مع الجماعات " المقاومة " قالت في بيانها " ان عملية التفجير و ملاحقة رجال الشرطة لا تمت الى الإسلام بصلة ومنفذيها انتحاريون مصيرهم جهنم وبئس المصير ". بينما كان بعض الناس القريبون من المستشفيات في وقت نقل الشهداء والجرحى من الأطفال يصرخون " هذا ليس جهادا . هذا ضد الإسلام الذي براء من هذا . لقد شوهوا صورة المقاومة ".
ولكن عويل الإباء والامهات الثكالى بأطفالهم لم يسمعه الاعلام العربي وتجاهل نقله. قناة " الجزيرة " إذاعته قالت فيه " التفجيرات استهدفت الأمريكيين ولكن الضحايا كانوا عراقيين ", ولم تذكر القناة عدد الأطفال الذين سقطوا في هذه التفجيرات , بينما ذهبت بالتفصيل لحدث اخر وقع في مدينة الفلوجة يذكر فيه عدد الذين اسقطوا في العملية ومن هم حيث جاء في الخبر " قصف القوات الامريكية لمدينة الفلوجة خلف ثلاث قتلى من النساء والأطفال ". اما " العربية" فقد اذاعت الخبر من " ان جماعة الجهاد والتوحيد أعلنت مسؤوليتها عن عملية التفجير التي خلفت عشرات القتلى والجرحى" , دون ذكر عدد هؤلاء القتلى والجرحى او أعمارهم . لقد كانت كلا المحطتين تصف شهداء الإرهاب في العراق بالقتلى وهو شان الم العراقيون واشعرهم بالوحدة والخذلان في هذا العالم الظالم , حتى أتذكر ان احد أعضاء البرلمان العراقي وقف امام المحطات الفضائية العربية وهو يصرخ " نحن أيضا عرب , نحن أيضا مسلمون ".
لم يستسلم العراقيون لهذه الجريمة ووقف مع اهل الضحايا جميع أبناء العراق النجباء وكان في مقدمتهم الكتاب والشعراء الذين ارخوا هذه الحادثة الأليمة وكان منهم كامل السعدون . هذا العراقي الشهم وقف مع التغيير منذ يومه الأولى وعاش احزانه و افراحه , ولكنه انقطع عن الكتابة او ربما استعمل اسما اخر خوفا من القتلة المجرمين ولكني ما زلت افتقده .هذا العراقي الشهم كتب شعرا بعد يومين من الحادث تحت عنوان " مرثية لحي العامل " جاء فيه:
جفل العلياء بعليائه
دمعت عيناه
وتململ سخطا اذ وافاه
ملاك الموت بكم من أجساد
صغار " العامل"
جفل الرحمن
بكى
اجهش من حنق
رباه
ثلاثون حسينا مقتولا من عطش
يأتون بذات اللحظة
جفل الرحمن واغلظ بالقسم القدسي
بان
لن يقبل (ضاري) وعظه
جفل الرحمن
واسرى صوب العامل
متبوع بالأرواح الغضة
صعق العامل
اجهش بالحزن الرباني العامل
وارتفعت كل كفوف العباس المقطوعة
تشكو ظلم الاعراب
وفقه الاعراب
وبؤس الكلم المكتوب بقصر معاوية الكذاب



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى- جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الثانية
- من ذاكرة التاريخ : الشيخ الحويت يطالب باقليم سني من اربيل !
- من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فيدرالية - اقليم نينوى- بدون علم المحافظ!
- زلزال تركيا وسوريا كشف انواع من القلوب البشرية
- و تبين ان زلزال تركيا و سوريا المدمر كان من صنع امريكا!
- انخفضت قيمة الدولار في العراق, فهل ستنخفض اسعار المواد ايضا؟
- من الرابح والخاسر من قرار بغداد رفع قيمة الدينار؟
- ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟
- من ذاكرة التاريخ: فشل مشروع فيدرالية محافظة ديالى العراقية
- من ذاكرة التاريخ: فشل تحويل محافظة صلاح الدين العراقية الى ا ...
- من ذاكرة التاريخ : من الذي دعا الى فيدرالية جنوب العراق ومن ...
- حقائق مذهلة حول قلب الانسان , وكيفية العناية به
- كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟
- البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم
- النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد