أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟














المزيد.....

ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 20:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


المستهدف الحقيقي ليس تاجر بغداد , وانما ايران . القضية وما فيها , هو ان الولايات المتحدة , وبالضبط البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بدء فرض قيود صارمة على المعاملات الدولية بالدولار من قبل البنوك العراقية التجارية في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم . وعلى اثر ذلك الحظر انخفضت حجم التحويلات اليومية بأكثر من 80% . هذا الانخفاض الهائل في تقلص التعامل البنكوي , كما يدعيه المسؤولين في البنك المركزي العراقي والبنك الاحتياطي الأمريكي هي عدم كفاية المعلومات حول وجهات الأموال او اخطاء أخرى.
اما الهدف الحقيقي للإجراءات الأمريكية الجديدة حسب ما ادعت به صحيفة الوول ستريت جورنال هو "الحد من استخدام النظام المصرفي العراقي لتهريب الدولار الى طهران و دمشق و ملاذات غسل الأموال في الشرق الأوسط". الإجراءات الامريكية الصارمة قد نجحت ؛ حيث تدحرج حجم التعاملات بالدولار في العراق من معدل 200 مليون دولار يوميا قبل دخول القواعد الجديدة الى 23 مليون دولار في يوم 17 كانون الثاني 2023 , أي بانخفاض قدره ما يقارب 90%.
اذن , النقص في كمية الدولار في الأسواق العراقية كان هو السبب بارتفاع سعره امام الدينار العراقي. كان سعر الصرف هو 1470 دينار للدولار الواحد , ولكن بسبب النقص وصل يوم , 1 شباط 2023 الى 1620.
نقص الدولار في الأسواق العراقية أدى الى ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع والخدمات , ورفع من نسبة التضخم بالبلاد مما أضاف ثقل جديد على كاهل الفقراء وأصحاب الدخل المحدود , واضطرت الحكومة العراقية بفتح مراكز تسويق بدعم حكومي مع التشديد بان ارتفاع الدولار موقت وسوف لن يطول كثيرا. الا ان التاجر العراقي ومن اجل توفير سلعته في السوق اضطر الى شراء الدولار من السوق وبأسعار مرتفعة مما انعكست على أسعار البضائع في الأسواق.
القرار الأمريكي لم ينصف الشعب العراقي لأنه لم يأتي لحماية اقتصاده بقدر تحقيق رغباته بفرض عقوبات جديدة على ايران , وهذه المرة سد أي نافذة من الممكن ان تؤدي الى تهريب الدولار الأمريكي لها . بينما تهريب الدولار من العراق الى ايران ودول أخرى عامل قائم ولا احد يستطع نكرانه , الا ان نظرة سريعة الى حجم التجارة العراقية الخارجية يؤكد ان تهريب الدولار الى خارج العراق ليس بحجم الذي يدعوا بإرباك الاقتصاد الوطني العراقي لفترة ثلاث اشهر , حيث بلغت استيرادات العراق من السلع والخدمات عام 2021 , ما قيمتها 79.4 مليار دولار , فيما بلغت الصادرات العراقية 75.65 مليار دولار لنفس العام . هذه الأرقام تؤشر الى وجود خطا فاضح في إدارة الاقتصاد العراقي احدها هو غياب بضائع من " صنع العراق" . بكلام اخر , ان العراق يصرف المليارات من الدولارات على سلع من الممكن انتاجها في الداخل لو كانت هناك سياسة اقتصادية حكيمة .
ان الاجراء الأمريكي , بكل تأكيد لم يخدم المواطن العراقي وشوش الشارع وأعطى المجال لأصحاب النفوس المريضة بالتنظير حول سبب شحة الدولار وكيف ستجلب هذه الشحة الكوارث على العراق والعراقيين , حتى وصل الامر ان احدهم حث على توقف العوائل من زيارة المطاعم , واخر بدء يذكر العراقيين أيام المقاطعة العالمية ضده بعد دخول العراق الى دولة الكويت , وكيف استبدل اكل اللحم بالشجر ( كوسه). واخرون اعتبروا ان الإجراءات الامريكية جاءت بسبب غضبها ضد سياسة السيد محمد شياع السوداني , وان هذه الإجراءات جاءت لتأجيج الشارع العراقي ضده ومن ثم اسقاطه وحل محله حكومة اكثر قربا منها . بل البعض ذهب ابعد من ذلك , حيث اعتبر ان أمريكا سوف لن تستجيب لطلب السيد السوداني بتأجيل تطبيق الإجراءات الامريكية حتى يقوم السيد السوداني بحضر الحشد الشعبي وإلغاء اتفاقية الصين , عدم المساس بالربط الاقتصادي مع الأردن ومصر , عدم مضايقة إقليم كردستان, وغض النظر عن تواجد القواعد التركية في العراق. انها تقولات ما انزل الله بها من سلطان , ولكن اشغلت الشارع العراقي , بل وخرجت التظاهرات في مراكز بعض المدن العراقية تطالب بالتوضيح من الحكومة والبنك المركزي عن سبب تصاعد سعر الصرف.
المفاوضات بين الجانب الأمريكي والعراقي نجحت بعد اتصال السيد السوداني بالرئيس الأمريكي جو بايدن واتفق الاثنان على مواصلة التنسيق والتعاون خلال الاجتماعات المزمع عقدها في العاصمة واشنطن في منتصف الشهر الحالي . السيد بايدن اكد خلال الاتصال التليفوني في 3 شباط , بدعمه لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في العراق واستعداد وزارة الخزانة الامريكية للمرونة للازمة لتحقيق الأهداف المشتركة." واعلن البنك المركزي العراقي عن اصدار حزمة سماها "الأولى " من تسهيلات تلبية الطلب على الدولار في جانبي النقد والتحويلات الخارجية. وحسب ما نشرته السومرية يوم 3 شباط 2023 فان الدولار انخفض من 178 الف دينار الى 155 الف دينار لكل 100 دولار, والله يحب المحسنين.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ: فشل مشروع فيدرالية محافظة ديالى العراقية
- من ذاكرة التاريخ: فشل تحويل محافظة صلاح الدين العراقية الى ا ...
- من ذاكرة التاريخ : من الذي دعا الى فيدرالية جنوب العراق ومن ...
- حقائق مذهلة حول قلب الانسان , وكيفية العناية به
- كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟
- البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم
- النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا
- مشكلة ايران في العراق
- حقيقة الحرب في اكرانيا
- جذور تراجع الثقافة الوطنية في العراق
- تجار بغداد .. لا تقلقوا , انه الفساد وليس الاقتصاد
- دعم الطبقة الوسطى الطريق الامثل للتقدم الاقتصادي في العراق و ...
- العرب يتحدثون عن التهديد الروسي الاخير للغرب
- هل سينعكس قرار تسعير النفط الروسي سلبا على نفط الشرق الاوسط ...
- كيف فقدت بغداد رونقها وتراثها؟
- نوع السلام القادم الى اكرانيا
- ملاحظات زائر لبغداد
- ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده
- تصريحات السياسيين الجديدة حول سعر صرف الدولار في العراق لا ت ...


المزيد.....




- بسبب ضغط مبيعات العرب.. البورصة المصرية تتعرض لخسارة كبيرة
- المغرب يطلق خطة لمد أنبوب للغاز مع أوروبا
- %37 نمو التبادل التجاري بين إيران والصين خلال شهرين
- هل وجدت مصر فعلا مخرجا من أزمتها الاقتصادية؟
- خد راحة واستمتع.. موعد إجازة عيد الفطر 2024 للقطاع العام وال ...
- دولة عربية تتصدر التصنيف.. كبار موردي الألماس إلى الهند
- مكتب مراقبة الميزانية الأمريكي يحذر من صدمة للسوق في البلاد ...
- أنقرة تنفي التقارير حول مرحلة صعبة سيعيشها اقتصاد البلاد
- ارتفاع أسعار النفط بعد انخفاضها لجلستين متتاليتين
- تنزيل واتس اب بلس “الذهبي + الاخضر” التحديث الاخير .. ميزة ج ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - ازمة صرف الدولار في العراق , من هو المستهدف الحقيقي ؟