أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟














المزيد.....

كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 20:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الميزانية العامة للدولة تؤثر مباشرة وغير مباشرة على المستوى المعاشي للجيل الحالي والقادم و تقرر مصير الاقتصاد الوطني في الحاضر والمستقبل . كلما كبر حجم الميزانية كلما زادت التخصيصات المالية للاقتصاد الوطني و يزداد النمو الاقتصادي وينفع سكانه سواء صرفت التخصيصات على القطاع الاستهلاكي او الاستثماري . وجود نقود في السوق تزيد من مصاريف المواطنين على ما يحتاجونه من سلع وخدمات , ووجود نقود في السوق تؤدي بالشركات بزيادة استثماراتهم , انتاجهم , ومن ثم زيادة الطلب على الايدي العامة . ولكن في الأخير فان عجلة الاقتصاد تتحرك , وهذا ما ينتظره اغلب الشعب العراقي هذه الأيام , انهم يريدون من مجلس النواب العراقي المصادقة السريعة على قانون الميزانية لعام 2023 عسى ولعل يترك السوق العراقي والذي اصبح تجاره يعانون من وحشية سكونه . تذكر ان خريج الجامعة , البقال , العطار, بائع الاقمشة , بائع التجهيزات الكهربائية , الأثاث , السفر والسياحة , والالاف من الاعمال يعتمدون على جيب المواطن وان تأخير تشريع قانون الميزانية يعني استمرار السوق على سكونه وربما تراجعه . لان من خلال الميزانية تستطع الوزارات المختلفة فتح باب العمل للخرجين وغير الخرجين , ومن خلالها يتم الإعلان عن بدء مشاريع للبنى التحتية , وعندما يتوفر العمل يفتح باب الرزق للعطار , والبقال , وباعة الأثاث , والأجهزة الكهربائية , ومعارض السيارات , سيارة التكسي , و يكثر زبائن مطعم " المضيف " في الكاظمية. في لغة العراقيين " السوق مشى" او "السوق اتحرك".
تحرك السوق الان قد يؤثر على مستقبل الاقتصاد الوطني و المستوى المعاشي للشعب اذا لم يتم توزيع تخصيصات الميزانية بشكل متوازن , متوازن بين الاستهلاك والاستثمار. تذكر ان السلع الاستهلاكية لا تدوم طويلا . وجبة العشاء التي يقدمها لك ولعائلتك "قاسم أبو الكص" تنتهي فائدتها في اليوم الثاني , ولكن انشاء جسر على نهر دجلة ( استثمار) تستمر فائدته ربما خمسين عاما وربما اكثر, بعض الجسور في بغداد مازالت تعمل بكل نشاط حتى وان كان عمرها ثمانين عام .
اذن , توزيع الميزانية بين الاستهلاك والاستثمار يضمن الخير ليس للجيل الحالي وانما الى أجيال المستقبل . تخصيص , على سبيل المثال, ثلاثين مليار دولار للمشاريع الاستثمارية مثل الطرق العامة , بناء السدود , ابنية انيقة للوزارات , ابنية مريحة لطلاب المدارس , مطارات و موانئ بحرية , شق الترع لغرض الزراعة , اصلاح الأراضي الزراعية , توصيل الماء الصالح للشرب كلها مشاريع استثمارية توفر العمل لشريحة كبيرة من أبناء العراق في الحاضر , وتوفر الرقي والتقدم للأجيال القادمة .
ما خطر تركيز ميزانية الدولة على المشاريع الاستهلاكية ( رواتب واجور , سيارات فارهة ضد الرصاص , أقلام واوراق , زيارات لموظفي الدولة للداخل والخارج ) على الاقتصاد الوطني ؟ الجواب هو تخمة المواطن هذا اليوم وجوعه غدا . المواطن سوف يعاني غدا من نقص لكل ما يحتاجه . التركيز على القطاع الاستهلاكي وترك القطاع الاستثماري يعني اعتماد المواطن العراقي على الخارج لتجهيز مطبخه , ملابسه و اثاثه , وكل ما تجده الان في الأسواق العراقية , حيث اصبح من النادر ان تجد بضاعة كتب عليه " صنع العراق" . لقد وصل استيراد ملابسنا التقليدية من الصين مثل الزي الكردي وزي العربي , العقال والغترة .
وفي النتيجة , فان الوضع سوف لن يبقى على حاله وانما يزداد الاعتماد اكثر على بضاعة وخدمات ليس من صنع العراق, و ستضطر الدولة الاقتراض من اجل اطعام شعبها , العمل بميزانية ذات عجز مالي كبير تغذيها القروض الداخلية والخارجية . وهذه تشكل جريمة بحق الأجيال القادمة . انهم سيبلغون سن الرشد وسن العمل ولكنهم سيجدون ان بلدهم ليس يفتقر الى البنى التحية فقط وانما محمل بالديون الواجبة الدفع عند استحقاقها , ويصبح البلد يدفع فوائد على القروض قد تزيد على مشاريع الرعاية الاجتماعية , أي ستضطر الدولة الى تخفيض حصص الفقراء من اجل دفع الفوائد على قروضها.
فلو افترضنا ان دين الحكومة العراقية لعام 2022 هو 20 مليار دولار بسبب عجز الميزانية العامة , فان المولود الجديد في عام 2022 يولد وهو محمل بدين قدره 500 دولار ( على فرض ان عدد سكان العراق هو 40 مليون نسمة) , وربما يصل الى 5000 دولا عندما يصل الى عمر العمل, عاما 18 , خاصة اذا استمر تغذية العجز المالي بالانتفاخ . هؤلاء الشباب هم الذين سيتحملون وزر أخطاء من كان من قبلهم , وسوف يدفعون الديون من خلال تخفيض اجورهم , ارتفاع في نسب الضرائب التي تفرضها الوزارات على طبقات المجتمع بحق او بدون حق , انخفاض في مستوى المصاريف الحكومية , وحصة متزايدة من الضرائب عليهم تدفع على شكل فوائد لتغطية استهلاك الماضي . وعلى المثل العراقي القائل " ناس تأكل دجاج , وناس تتلقى العجاج", أي الجيل الحالي يتمتع بشراء المواد الاستهلاكي وان الجيل القادم سوف يعاني من عدم توفر فرص العمل والفقر.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصرة كشفت مقدار حب العراقيين لبلدهم
- النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا
- مشكلة ايران في العراق
- حقيقة الحرب في اكرانيا
- جذور تراجع الثقافة الوطنية في العراق
- تجار بغداد .. لا تقلقوا , انه الفساد وليس الاقتصاد
- دعم الطبقة الوسطى الطريق الامثل للتقدم الاقتصادي في العراق و ...
- العرب يتحدثون عن التهديد الروسي الاخير للغرب
- هل سينعكس قرار تسعير النفط الروسي سلبا على نفط الشرق الاوسط ...
- كيف فقدت بغداد رونقها وتراثها؟
- نوع السلام القادم الى اكرانيا
- ملاحظات زائر لبغداد
- ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده
- تصريحات السياسيين الجديدة حول سعر صرف الدولار في العراق لا ت ...
- الزمن الجميل في العراق اليوم وليس البارحة
- قرار تخفيض انتاج أوبك +, كان سياسيا ام اقتصاديا؟
- تصريح وقح من كونغرس مان وقح
- اطفال في العراق يموتون بسبب تهور ذويهم
- تباين الثروات في العراق الجديد


المزيد.....




- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...
- أميركا تفرض عقوبات جديدة على سفن وأفراد وشركات إيرانية
- مجلس صناعات الطاقة: الإمارات تحقق تقدما بمجال الطاقة الخضراء ...
- أرامكو السعودية تعلن -شراكة عالمية- مع -فيفا- لمدة 4 أعوام
- أسواق الخليج تهبط وسط إعلان لنتائج الشركات ومخاوف جيوسياسية ...
- بوتين يعلنها: روسيا ستواجه قريبا -نقصا في الكوادر-
- عجز الميزان التجاري الأميركي يرتفع 12 بالمئة في مارس
- مساعدات أميركا لأوكرانيا وإسرائيل تعزز أرباح لوكهيد و-RTX-


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - كيف تصبح الميزانية العامة عبء على الاجيال القادمة ؟