أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها














المزيد.....

النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 18:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أعلنت وزارة التخطيط العراقي ان عدد سكان بغداد بلغ 9 ملايين نسمة , ما يعني زيادة الاكتظاظ , وأصبحت المدينة الرابعة في الكثافة السكانية , حيث سبقتها ثلاث مدن فليبينية وتليها مدينة مومبابي الهندية . هذا وتعرف المدن المكتظة بحسب المعايير الدولية بانها تلك المدن التي تواجه خطر مواجهة نقص المساكن الجيدة والبنية التحتية والوصول الى الموارد .
بكلام اخر واكثر وضوحا ان بغداد تعاني من مشاكل نقص السكن , قلة مجاري الصرف الصحي , عدم وفرة ابنية مدارس تكفي لعدد الطلاب المتزايد , ضغط هائل على المستشفيات و المصحات , فوضى الأسواق , والازدحامات المرورية , حيث الصبح السفر من مدينة الى اخر قضية متعبة للجسد والمخ , سير بطيء و عدد كبير من "الفقراء" الذين يحيطون مع كل توقف للسيارات , بائع الورد, العك, الخبز , القهوة, الماء, والمتسولين من أطفال ونساء وكبار.
وزارة التخطيط بشرت بالتخطيط بأنشاء ثلاث مدن جديدة حول بغداد , عسى ولعل ان تخفف من وطأة ما تعانيه بغداد التاريخية من زحف سكان المحافظات القريبة منها . ولكن انشاء ثلاث مدن جديدة في بغداد سوف لن ينقذ بغداد من الازدحامات ما لم تعالج المشاكل التي تعاني منها المحافظات الأخرى. بغداد ستكبر والمحافظات ستصغر , يعني ان بغداد سوف تحتاج الى ثلاث مدن جديدة كل ثلاث سنوات , وفي نفس الوقت تفرغ المحافظات المحيطة من بغداد من سكانها . ولماذا نلوم الزاحفين الجدد الى بغداد من المحافظات الأخرى , وهم لا يجدون مستقبلا لهم واولادهم في مدنهم التي ولدوا فيها؟
الطريق الاسلم والأكثر علمية هو تبني مشروع الهجرة المعاكسة , أي تشجيع المهاجرين الى بغداد بالرجوع الى قراهم ومدنهم , ولكن ليس بالطريقة التي تبنتها الحكومات قبل التغيير , منع السكن في بغداد لمن لا يحمل جنسية 1957 . العراق للجميع ولا يجوز للدولة تقرير اين يسكن المواطن . الحل شمول المدن خارج محافظة بغداد بالتنمية الاقتصادية , أي توفير الطاقة الكهربائية , الماء الصالح للشرب , قطع أراضي سكنية , تأسيس مناطق صناعية , تطوير المناطق الزراعية , وتوفير وسائل النقل من والى بغداد . ان وفرة العمل و السكن والمواصلات وتقديم معونات مالية لأصحاب الأطفال من الاسر لفترة زمنية محددة , بكل تأكيد سوف تستهوي الكثير من النازحين وعوائلهم بالرجوع الى محل سكناهم , وحسب المثل العراقي القائل " لو اروح الى بيت الله , مثل بيتي لا والله". الكل يريد العيش حول ناس يعرفهم ويعرف تقاليدهم وعاداتهم , يمشي في السوق ويعرف باعته , ويشارك جيرانه بأحزانهم وافراحهم .
هذا النموذج الراقي قد اتبعته مدينة طوكيو اليابانية , حيث قررت الحكومة اليابانية تقديم مليون ين ياباني (7500 دولار امريكي) لكل طفل للأسر التي تنتقل من طوكيو الكبرى , ويأمل المسؤولون ان تشجع المبالغ السخية المعروضة للعائلات التي لديها أطفال حتى سن 18 عاما على تنشيط المناطق وتخفيف الضغط على المساحة والخدمات العامة في طوكيو الكبرى , والتي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة.
وبينما كان هدف صناع القرار في اليابان هو تخفيف الكثافة السكانية في طوكيو , فان النتائج المتحققة الأخرى من هذا البرنامج هو إعادة الحياة الى مدن التي تضررت من الشيخوخة ونقص عدد السكان وهجرة الشباب الى طوكيو واوساكا ومدن كبيرة أخرى.
في العراق , تطبيق هذا البرنامج سيحقق فؤاد جمة على بغداد , للمحافظات التي حولها , على الثقافة العراقية , وعلى الاقتصاد العراقي. رجوع عوائل كثيرة الى مدنهم سوف يخفف وطأة الضغط المتصاعد على جميع مرافق الحياة في بغداد , من السكن الى الازدحامات . عودة العوائل الى محل سكناها يعني عودة هذه العوائل الى أعمالهم , زراعية او صناعية او خدمات , ولكن بكل الأحوال يشاركون في تطوير مدنهم الاقتصادي والاجتماعي. عودة الفلاح الى ارضه يعني تقليل العراق اعتماده على المنتوجات الزراعية الاجنبية , وحفظ عملاته الأجنبية لأغراض اقتصادية أخرى. أي يصبح في العراق قطاع زراعي ربما لا يوازي إنتاجية قطاع النفط , ولكنه سينافس القطاع في توفير فرص العمل , وتصبح نسبة البطالة من الصغر الى درجة لا يحتاج العاطل الرحيل الى مدينة أخرى.
ولكن الأهم , ونحن نتحدث عن بغداد , هو ان بغداد سوف ترجع الى عافيتها نظيفة وبدون صراخ الباعة , واصوات سيارات التكسي , وكثرة الباعة المتجولين مع كل توقف للسيارات. بغداد سترجع الى بغداديتها , بعد اضاعتها لهجة المهاجريين الجدد لها . يعني سوف تتقلص الثقافة العشائرية في بغداد , وتنتهي معها الكومه و النزاعات التي تظهر بين الحين والأخر لأتفه الأسباب, وستعود هيبة المعلم والطبيب والشرطي . ان المهاجر الذي نشا في الريف وفق نمط سلوك معينة قائمة على مبدأ العائلة والعشيرة والقبيلة , بكل تأكيد سيجد صعوبة في التعامل مع أبناء المدن وعاداتهم ويؤدي بهم الى العزلة او التمرد على قيم المدينة , فينتج عنها تحدي القوانين وارباك الشارع , وهذا ما تعانيه بغداد بالضبط.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض النظريات التي تتحدث عن سبب الحرب في اكرانيا
- مشكلة ايران في العراق
- حقيقة الحرب في اكرانيا
- جذور تراجع الثقافة الوطنية في العراق
- تجار بغداد .. لا تقلقوا , انه الفساد وليس الاقتصاد
- دعم الطبقة الوسطى الطريق الامثل للتقدم الاقتصادي في العراق و ...
- العرب يتحدثون عن التهديد الروسي الاخير للغرب
- هل سينعكس قرار تسعير النفط الروسي سلبا على نفط الشرق الاوسط ...
- كيف فقدت بغداد رونقها وتراثها؟
- نوع السلام القادم الى اكرانيا
- ملاحظات زائر لبغداد
- ديمقراطية منفلته خير من ديكتاتورية مستبده
- تصريحات السياسيين الجديدة حول سعر صرف الدولار في العراق لا ت ...
- الزمن الجميل في العراق اليوم وليس البارحة
- قرار تخفيض انتاج أوبك +, كان سياسيا ام اقتصاديا؟
- تصريح وقح من كونغرس مان وقح
- اطفال في العراق يموتون بسبب تهور ذويهم
- تباين الثروات في العراق الجديد
- موت ودفن -ثورة- تشرين العراقية
- قصة تنفع الاطار والتيار


المزيد.....




- ترامب يحصل على -الحصة الذهبية- في صفقة -يو إس ستيل-
- إسرائيل: الحرب مع إيران دعمت آفاق الاقتصاد على المدى البعيد ...
- شهادة باول.. كيف ينظر الفيدرالي لمسار التضخم والفائدة؟
- ترامب يتوعد إسبانيا: رسوم مضاعفة إذا لم ترفع إنفاقها الدفاعي ...
- هل الاقتصاد ساحة صراع فكري وأيديولجي؟ كتاب يكشف خفايا نظريات ...
- سهم -إنفيديا- يسجل أعلى مستوى في تاريخه
- صندوق النقد الدولي يتيح 834 مليون دولار للأردن
- شل تنفي إجراء محادثات لشراء منافستها بي.بي
- قمة أوروبية لبحث الحرب في أوكرانيا وغزة وتعزيز الدفاع والاقت ...
- سعر الدولار مقابل الجنيه في البنوك اليوم الخميس 26-6-2025


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - النموذج الياباني احسن لبغداد في معالجة الاكتظاظ فيها