أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟















المزيد.....

هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7580 - 2023 / 4 / 13 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلا , لم يؤدي المثقف العربي الحر رسالته السامية تجاه تثقيف شعبه . افهم ان المثقف هو الاخر غرقان في مشاكل الحياة اليومية حتى اذنه ,منها الحالة المعيشية , انشغاله بوظيفته او عمله , العائلة , النظام السياسي الذي يعيش في وسطه , الأولاد , الصحة ,ومشاكل كثيرة أخرى يحتاج الى ادارتها قبل ان يقط قلمه للكتابة . البعض يكرس كتاباته حول موضوع اختصاصه , وهو امر معقول , ولكن ارجوا من الكتاب ان لا ينسوا شارعهم . بمعنى ان المواطن العربي يحتاج الى تثقيف حول شؤون كثيرة خاصة تلك الأمور التي تتعلق بحرية الراي , الحرية ومعناها , حقوق الانسان واهميتها للكرامة البشرية , الديمقراطية وفوائدها , احترام القانون , وسرد الاحداث بكل دقة وامانة حتى يتسنى للمواطن , ولاسيما شريحة الشباب , معرفة فهم الواقع من حوله .
مناسبة كتابة هذه السطور هو ما لاحظته من جهل وفقر سياسي للشباب العربي وهم يردون على كلمة للسيد محمد شياع السوداني , رئيس الوزراء العراقي , بمناسبة مرور عشرين عاما على اسقاط الرئيس السابق صدام حسين . بعض الردود كانت خادشه للوجدان و إهانة لكل شعب العراق , وتمجيد للطاغية لا يستحقه وهو الذي سبب جراحات مئات الالاف من العراقيين وغير العراقيين طيلة 35 عاما , واوصل البلاد الى الفقر والجهل والتشرذم و الانقسام و تغليب المفاهيم العشائرية على القانون والطائفية .
رد القراء على خطاب السيد محمد شياع السوداني كان جارحا لكل العراقيين وهم يتهمون ان العراق اصبح عميل الى أمريكا وإسرائيل , وانه مستحل للعراق الوقوف على قدميه في ظل هيمنة عمائم ايران عليه , وان العراق لا يستقيم بعد مائة عام بدون صدام حسين حامى الجبهة الشرقية والذي حما العرب من الغزو الفارسي , وانه اول بطل ضرب إسرائيل ب 52 صاروخا , وانه الشخص الوحيد القادر على إدارة العراق المشاغب الصعب , وان هيبة العراق قد سقطت عندما سقط صدام , وانه شهيد الإسلام والأمة العربية والذي كان يخيف أمريكا وإسرائيل وايران .
صدقوني لو قرات هذه القائمة على أي مواطن عراقي يمشي في شارع مدينة ,لاستهجنها و لأصابه الدوار وهو يسمع هذه "الكرامات" التي يتخيلها بعض العرب. العراق لم يستقم طيلة حكم صدام حسين , والفرق بين الان و الامس هو وجود اعلام حر في العراق ينقل الخبر بلحظة وقوعه , فيما ان صدام اقفل على الاعلام على مواطنيه ولم يستطع المواطن العراقي ان يعرف اخبار بلاده الا عن طريق راديو لندن و صوت أمريكا و مونت كارلو . لم يسمع العرب مذبحة الانتفاضة الشعبانية عام 1991 والذي قتل فيها نظام صدام في يوم واحد عشرة الاف متظاهر , ولم يسمع المواطن العربي عن قرار عدي صدام حسين حملة تنظيف سجن أبو غريب فإعدام 2000 سجين , البعض منهم قضى فترة حكمه , في يوم واحد. ولم يسمع المواطن تغييب 100 الف عراقي كردي عام 1976 و احراق قراهم , وهو الذي استخدم السلاح الكيمياوي ضدهم فاستشهد منهم 5000 شخص في مدينة حلبجه الجريحة . هذه بعض المجازر التي وقعت على الشعب العراقي في زمن صدام حسين وتحت اشرافه او بموافقته . ويأتي مواطن عربي ويقول الف رحمة ونور على روح صدام حسين . اين اذن الإنسانية و وأين مخافة الله , وأين الاخوة الإسلامية والعربية ؟ ما هو ذنب العراقيون عند العرب ؟ كل ما اعرف عن العراقيين انهم شاركوا في جميع حروب العرب مع الكيان الصهيوني و ما زالت قبور من استشهد منهم شاخصة في الجولان وحدود الأردن مع إسرائيل .
المثقف العربي , وانا اتحدث عن الحر منهم , لم يتحدث عن هذه الجرائم التي كسرت عظام العراقيين واذلتهم وخاصة بعد رحيل النظام و انكشاف امرها . كان المفروض بالمثقف الملتزم ان يتحدث عن جريمة الدجيل , وانه لا يجوز لرئيس البلاد تدمير قضاء اداري واعدام اكثر من 140 مواطن بجريرة افراد اطلقوا النار عليه. ان السكوت عن هذا الحدث من قبل المثقف الحر انما يعطي الحق لرئيسه العمل بها ضد شعبه. وكان على المثقف الشريف ان لا يسكت وهو يقرأ عن جريمة تخريب 18 الف قرية كردية وقتل اكثر من 100 الف مواطن كردي بسبب مطالب شرعية لهذا المكون . المثقف ربما لا يتفق مع قادة الكرد , ولكن يجب ان يتفق ان أرواح كثيرة من اخوانه قد زهقت . وان يتحدث عن حرب ايران والتي اكلت الأخضر واليابس واخذت منا فلذة اكبادنا بمئات الالاف , وفي النهاية وهب صدام كل شيء حارب ايران من اجله ثمان أعوام . وان يتحدث عن احتلاله جارة العراق الجنوبية , وبهذا العمل مزق العمل العربي المشترك و الغاه . وان يتحدث عن مساوئ الديكتاتورية وكيف أدى هذا الفكر الى تقزيم شعار البعث " امة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة" واصبح العراق يقاد من عشيرة واحدة . وان يتحدث المثقف الواعي والوطني كيف شارك صدام بانقسامات المقاومة الفلسطينية , بعد ان أسس جبهة التحرير العربية والتي شكلت شوكة بوجهة التنظيمات المسلحة الفلسطينية الاخرى. كثيرة وكثيرة كانت جرائم نظام صدام في العراق اخفق المثقف الحر والملتزم توضيحها الى أبناء شعبه , مما أوصل شباب بلاده ان لا يعرفوا عنها واصبح يترحم على صدام لا لسبب , الا لان الامريكان اسقطوه . ولكن يجب ان يعرف العالم ان صدام , وعلى الرغم من اسقاطه عسكريا من قبل التحالف الدولي , الا انه سقط على يد العراقيين , لان العراقيون تخلوا عنه فكان سهلا على قوات التحالف الدولي دخول بغداد بدبابتين !
ان تجربة حكم حزب البعث في العراق تجربة غنية لكل الدول العربية وغير العربية . وظيفة المثقف الحر نشر التوعية من ان أي نظام لا يحترم شعبه يكون طريقه الى الزوال وان طال. تثقيف المواطن العربي ان النظام الديكتاتوري لا يخلف الا الخوف والرعب في قلوب مواطنيه ويعطل التنمية الاقتصادية . توعية المواطن العربي ان الراسة ليست بالوراثة وانما وظيفة هدفها خدمة الوطن لفترة محددة في الدستور حتى يعطي المجال الى الاخرين . تثقيف المواطن على ان القومية , الدين او المذهب لا تبني الأوطان وانما الوطنية وحب الوطن من تبنيها . وعوا المواطن العربي ان الكراهية على أساس الدين او القومية او المذهب تفرق ولا توحد وهي اس البلاء في الوطن العربي . وعوا المواطن ان الحكومات وحدها لا يمكنها قيادة البلاد الى بر الامان بلا تعاون مواطنيها . ووعوا المواطن ان في التنوع خير وتقدم وازدهار . ووعوا المواطن العربي ان العراق قد احتل من اجنبي وان هذا الأجنبي قد غير نظام الحكم من نظام ديكتاتوري استفرادي الى نظام متعدد , ولكن تغيير النظام جاء بموافقة اغلب ابناءه , واذا كان هناك تدخلات اجنبية في شؤونه الداخلية , فأنها لا تقل عن التدخلات الأجنبية في شؤون بلادهم أيضا . ووعوا ابنائنا من العرب ان التنابز بالمذهب والقومية حرمه الدين و حرمته الإنسانية ولا ينتج عنه الا الكراهية والاحقاد والتخلف والانقسام . فرقوا بين السياسة والحقيقة , لان السياسة والاعلام المكبل لا ينتج عنه الا مواطن مشوش بمعلوماته . انهي هذه السطور بما قاله الكاتب الاكاديمي المغربي كمال عبد الطيف وهو يتحدث عن المثقف العربي بانه يتميز " عن باقي الفاعلين في المجتمع وذلك بامتلاكه لنوع من الوسائل والمنهجيات واحيانا أخرى لنوع من البصيرة التي تهبه القدرة على كشف المخبوء والجهر بالعلل المسببة للازمات والانهيارات و المحن التاريخية , بل و بلورة الحلول المناسبة لها ."



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى- جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الثانية
- من ذاكرة التاريخ : الشيخ الحويت يطالب باقليم سني من اربيل !
- من ذاكرة التاريخ: لماذا دارت واشنطن ظهرها الى الراحل احمد ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فيدرالية - اقليم نينوى- بدون علم المحافظ!
- زلزال تركيا وسوريا كشف انواع من القلوب البشرية
- و تبين ان زلزال تركيا و سوريا المدمر كان من صنع امريكا!


المزيد.....




- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين
- ضابط أمريكي: القوات الروسية دخلت أراضي خالية من هياكل دفاعية ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مادورو: واشنطن تمهد لخلق صراع بين غويانا وفنزويلا كما فعلت م ...
- مسعفون: مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين في قصف إسرائيلي على رفح ...
- اعتداء رجال شرطة أميركيين على طالبة مؤيدة لفلسطين.. حقيقة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟