أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - تازم العلاقات العراقية - الاردنية















المزيد.....

تازم العلاقات العراقية - الاردنية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7626 - 2023 / 5 / 29 - 07:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق أي دولة تشريع قوانين وإصدار قرارات تساعد على إدارتها بشكل يرضي اغلب سكانها , ولكن على ان لا تغضب دول أخرى , وخاصة جيرانها . على سبيل المثال , في الآونة الأخيرة جددت الهيئة العليا للانتخابات الأردنية إجازة حزب البعث ممارسة نشاطاته السياسية . هذه الاجازة من المحتمل ان تضاف منقبة الى مناقب الحكومة الأردنية على انها حكومة ديمقراطية تحترم اختيارات شعبها ولا تفرض عليهم الاغلال والسلاسل , كما فعلها حزب البعث في العراق ضد ابناءه , وربما تربح ترحاب وقبلات هيئة حقوق الانسان العوراء , المعروفة بانحيازها المخجل الى من يقدم لها المال . ولكن من عاش في العراق خلال فترة 1968 و 2003 , وهي فترة حكم حزب البعث في العراق , سوف يندد بهذا القرار الحكومي لدولة الأردن الشقيقة للعراق .
الاخوان الأردنيون لم يسمعوا عن نظام حزب البعث في العراق الا من طرف واحد , وهو الطرف الذي كان يمول من قبل النظام البائد , وبذلك لا نستغرب ان يقوم مواطنين بنحر الجمال في ذكرى شنق صدام حسين او في عيد الأضحى في كل عام , ولا نستغرب ان تقوم الاحتفالات والافراح بالذكرى السنوية لميلاد صدام حسين , او الترحم عليه في كل مناسبة , وخير دليل ما يظهره موقع "نبض" للأخبار والذي يعرض بين الحين والأخر خبر عن بطولات صدام وتحركات السيدة حلا , ابنته , ليتبعها سيل من التعليقات تترحم على صدام وتلصق له أسماء ما انزل الله بها من سلطان من مواطنين عرب , اغلبهم من الأردن وشمال افريقيا تمجد ب "البطل" الذي ضرب إسرائيل ب 57 صاروخ , والذي بقى لأخر حياته يناضل من اجل تحرير فلسطين , وفي الحقيقة لم يكن عند صدام أي اهتمام بالفلسطينيين وفلسطين والكل يعرف كيف أسس منظمة التحرير العربية كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطيني , وربما لا يعرف الشعب الأردني ان كل صاروخ رماه صدام حسين كلف العراق مليار دولار , أي العراق دفع لإسرائيل 57 مليار دولار تعويضا لخسائر إسرائيل المزعومة من الخزينة العراقية , وبالوقت الذي كان عشرات الأطفال في العراق يموتون بسبب الجوع وقلة الطعام أيام الحصار العالمي للعراق.
خبر السماح ممارسة حزب البعث نشاطاته في الأردن كان سيعتبر خبرا عاديا , كأي خبر من الاخبار المحلية والدولية التي نقرئها كل يوم . ولكن هذا الخبر من المؤكد يزعج ويقلق و يحزن المواطن العراقي خاصة ذوي الشهداء الذين قضوا في سجون صدام حسين وذوي الشهداء وهم بمئات الالاف في المقابر الجماعية والتي لحد الان لم تعرف هوياتهم . قصص تخدش الوجدان جرت على ابناء الشعب العراقي في زمن نظام حزب البعث , ويجب ان لا تنسى لا في العراق ولا في البلدان العربية , لأنها اذا جرت في العراق سيكون من السهل استخدامها على شعب اخر . المواطن الاردني ربما لا يعرف ان الامر وصل في العراق في زمن صدام ان يخاف الجار من جاره والاخ من أخيه والوالد من أولاده . صدام فرض على كل عراقي متزوج من امرأة اجنبية , وهم بالألاف , الطلاق غير مكترث بمصير الأطفال ولا مكترث بالعلاقات الإنسانية التي تربط الزوج بزوجته . المواطن الأردني ربما لم يسمع ان المخابرات العراقية كانت تلقي القبض على مشتبه به ولا يرجع الى اهله مرة ثانية . هذه الجرائم وقعت على المكون السني والشيعي والكردي . لا ادري هل سمع المواطن الأردني عن حملة الانفال , تلك الحملة التي بخرت ما يقارب 180 الف كردي خلال عشرة أيام , وهل سمع المواطن الأردني عن مجزرة الانتفاضة الشعبانية في جنوب العراق والتي ذهب ضحيتها اكثر من عشرة الالاف مواطن عراقي ؟
لست احب التدخل في شؤون الغير , كما يصور المتحدث الأردني بان كل جهة عراقية انتقدت قرار الحكومة بإجازة حزب البعث انما يتدخل بشؤون الأردن الداخلية . بالحقيقة ان القرار يعد تدخل في الشؤون العراقية ويبرر جميع المجازر التي قام بها نظام حزب البعث طيلة ال 35 عاما في العراق . ان القرار يعطي إشارات خاطئة للمجتمع الأردني بان الحزب منظمة سياسية تدافع عن الحقوق العربية . واذا كان حزب البعث في العراق تعامل مع جلالة الملك حسين تعاملا إيجابيا ومنح له ما منح من هبات على حساب الشعب العراقي , والذي كان يبحث عن بيض المائدة لإطعام اطفاله , فان نظام حزب البعث لم يكن صديقا لكافة جيرانه الاخرين . وهل نسى الاخوة الأردنيون قرار صدام حسين باجتياح دولة الكويت الشقيقة وشرد شعبها ونهب اموالها ؟
ومع كل هذا , فان الأردن لم يقف مع شعب العراق في محنته ايام الحصار الاقتصادي ولا أيام احتلال العراق من قبل القوات الامريكية . بدلا من ذلك ارسلوا الإرهابي رائد البنا والذي كان السبب بقتل وجرح اكثر من 250 مواطن من اهل محافظة الحلة , وبعدها ليقوموا له سرادق العزاء له! وهل ينسى الشعب العراقي أبو مصعب الزرقاوي الذي استخدم السادية باسوء صورها ضد العراقيين , وبعد قتله يرفعون شعار " شهيد العروبة والإسلام"! هل هذه وصية رسول الله باحترام دم البشر ؟ وهل ينسى المواطن العراقي سؤال رجل امن المطار القادمين من العراق عن هويته المذهبية ؟ وهل ينسى العراقيون الشعار الذي رفعه المرحوم ملك حسين عن مخاطر " الهلال الشيعي" , والشيعي في العراق في ذلك الوقت كان لا يخرج من داره صباحا بدون قراءة صورة الفاتحة على روحه !
كثيرة هي مواقف الأردن السلبية ضد العراق , وهي سياسة خلقت فجوة كبيرة عند اغلب أبناء العراق . سوف لن اندهش اذا خرج استبيان يضع الأردن في ادنى سلم التفضيل عند أبناء الشعب العراقي , ذلك الشعب الغيور ,الذي وفى مع كل أبناء الشعب العربي من الخليج الى المحيط , ويكفي من القول ان رجال العراق هم الذين منعوا من سقوط دول عربية بيد تنظيم داعش , وهذا ما سيخبره التاريخ للعرب بعد حين .
مؤتمر القمة العربية في جدة وضع السياسة جانبا وركز على الاقتصاد , ذاك القطاع الذي يعاني من وجعه جميع الشعوب العربية وبضمنها المملكة الهاشمية . وطبعا كلما كانت علاقات الجار مع جاره مبنية على الاحترام كانت العلاقات الاقتصادية اقوى .اي ان العلاقات الإيجابية بين دول الجوار تدعوا الى تنازل الغني في كثير من الأمور الى الافقر وهذا ما نجده بين الولايات المتحدة و مكسيكو , وهذا ما تحتاجه الأردن من العراق . ولكن قرار الموافقة على ممارسة حزب البعث في الأردن نشاطاته السياسية , وما جاء في شعاراته ضد العراق وضد التغيير , يجعل من تلاقي الدولتين صعبا جدا . اريد ان اذكر المسؤولين هناك , ان أوروبا بكل خلافاتها وافقت على تحريم النازية في القارة , فما المانع من تحريم حزب البعث نشاطاته في الأردن ؟ كلا الحزبين اقترفا مجازر ضد الأبرياء , فما الفرق بين يهودي يقتل على يد نازي و عراقي يقتل على يد مسؤولو حزب البعث ؟ لماذا من قتل اليهودي اصبح مجرم الى اخر الدهر , ومن قتل العراقيون احرار بل ويدافع عنهم ويسمح لهم بممارسة نشاطاتهم الحزبية ؟
لقد انتهى زمن الرئيس يقرر في الليل وينفذ امره في الصباح . لقد اصبح في العراق برلمان ومن خلال هذه المؤسسة تمرر القوانين , وبدون ان يفتح الأردن صدره الى العراقيين يصبح من الصعب جدا تمرير أي تشريع لصالح الأردن . العشرات من أعضاء البرلمان العراقي يمثلون مناطق منكوبة من قبل نظام حزب البعث , هؤلاء البرلمانيون سوف لن يضحوا بسمعتهم وبوظيفتهم من اجل بلد سمح لحزب البعث ممارسة نشاطاته السياسية ويترحم على شخص حكم عليه بالإعدام من قبل محكمة عراقية عادلة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتزايد حصة قطاع الخدمات في الاقتصاد الوطني ؟
- الشيخ عبد الحميد المهاجر
- هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - تازم العلاقات العراقية - الاردنية