أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الشيخ عبد الحميد المهاجر















المزيد.....

الشيخ عبد الحميد المهاجر


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيخ عبد الحميد المهاجر ليس مرجعا دينيا ولا عميدا للمنبر الحسيني , بل حتى لا يعرف عنه انه درس في حوزة النجف الاشرف , الحوزة المسؤولة عن تخريج الفقهاء والمجتهدين من المذهب الجعفري. انا شخصيا تعرفت على الشيخ المهاجر من خلال سماعي لبعض " محاضراته " من خلال التسجيلات وعلى اليوتيوب التي يلقيها في أيام عاشوراء وبقية أيام الاحزان الشيعية , فوجدت ان محاضراته تحتوي على خوارق واحلام لم يتحدث " محاضر " من قبله . انه يستعمل بعض الوقائع والاقوال التاريخية أحادية المصدر, أي الغير موثقة من جمهور المحدثين , والغرض منها كما اعتقد هو لجذب المستمعين له , على الرغم من عدم فائدتها للمستمع واضرارها للمذهب, حتى اصبح بعض الشباب يطلقون عليه "عبد الحميد أبو الصواريخ" لكثرة ادخال الخوارق في " محاضراته", والتي لا يتحملها العقل البشري.
الشيخ المهاجر واسمه الحقيقي , حميد كزار عبد الرضا , بدء حياته مدرسا للقران لأطفال كربلاء , ومن ثم تحول الى قراءة كتب التاريخ , ومنها انطلق الى المنبر والخطابة , واذيع صيته بعد اطلاق سراحه من سجون صدام حسين , حيث كان محسوبا على المعارضة الإسلامية .لقد لمع اسم الشيخ في العراق وربما في بعض المدن الشيعية في الخليج و باكستان ولبنان من خلال التسجيلات الصوتية التي كان يبثها من الخارج , وهو السبب لانتشار اسمه بعد ان افرغ صدام حسين الساحة العراقية من الوعاظ و الحسينيون المنافسون له ,بعد ان امعن النظام بمطاردتهم ,حيث كان يعتبرهم قوى تخالف توجهاته .
انطلقت سمعة الشيخ المهاجر من الكويت أولا , وهرب الى ايران بعد احتلال الجيش العراقي دولة الكويت الشقيقة , ومن ايران الى الولايات المتحدة الامريكية . حظ الشيخ بدء يتراجع بعد تغيير 2003 في العراق وظهور عدد كبير من الوعاظ والخطباء , البعض منهم يحمل الشهادات الجامعية واصبح لهم اتباع كثيرون , وهو ما اغاظ الشيخ وازعجه وقلص شعبيته بين المؤمنين , ولابد ان يحافظ على شعبيته والتي كانت تجلب له دخل عشرة الاف دولار للساعة الواحدة لمدة عشرة أيام , وهو مبلغ كبير حتى بالحساب الأمريكي .
اتخذ الشيخ المهاجر من قول الخرافات و الاحلام في منامه موضوعا يتحدث عنه مع كل " محاضرة" , الكل سمع كيف كان يرشد المستمعين له في احدى " محاضراته" بأخذ " جكليته " , قطعة حلوى , من صندوق امام منبره , مدعيا اغلظ الايمان ان هذه الجكليته كفيلة بشفاء متناولها من كل مرض , بل تكفي هذه " الجكليته" لشفاء عشيرة بكاملها . حديث الشيخ أصبح موضع سخرية لبعض مثقفي العراق واتذكر ان الكاتب غالب الشابندر كتب مقال عن " الجكليته" والذي أستهزئ بدعوة الشيخ المهاجر والذي بموجبها تلغي مستشفيات العالم.
ومرة أخرى ان كربلاء جاءته في حلمه وتقول له بقلب حزين وانين و باللغة الإنكليزية " I am Karbala" ثلاث مرات , ومن ثم ادعى وفي عدد من محاضرات بان الامام المهدي سيظهر هذا العام ويجب التهيؤ لاستقباله ,ولكن ينتهي العام ولم يظهر المهدي , وهكذا مع كل عام يدعي ان هذا العام هو عام الخروج , حتى ياس الناس منه. ثم ادعى انه سيقتل ولا يصلي عليه احد ولا تشيع جنازته ولا يدفن في قبر ! خبر مقتله انتقده الكثير , باعتبار ان الله يعرف متى يموت الانسان وطريقة موته ومكانه . ومؤخرا , ادعى الشيخ ان العباس " أبو الفضل " بن علي بن أبي طالب قد ظهر عليه في المنام وامره بالرحيل الى العراق. هذه الدعوة جاءت بعد مداهمة القوات الأمنية داره بسبب عدم استجابته ولمرتين الحضور امام قاضي التحقيق بخصوص اعتداءه على احد المحاميين من اهل كربلاء .
الشيخ عندما دعا ان " أبو الفضل العباس" قد امره بالتوجه الى العراق يعرف جيدا ان اهل العراق, سنة وشيعة , يكنون اشد الاحترام الى اخو الحسين بن علي وناصره في يوم كربلاء , وان أي جهة تعادي الشيخ المهاجر فإنما تعادي " أبو الفضل " و الويل كل الويل لمن يكون العباس خصيمه . من هذه الزاوية اخذ الشيخ يتحدى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وتشبيه بالحجاج بن يوسف الثقفي المشهور بقتل انصار امير المؤمنين علي بن ابي طالب , وتشبيه رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان بشريح القاضي .
ادعى الشيخ ان له عقار يقدر بمليارات الدنانير وان هذا العقار استولى عليه احد الافراد ظلما وجورا , والحقيقة ان الشيخ باع الملك , ولكن ارتفاع أسعار العقار في كربلاء وبضمنها عقار الشيخ هو الذي أدى بالشيخ بدعوى انه لم يبع العقار وانما اغتصب منه وبدء بشتم محامي مالك العقار الجديد واتهامهم بأشد التهم من على موقعه . احد الشيوخ علق على دعوة الشيخ المهاجر بالقول " نحن رجال الدين فقراء " فمن اين جاء الشيخ بهذه الأملاك المليارية ؟" وحتى لو افترضنا ان الشيخ قد ورث الملك من اجداده , فلماذا يزج اسم العباس في مشكلته ؟ وكان على الشيخ ان يحل المشكلة في المحاكم العراقية , ولكن بدلا من ذلك اخذ الشيخ اطلاق التهم يمينا وشمالا , فتهجم على حزب الدعوة وعلى علماء الدين في النجف وعلى القضاء العراقي وعلى رئيس الوزراء وعلى الحرامية وعلى الذيول , وان هؤلاء الذيول هم السبب في منعه بألقاء محاضراته سواء في كربلاء او النجف والذي "عجز حكام العراق" من منعه طيلة سبعين عام .
هذا وذكر البيان الحكومي بان الشيخ مطلوب للقضاء وعندما اقتربت القوى الأمنية من داره وبمعيتهم مختار المحلة ,شهر مسلحين في داره السلاح بوجه القوى الأمنية مما دفع بالقوى الأمنية القاء القبض عليهم لحملهم سلاح غير مرخص .
على ما يبدوا و ان الحكومة العراقية قد أغلقت الموضوع , حيث لا تريد ان تتورط بدماء بعض أنصاره لتكون قصة ومثلبة على السيد السوداني . ففي اخر تيب شاهدته من على اليوتيوب يهدد الشيخ فيه الحكومة بعدم السماح بإسالة الدماء وان التاريخ يخبرنا بان الدهر يقضي على القوى كما يقضي على الضعيف ولا يبقى الا وجه الله .
واقعة الشيخ المهاجر مع الحكومة تؤكد ان الشيخ لم يستفد من " محاضراته" ولا من اقوال العلماء والاولياء التي اعتاد على اعادتها في كل " محاضرة" له في كيفية التعامل مع الاخرين , و نسى انه رجل دين وان رجل الدين يجب ان يكون صابرا محتسبا , يحترم الاخرين حتى لو اساؤوا له , ولا يكون محرضا و مستغلا بساطة اتباعه . الشيخ اعتبر المناسبة لإظهار عضلاته ووزنه امام الدولة وربما أراد ان كسب عطف أنصاره ومحبيه, ولكن فشل بذلك . الشيخ اعتمد في خطاباته على اطلاق الاحاديث الغير موثوقة او الأحادية , وزينها بما يشاهده من أحلام جميلة ومنها مشاهدته الحسين والعباس , وانا لا اشاهد في احلامي الا الجن والعفاريت . ان هذا الاتجاه لا يخدم الدين والمذهب بل يصبح محل استهزاء ,وان الشيخ لم يقدم منفعة لسامعيه ولا الى المذهب الذي يدعي انه يدافع عنه . اعتقد ان الشيخ كان يعطي وزن لنفسه اكبر من حجمه الطبيعي وان هذه الواقعة كشفت عن صغرها , بعد ان رفض رجال الدين خطابه واتهاماته للدولة , وكان الاحسن له اختيار السكوت ,حتى يحفظ ما بقى له من ماء وجه .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - الشيخ عبد الحميد المهاجر