أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذهب ضحية هذا الحرب اكثر من 600 قتيل واكثر من 1000 جريح . الحرب كانت متوقعة , حيث ان أبناء هذه المدينة رفعوا لواء رفض التغيير, ولم يمضي عليه شهر من الزمن . ففي يوم 28 نيسان 2003 خرجت تظاهرة من امام تجمع للقوات الامريكية في احد المدارس الابتدائية في وسط المدينة قتل منهم 13 مواطن على يد القوات الامريكية . تضاربت الاخبار حول مقتلهم , البعض يقول ان التظاهرة كانت سلمية وكلما طلب به متظاهرون انتقال القوات الامريكية الى مكان اخر , حتى يسمح لأولادهم المباشرة في الدراسة , الا ان القوات الامريكية فاجئتهم بأطلاق نار عليهم . المتحدث باسم القوات الأمريكية ذكر بان القوات قد ردت على اطلاق النار التي اطلقها متظاهرون مشاركون نحوهم وهم يحملون الكلاشينكوف .
الا ان هذه الحادث مثلت بداية الكره الأمريكي – الفلوجي , ومنذ ذلك اليوم أصبحت مدينة الفلوجة ملتقى لكل من يرفض التغيير من بعثيين وسلفيين وطائفيين و جهاديين عرب .
وبين نيسان 2003 و اذار 2004, قام المسلحون المتواجدون في المدينة بهجمات نوعية على القوات الامريكية , اسقاط على الأقل ثلاث من الطائرات المروحية , تفجيرات ذهب ضحيتها عدد من القوات الامريكية . الا ان الهجمات لم تقتصر على القوات الامريكية وانما شملت هجمات على تجمعات مدنية بواسطة الاحزمة الناسفة و السيارات المفخخة ذهب ضحيتها الالاف من العراقيين الأبرياء . لهذا السبب نظر معظم العراقيون الى هذه " المقاومة" نظرة الريبة منها , لأنه من يريد طرد الاحتلال , يحتاج الى دعم شعبي لا ان يقتلهم بأفظع طرق الموت.
المواطن العراقي اصبح ينظر الى هذه " المقاومة " منظمة إرهابية هدفها ارجاع النظام السابق الى الحكم او استبدال صدام بصدام اخر والقضاء على العملية السياسية برمتها. حيث خرجت اخبار تقول ان صدام حسين كان يعرف بان جيشه ليس له الطاقة للقتال ووقف الاحتلال الأمريكي وان الهدف الأمريكي كان احتلال منابع النفط في الجنوب العراق , ولهذا السبب لم يسمح لأنصاره بمقاومة " الغزاة " وانما الانتظار حتى خروج جيش الاحتلال من العراق وبعدها اسقاط النظام الجديد و عودته للسلطة.
استمرت المقاومة في عموم المنطقة الغربية من البلاد بما فيها مدينة الفلوجة , حيث أصبحت هذه المدينة خارج سلطة الدولة ومنطلقا للعمليات الإرهابية ضد الأبرياء في المدن المحيطة بها . الا ان الحدث الذي دعا الى الحرب الأولى في هذه المدينة , هو قتل وسحل واحراق وتعليق جثث أربعة من المقاولين الامريكان يوم 31 اذار 2004 وهم في طريقهم من التاجي الى الفلوجة ومنها الى بغداد والتي لا تبعد عنها اكثر من 60 كيلومتر.
العملية ادانتها حكومة التحالف و معظم أبناء العراق , ونظروا الى هذه الجريمة على انها امتداد ما كان يعمل انصار النظام الساقط ضد المناهضين لحكومة البعث. وبدون شك , ازعجت الإدارة الامريكية ومورس ضغطا كبيرا على قوات الامريكية في العراق الاقتصاص من القاتلين . قيادة القوات الامريكية طلبت من أهالي الفلوجة بتسليم القتلة الى الحكومة العراقية لينالوا جزائهم , الا ان زعماء المدينة رفضوا الطلب على الرغم من تهديد المتحدث باسم القوات الامريكية بدخول المدينة عنوة والقاء القبض عليهم.
طوق الجيش الأمريكي المدينة اول الامر , وفي يوم نيسان 2004 دخلت القوات الامريكية المدينة . لم تبقى القوات طويلا فيها بعد الضغط السياسي من قوى فاعلة في العملية السياسية ومنهم التيار الصدري, جماعة الدكتور اياد علاوي , والحزب الإسلامي العراقي. وهكذا , اعلن الجيش الأمريكي وقف اطلاق النار من جانب واحد , وجرت مفاوضات بين افراد من اهل المدينة وسياسيون من بغداد ,تم الاتفاق بترك المقاتلين بدون محاكمة ,و ان تترك القوات الامريكية المدينة و الاكتفاء السيطرة على مداخلها الخارجية , وبموجب الاتفاق أيضا تشكيل قوة عسكرية سميت " لواء الفلوجة" هدف هذا الواء هو منع حمل السلاح داخل المدينة و إدارة شؤون المدينة .
الاتفاق سمح لأهل المدينة دفن موتاهم واخذ جرحاهم الى المستشفيات في داخل الفلوجة و خارجها , التبضع و ,واعادة بناء ما خربته المعارك .
الا ان المدينة لم تستقر. الواء الذي شكل لحفظ المدينة كان من البعثيين و المتشددين , فاختلفوا ما بينهم , وفي الأخير اصبح شبه ميت , وحل محله " مجلس شورى المجاهدين " براسة عبد الله الجنابي , وخرجت المدينة مرة أخرى من سيطرة الحكومة العراقية . سيطر المتشددون وأعضاء حزب البعث المنحل وارهابيون على المدينة يقودهم المواطن الأردني أبو مصعب الزرقاوي , وأصبحت المدينة منطلقا للسيارات المفخخة التي يرسلوها الى بغداد ومدن أخرى. واضطر الجنرال ريكاردو سانشير الذي كان قائدا للقوات العسكرية الامريكية في العراق الى القول " بدون شك أصبحت الفلوجة اليوم مكانا امنا للإرهابيين . في الوقت ما سيصبح من الضروري مواجهة هذا الوضع ".
وعليه فان وضع الفلوجة وضع القوات الامريكية والحكومة العراقية في حرج شديد. مثل بلاع الموس على قول المثل العراقي , حيث ان دخلت القوات العراقية والأمريكية المدينة وتخليصها من المسلحين تكون القوات الامريكية قد خالفت اتفاقية 19 نيسان والتي تحرم عليهم دخولها ,ومن المحتمل سقوط المئات من اهل المدينة بين قتل وجريح و ستقف الفضيات العربية الموجودة في المنطقة الى " الهاب مشاعر العراقيين" ضد القوات الامريكية , فيما ان ترك المدينة والسكوت عن ما يجري فيها لا يؤدي الا الى المزيد من سقوط ضحايا في مدن عراقية واستفحال امر الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي والذي تجمع من حوله كل المجاميع المسلحة تقريبا , والذي اصدر للتو تصريحا قال فيه انه يريد قتل رئيس الوزراء اياد علاوي.
ومن اجل معرفة الدرجة التي بلغها انفلات السيطرة على مدينة الفلوجة من خلال حادثة وقعت لأبو كريم بريس محافظ الأنبار التي تقع الفلوجة ضمن سلطتها الإدارية. كان بريس يسوق عبر الفلوجة للالتقاء ببريمر في قاعدة أميركية حينما وقع موكبه في كمين. وقال بريس لبريمر "ليس هناك أي وجود للحكومة هنا. إنه مجلس شورى المجاهدين الذي يسيطر على تلك المدينة"، وهذه إشارة إلى الناشطين الأصوليين الذين أصبحوا أعضاء المجلس البلدي. وقال بريس إن كل إدارته التي يقع مركز عملها بالقرب من الرمادي قد تم التسرب إليها من خلال وكلاء يتعاونون مع المتمردين. وقال بريس "نحن لا نعرف من هم الأصدقاء من الأعداء. وأي نقاش يدور معهم يتم نقله إلى المجاهدين". بعد ذلك وحينما تهيأ بريس لمغادرة المكان طُلب منه أن يصف الوضع في الفلوجة. قال مختصرا: «إنه بكل بساطة وكر للإرهابيين". هذه الامور هي التي قادت حرب الفلوجة الثانية في شهر تشرين الثاني 2004.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق
- نعم البناء يحتاج الى اسمنت , ولكن الى رسمال ايضا
- اوغندا الضحية الاخرى لعقوبات الغرب الاقتصادية
- على احرار العراق دعم مشروع طريق التنمية
- تازم العلاقات العراقية - الاردنية
- لماذا تتزايد حصة قطاع الخدمات في الاقتصاد الوطني ؟
- الشيخ عبد الحميد المهاجر
- هل ن اسماء المتقدمين لعمل حكومي او اهلي تشكل مشكلة لهم ؟
- من ذاكرة التاريخ : فشل محاولة تقسيم العراق
- من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في ال ...
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى