أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحدة الوطنية العراقية ؟















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحدة الوطنية العراقية ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دخول أبو مصعب الزرقاوي الأردني الجنسية الى العراق وتأسيس قواعد عسكرية للتدريب المتطوعين " للجهاد" سواء كان في شمال العراق او غربه (الانبار) او في شرقه ( ديالى) ما زال امر غامض ومحير في نفس الوقت , ولا يمكن توضيحه بسهولة . الرجل لم يكن شخصية دينية معروفة على النطاق العربي الإسلامي , حتى يمكن تبرير قدومه ورفع علم " الجهاد" فيه , ولم يكن زعيم حزب عربي قومي معروف يمكن قبوله في العراق على فرض ان العراق هو امتداد للامة العربية . ولم يعرف ان الزرقاوي سكن العراق وعرف تركيبته السكانية و تقاليد مكوناته , وعلاقة المكونات بعضها مع البعض . كل من تحدث عنه , ذكر بانه تسرب من المدرسة ولم يكمل شهادة الإعدادية , وانه لم يجالس علماء الدين في مساجدهم في الزرقاء , وانه كان معروف بحبه "للعراك" وتعاطيه المشروبات الكحولية ومضايقة النساء , واعلى وظيفة حصل عليها في الأردن موظف صغير في بلدية الزرقاء , الأردنية . وكيف به ان يصبح موظفا كبيرا وهو لم يضبط قواعد اللغة العربية . كل من عرفه قال عنه كان بلطجيا , سواء عندما كان طفلا او شابا , في الشارع او في السجن .
وحتى عند مغادرته الأردن الى أفغانستان وهو في العشرينات من عمره , لم يعرف عنه بانه قاتل القوات السوفيتية , حيث انها تركت أفغانستان قبل ان يصل لها الزرقاوي , ولم يستلم وظيفة مدنية او عسكرية فيها بعد مغادرة الروس لها . وكل من تحدث عن الزرقاوي ذكر بانه انتهى بان يكون مراسل لأحدى المجلات الصغيرة , ينقل فيها اخبار العرب الأفغان الذين قاتلوا الجيش السوفيتي , وبذلك لا يمكن القول انه كسب خبرة قتالية او إدارية او جمع كمية من المال تساعده تمشية اموره اليومية او تأسيس جماعة تقاتل دول . بالتأكيد دخل العراق وهو بدون مال وبدون المام بمكوناته وربما حتى بعدد سكانه , ولكن بالتأكيد كان يحمل قلبا غليظا وشهية لقتل أخيه الانسان لا يحملها حيوان , وهذ هو جواز سفره الذي جاء به العراق , حبه للقتل , وكان هناك من يستقبله ويرحب به ويقدم له كل متطلبات الاجرام . وفي مثل هذه الأجواء لابد للضيف ان يقدم لمضيفه احسن العروض , فكانت احسن عروضه هي عمليات جز الرقاب و بقر بطون البشر.
وكل ممنوع مرغوب , فقد استهوت جرائمه , التي ارعبت العالم , بعض الشباب العربي واصبح اسمه يتداول في كل نادي يجلس فيه ثلاث من الشبان العرب . لقد قرر الزرقاوي ذبح كل من يخالف ثقافته الوحشية من العراقيين , وبذلك ادخل في قائمته اكثر من 80% من سكان العراق , الشيعة العرب, الكرد , وجزء كبير من المكون السني الذين لم يتعاون معه . لقد اصدر الزرقاوي فتاوى دينية بقتلهم وهو ليس مؤهل للإفتاء , ولم تكن مؤسسة او مرجعية دينية عربية او إسلامية تردعه على اراءه , وهذا ما سمح المبالغة بالأجرام والقتل الهمجي . انه اصبح يروج نوع " جديد من الجهاد" أساسه سياسي يبيح فيها قتل المسلمين , ليس الشيعة وحدهم وانما أجهزة الدولة العراقية بمختلف مكوناتها . وامام سكوت المؤسسات الدينية والزعامات الإسلامية استمر بطش الزرقاوي بالعراقيين سواء كانوا من انصار أمريكا او اعدائها . لقد كان الشرطي , البقال , طالب المدرسة , عامل البناء , والخباز احد أهدافه وكان يقتل منهم بالجملة.
لقد قتل الزرقاوي في يوم 7 حزيران 2004 , وسط بهجة عراقية عارمة , ولكن بعد خراب البصرة , على ما يقوله العراقيين . الزرقاوي نجح بشل تحركات المسؤولين العراقيين داخل العاصمة , أوقف إعادة بناء العراق , تحسين البنى التحتية والتي كان العراقيون ينتظروها , طرد جميع المكاتب الدولية والإقليمية , هروب المستثمر العراقي وغير العراقي, خلق فراغ امني في جميع منطقة الوسط من العراق تقريبا , حتى اصبح صعبا على القيادات العسكرية العراقية والأمريكية التحرك في شوارع المدن بدون توقع مواجهات عسكرية . لقد نجح الزرقاوي ارباك الشارع العراقي امنيا واقتصاديا واجتماعيا , ولكن كانت اهم إنجازاته هو نجاحه في اشعال الفتنة الطائفية في العراق. لم يحمل المكون السني سلاحه ليقتل اخوانه من المكون الشيعي ولم يحمل الشيعة السلاح لقتل إخوانهم السنة , وهم جيرانهم ونسبانهم , ولكن الزرقاوي نجح ان يضطر كل مكون عراقي تأسيس مجاميع مسلحة وتنفيذ عمليات قتل وتهجير , والنتيجة انه قتل السلام في دار السلام , بغداد.
بالحقيقة , لم تكن مهمة أبو مصعب الزرقاوي " الجهاد " ضد " العدو المحتل " , لأنه كان هناك رجال من كلا المكونين قد اعدوا العدة لطرد المحتل سلما او حربا . لقد كانت مهمة الزرقاوي فقط اشعال الفتنة بين الشيعة والسنة , عبر عنها بوضوح في رسالته الى أسامة بن لادن في شباط 2004 . الرسالة وصفت الكرد , بانهم " فتحوا ارضهم لليهود , وصاروا قاعدة خلفية لهم و حصان طروادة لخططهم ". ولكن وصفه للشيعة كان اقسى وافظع , فقال فيهم " العقبة الكؤود , والافعى المتربصة , وعقرب المكر والخبث , والعدو المتربص , والسم الناعق". ويوصف التشيع بالقول هو " الخطر الداهم , والتحدي الحقيقي ", وهي اتهامات بعيدة كل البعد عن الشيعة ولا يحتاج القارئ الا قراءة كتبهم والتي ملأت المكتبات العامة والخاصة وكلها تدعوا الى الايمان بالله الواحد الاحد , وصحة القران , واحترام الصحابة . ولكن عند اكمال قراءة الرسالة يكتشف قارئها بانها رسالة تحريض دينية من اجل تحقيق اهداف سياسية . وهذا هو السبب الذي دعت الزرقاوي الى اخراج الشيعة و لوحدها من ربقة الإسلام واحل دماءهم واستباح نساءهم واموالهم و واعتبار الاكراد " عملاء".
فاتح كريكار في مقال له تحت عنوان " الرؤية الزرقاوية و حملها الثقيل ", عدد اساءات الزرقاوي في قضية "الجهاد" في العراق , ومنها : ذبح الضحايا وهي طريقة غريبة عن العراقيين , فتواه ضد الشيعة والتي يسوق لها السلفيون , تكفيره من يشارك في العملية السياسية , قتله المتطوعين في سلك الشرطة في الرمادي , وتوريط ناس غير اسوياء في قتل الأبرياء من العراقيين.
وحسب ما قال احد الكتاب البحرانيين , ان " اباحة قتل المسلمين كافية بحد ذاتها لكي يثير كل اشكال التشويش في مفاهيم الايمان لدى المسلمين. فنحن امام دعوة صريحة للاحتراب الاهلي والمذهبي بين المسلمين، لكن احدا من المعنيين لا ينطق بحرف."



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية
- ضرورة حذف الاصفار الثلاث من العملة العراقية
- التنمية الاقتصادية في العراق الان بخير .. ولكن
- لماذا دق الحصار الاقتصادي عظام العراقيين وفشل في روسيا ؟
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الاولى
- ديمقراطية تعبانه خيرا من ديكتاتورية عادلة
- التدريب الحكومي المدعوم .. خطة نحو الازدهار الاقتصادي
- من ذاكرة التاريخ : قصة مقتل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم
- ما علاقة سعر الفائدة بسعر المعدن الأصفر , ولماذا على نساء ال ...
- وقف الحرب الروسية - الاوكرانية اصبحت مسألة انسانية واخلاقية
- سؤال و جواب على تراجع الليرة التركية , ولماذا تراجع الرئيس ا ...
- تمويل الحملات الانتخابية في النظم الديمقراطية , ولماذا على ا ...
- الحنين الى قاعدة الذهب
- فرق شيعية جديدة ظهرت بعد تغيير 2003 في العراق


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحدة الوطنية العراقية ؟