أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - رسالة غزه الى الحكومات العربية















المزيد.....

رسالة غزه الى الحكومات العربية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 18:48
المحور: حقوق الانسان
    


كثيرة هي الدروس والعبر التي انتجها العدوان الإسرائيلي على غزه والسكوت العالمي عليها , والتي يجب دراستها من قبل قادة الحكومات العربية , لان عدم دراستها تكون رقبة كل دولة عربية تحت سكين إسرائيل , والاتهام موجود . من هذه الدروس والعبر هي :
1. يجب على الدول العربية التعاون بينها وحل مشاكلها بالطرق الأخوية و الدبلوماسية . لقد تجنبت المطالبة بالوحدة العربية لأني اعرف ان هذا الهدف سوف لن يتحقق الى اخر حياتي . الوحدة قوة و الانفراد ضعف , وان لم تتحقق الوحدة فعلى الأقل قبول الواحد الاخر . التوافق الصيني - الروسي على القضايا الخارجية اضعف منافسيهما على الساحة الدولية , وان توافق العرب على القضايا الخارجية هي الأخرى تقوي موقفهم على الساحة العالمية.
2. التعويل على شعوبكم, لانهم هم الذين سيضحون بدمائهم من اجل حماية البلد من كل عدوان خارجي. احترموا شعوبكم حتى يرضوا عنكم ويدافعوا بدمائهم من اجلكم . بغداد سقطت , ذات النفوس السبعة ملايين, بدبابتين امريكيتين . ولو احب الشعب العراقي قيادتهم لما استطاعت قوة , مهما كبرت ,دخول بغداد .
3. اقضوا على سياسة عبادة السلطان , السلطان ذاهب ولكن الأوطان باقية . كم دكتاتور حكم العراق بعد ظهور الإسلام , كلهم ذهبوا ولم يرجعوا ولكن العراق بقى . استبدلوا شعار بالدم- بالروح نفديك يا سلطان بشعار بالروح بالدم نفديك يا بلدي . من يهز كرشه وكتفه هاتفا للسلطان من السهل عليه الهتاف لشخص اخر , قد يكون عدوكم , ولكن من يهتف بالروح بالدم نفديك يا بلدي يبقى الى النهاية.
4. التركيز على تطوير الاقتصاد الوطني . لقد علمنا الحصار الدولي ضد العراق من السهولة تجويع الشعوب , خاصة اذا كانت البلاد ليس لها سياسة اقتصادية صحيحة . الاعتماد على المنتجات الزراعية الأجنبية , وخاصة الحبوب قضية خطرة تسهل تجويع الشعوب مع كل خلاف سياسي . الحصار الاقتصادي ضد العراق قتل نصف مليون طفل ليس بالرصاص و الصواريخ كما هو واقع الان في غزه , وانما بسبب سوء التغذية ونقص الادوية حتى البسيطة منها.
5. لا ادعوا دول المنطقة مقاطعة هذه الدولة و الانفتاح على دولة أخرى . الدول العربية حرة في اختيار اصدقائها , ولكن يجب ان تكون هذه الصداقة يسودها الاحترام والمنفعة المتبادلة , لا ان تكون علاقة سيد بعبده. حرب غزه كشفت هذه العلاقة . اروبا وامريكا وقفوا مع الكيان الصهيوني وهم يعرفون ان الكيان الصهيوني يقوم بعملية إبادة جماعية للشعب الفلسطيني , وهي سياسة احتقار شديدة لأصدقائهم من العرب واحرجتهم امام شعوبهم .
6. حرب غزه فضحت نفاق المنظمات و الوكالات الدولية , خاصة تلك التي تحمل لافتات حقوق الانسان , الصحة العالمية , ورفض الاحتلال. هذه المنظمات تابعة الى دولها وتميل حيث تميل دولها . الأوطان يحميها ابناءها , كل من يعتقد خلاف ذلك عليه دراسة قضية فلسطين والتي بقيت في أدراج الأمم المتحدة طيلة 75 عاما بدون حل.
7. للذين ينادون بان هجوم حماس على المواقع الإسرائيلية كان هو سبب المجاز في غزه , نقول لهم ان العيش في ظل الاحتلال وعدم وضوح المستقبل لسكان يزيد عددهم على خمسة ملايين كان هو السبب في انفجار الوضع في غزه . الدول العربية والإسلامية مسؤولة عن افهام قادة العالم ان هذا الشعب يستحق العيش بسلام وعلى ارضه , وبدون تحقيق مطالبه المشروعة سيبقى العنف ويقتل الابرياء . يجب على العرب افهام قادة العالم ان الإرهاب يولد الإرهاب , ومن يخسر والده بسبب صاروخ إسرائيلي سيكون هو في الخطوط المتقدمة في الحرب التالية. لا سلام ولا هدوء في المنطقة بدون حل القضية الفلسطينية.
8. وطالما وان القضية الفلسطينية لم تحل حلا عادلا , فان منطقة الشرق الأوسط , الدول العربية , سوف تعاني الانقسام والتشظي . قضية فلسطين أصبحت المقياس الذي يؤشر بوطنية الحاكم , وان اعتبار القضية الفلسطينية رقم 10 على سلم الاهميات وليست رقم 1 سوف يؤدي عزلة قادة المنطقة الواحد عن الاخر و عزلة الشعوب عن قادتها . شعوب منطقة الشرق الأوسط اجتمعت على ان القضية الفلسطينية القضية الأولى لهم .
9. لقد كشف حرب غزه عن فقر التأثير العربي على الساحة الدولية , وهو شيء يوخز الضمير . زعماء إسرائيل يصولون ويجولون في أروقة الدول الغربية السياسية و يتحدثون مع زعماء الدول والمنظمات فيها بكل حرية , يقابله غياب عربي كامل . اعتقد ان السعودية وقطر ومصر لها من الرجال القادرين على الحديث عن القضية الفلسطينية . ان استمرار العرب والمسلمين الغياب عن الساحة الدولية سوف يضعف من مكانتهم بين الأمم.
10. قضية فلسطين التزمتها الدول العربية منذ ظهورها عام 1948 ودخل العرب مع الكيان الصهيوني معارك عديدة معه ولكن لم يتحقق النصر فيها , وكان الشعب الفلسطيني هو الضحية الأولى لهذه الحروب , قتل وفقر وتهجير. ان ترك القضية الى شعبها ورفع شعار " فلسطين غير قضيتي " شعار لا يؤلم الشعب الفلسطيني وحده , وانما يوجع الشهداء وهم من كل الشعوب العربية في قبورهم . فلسطين تبقى في رقبة قادة العرب ولا يمكن التخلي عنها , لان التخلي عنها يعني هو الغاء الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا على يد اليمين الإسرائيلي ونكوث عن الشيمة العربية . لا اعتقد أي زعيم عربي يحب ان يكتب عنه , ان " العرب تركوا الفلسطينيين بعد ان ورطوهم بحروب مع الصهاينة".
11. لا داعي للجفاء مع " دول الممانعة للتطبيع "و المنظمات المسلحة التي جعلت محاربة العدو الصهيوني هدفا لهم . هؤلاء الدول والمنظمات لم ترمي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولم يثبت لحد الان ان احد هذه المنظمات قد قامت بعمليات إرهابية ضد اهداف داخل الدول العربية . اعتقد ان الانفتاح على هذه الدول والمنظمات هو قوة إضافية للعرب وعزتهم وليس العكس. يجب ان لا يفهم باني اتبنى تشكيل منظمات مسلحة جديدة خارج اطار القانون . لا , وانما أطالب ان تلغى هذه المنظمات حال الوصول الى سلام دائم و مشرف في المنطقة.
12. باعتقادي , انه من المتأخر جدا المطالبة بالقضاء على الكيان الصهيوني , لان هذا الكيان اصبح حقيقة واقعية , حيث من غير المعقول طرد مواطن ولد في هذا الكيان وان عمره اصبح الان ستين او سبعين عاما وربما له أولاد واحفاد . ولكن الحقيقة المرة , هي انه لا يمكن لشعبين العيش سويتا في وطن واحد , اهل الأرض والمستوطنين , وعليه فان تبني قرار الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية , وان عدم الركض نحو هذا الهدف سوف يؤدي الى حروب متكررة , و الوطن العربي يدفع نتائجها . من استشهد ابيه او أخيه في معركة غزه الأخيرة سوف يكون في الخطوط الامامية للحرب القادمة , وهذا ما لم يخدم الصهاينة ولا العرب. ونذكر من يقود هذه المفاوضات من العرب بان التقسيم يجب ان يرضي الفلسطينيين , لان أي تقسيم غير عادل سوف لا يثمر سلام , تماما مثل ما جرى على حدود لبنان الجنوبية , حيث استقطع الكيان الصهيوني أجزاء مهمة من ارض لبنان الجنوبية وضمها له , مما اعطى السبب لحزب الله الاستمرار في مقاتلتهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
- من هي الجزر ( الدول ) الثلاث في المحيط الهادىء التي تقف مع ا ...
- غزه .. غاب القط .. العب يا فار
- ماذا قالوا عن الحرب على غزة؟
- شكرا غزة
- ماذا ستخسر الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بعد حر ...
- ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية
- يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي
- الاستهتار الصهيوني والصمت العربي
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون
- تركيا رفعت سعر الفائدة.. اين المشكلة؟
- صعود ونزول عدد المولات في الولايات المتحدة الامريكية
- ضرورة حذف الاصفار الثلاث من العملة العراقية


المزيد.....




- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - رسالة غزه الى الحكومات العربية