أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ماذا بعد انهيار غزة ؟















المزيد.....

ماذا بعد انهيار غزة ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اتمنى ان لا يتحقق كل ما أقوله ادناه , لان الخاسر هو نحن , انا وانت , وكل مواطني الشرق الأوسط بلا استثناء في حالة فشلت المقاومة في غزة حسب شروط الكيان الصهيوني وتخاذل بعض الدول العربية والإسلامية في الوقوف امام مخططاتها .
من تداعيات الانتصار الإسرائيلي في غزه هي انجاز الهيمنة الامريكية على منطقة الشرق الأوسط بالكامل . أي تصبح منطقة الشرق الأوسط منطقة مغلقة للغرب ولا يجوز لأي دولة اختراقها . بكلام اخر انسى طريق الحرير الذي من المزمع ربط الشرق الأوسط بأوروبا عبر العراق , وبدلا من ذلك سوف يحل محله طريق الهند - الامارات- السعودية -إسرائيل – أوروبا وبذلك فان الخاسر الأكبر من الانتصار الإسرائيلي هي ايران والعراق .
فشل المقاومة في غزه يعني تراجع أهمية قناة السويس وسوف يحل محلها او جزء من أهميتها قناة بن غوريون , وبذلك فان البضاعة التي تأتي من الهند سوف تدخل السوق الأوربي عن طريق القناة الجديدة . كلفة الشحن ستكون مرتفعة مقارنة مع كلفة البضاعة القادمة عن طريق الحرير , ولكن الغرب يستطع تحميل هذه الكلفة على كلفة صادراتها الى الدول الأخرى .
بعد انهيار المقاومة يصبح لا معنى لوجود قوى الرفض , وهنا ستجتهد الدول العربية و الغرب بمحاربتها والقضاء عليها , خاصة وان هذه الدول ستجد كل العون من الإدارة الامريكية والدول الغربية . انها إعادة تجربة القضاء على القوى اليسارية في دول أمريكا اللاتينية , فبعد القضاء على الحركات اليسارية في هذه المنطقة استتب الامر للإدارة الامريكية وأصبحت المنطقة مغلقة لا يجوز لأي دولة فيها الخروج عن الطاعة الامريكية والا فان مصيرها الحصار الاقتصادي او الغزو المسلح . وبالقضاء على المقاومة الفلسطينية , تفرغ ساحة الشرق الأوسط للقوى الموالية للغرب وتنتهي القضية الفلسطينية , ويصبح العرب سكان الضفة الغربية وغزة مجرد سكان محميات ضمن الحدود الإسرائيلية تماما مثل تواجد سكان أمريكا الأصليين " الهنود الحمر" في محميات يغطيها الفقر والبؤس و استخدام المخدرات .
وسينظر العالم الى العرب على انهم اقوام لا يصلحون للحضارة الحديثة وللتقدم الإنساني وان الغرب متفوق ليس فقط بالتكنلوجيا الحديثة وانما أيضا يحسن التعايش السلمي بين الأمم , وان العرب يحتاجون الى من يحتويهم ( يستعمرهم ) حتى يكونوا اناسا صالحين يستحقون الحياة . وليس ببعيد ان يفصل الأطفال عن عوائلهم بحجة إعادة تربيتهم , حيث ان الحية لا تلد الا حية وعلى الأمم المتحضرة العمل على قتل الحية قبل ان تكبر .
ولكن الشرق الأوسط سوف لن يستقر بعد هذا الحل , وهنا سوف تظهر كتلة ترفض الهيمنة الامريكية والصهيونية على المنطقة , وبذلك فان المنطقة بعد ان كانت توحدها قضية فلسطين , تصبح الان عامل انقسام وليس بعيدا ان ينقسم الشرق الأوسط بين شرق اوسطي يرفض الهيمنة الأجنبية , و غرب اوسطي يتمتع بالحماية الأجنبية. روسيا ستكثر من تواجدها في سورية , المعقل الأخير لها في العالم , وعليه فان سوريا ستكون مركز تجمع الرافضين للهيمنة الامريكية على المنطقة . العراق سيكون وضعه محرج جدا , وربما سيتجه نحو التقسيم بين رافض للهيمنة الامريكية والقابل بها.
ومن اجل ان يقف كل جانب يتحدى الجانب الاخر , فان كلا المنطقتين سوف يخصصون نسب كبيرة من ميزانياتهم المالية لشراء السلاح وبكل انواعه , وتصبح التنمية الاقتصادية ليست من الأهمية القصوى عند حكومات المنطقتين. وطالما وان النفط هو العمود الفقري لبعض دول المنطقة , فان منظمة اوبيك سوف تكون اكثر واكثر تحت الهيمنة الامريكية مما يؤدي الى انهيارها بمرور الزمن , وتصبح المنافسة هذه المرة بين المنتجين للطاقة وليس بين المنتج والمستهلك لها.
وعلى الرغم من وجود مشتركات بين دول المنطقة مثل الدين , التاريخ المشترك , اللغة , والثقافة , الا ان بمرور الزمن سيكون في الشرق الأوسط مجتمعيين لا يود الواحد الاخر , تماما مثل المجتمع الكوري , حيث ان الحرب الكورية قسمت البلد الى بلدين : شمال وجنوب وبمرور الزمن اصبح من الصعب جدا حل المشاكل العالقة بينهما . واذا قدم الغرب كل ما يمكنه من اجل ازدهار الجنوب من كوريا فان من المشكوك به ان يقدم الغرب نفس التسهيلات لدول غرب الشرق الأوسط . لا يمكن التصور ان يسمح الغرب لمصر ان تتفوق على إسرائيل صناعيا او زراعيا او في حقل التكنلوجيا .
الغرب قرر على ان يكون الشرق الأوسط مصدر طاقة وليس من حقه صناعة السيارات والطائرات والقطارات ذات التكنلوجية العالية . النظرية الاقتصادية الرأسمالية تقول ان التنمية الاقتصادية تبدء من حيث تواجد الموارد الطبيعية والبشرية . فاذا كان البلد غنيا بالأيدي العاملة فعليه التركيز على الصناعات التي تتطلب ايدي عاملة كثيرة ( مواد استهلاكية او بضائع قصيرة الاجل) , واذا كان البلد غنيا برأسمال , عليه التركيز بالصناعات الرأسمالية ( مكائن ومعدات), واذا كان البلد غنيا بالأراضي الزراعية , يجب على أبناء هذا البلد ان يبقوا فلاحين الى الابد , والبلد الغني بالطاقة يجب ان يعتمد على تصديرها ويسمح لا بناءه النوم حتى الظهيرة . وبموجب هذا التقسيم , فان دول الشرق الأوسط سوف تنقسم بين مصدر للطاقة , مكان للإنتاج الزراعي والحيواني , او منتج للمواد الاستهلاكية , فيما ان إسرائيل سوف تحتكر الصناعات الرأسمالية والتكنلوجيا.
التأثير الإسرائيلي السالب على منطقة الشرق الأوسط سوف يستمر طالما وان إسرائيل لا تحترم القوانين الدولية وان هناك من يدعمها بدون حدود . ان هذا الدعم إشارة واضحة للأمم في الشرق الأوسط ان الغرب يستطع التخلي عن جميع دول المنطقة الا إسرائيل ويجب ان تبقى إسرائيل الدولة القاهرة لها, وعلى دول المنطقة مراعاة ذلك.
واذا استطاعت دول الجانب الشرقي من الشرق الأوسط حماية حدودها وتماسك سكانها والتفافهم حول حكوماتهم , فان من الصعب جدا على دول الجانب الغربي من الشرق الأوسط السيطرة على شعوبهم , خاصة وان القضية الفلسطينية تمشي في عروقهم . شعوب هذه المنطقة سوف لن تقبل بذل التطبيع و هيمنة الكيان الصهيوني على مناطقهم , وبذلك سيكون هناك فجوة بين الشعب وحكوماتهم قد تؤدي الى اضطرابات سياسية كثيرة ومستمرة. صحيح ظهر بعض المدعين بالتدين وهم يلعنون حماس والمقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي , الا ان هناك اخرون يرفضون التطبيع وقد يكونوا قادة لانتفاضات المستقبل.
هذه الشعوب سوف لن ترضى بان تكون حكوماتهم صديقة الى حكومات بالأمس شجعت على إبادة الشعب الفلسطيني . لا اعتقد ستكون دولة فرنسا من الدول المرحب بها في هذه المنطقة ورئيسها يمنع حتى خروج تظاهرت تؤيد وقف اطلاق النار . ولا اعتقد ان بريطانية ستكون من المرحب بها وان رئيس وزراءها نقل السلاح بيده الى الكيان الصهيوني بالوقت الذي كان أطفال غزة يموتون من القصف الإسرائيلي عليهم , وكذلك المانيا وإيطاليا و الولايات المتحدة الامريكية .
هناك حديث لرسول الله , انه قال " لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، فَلَيَسُومُنَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ ، أَوْ لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَنْ لا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ ، وَلا يُوَقِّرُ كَبِيرَكُمْ" . أئمة السلطان طبقوا الحديث بالتمام ولكن بعكسه . لقد ظهرت حملة شرسة ضد حركة حماس من رجال الدين على اقل ما يقال عنها مخزية . أربعون الف طن من المتفجرات تلقى على قطاع اصغر من دولة البحرين ويقتل اكثر من 20 الف ويجرح اكثر من ثلاثين الف من سكان غزه , ويخرج "علماء دين" ينادون ان المسبب لهذا القتل هو حماس ! وبذلك أرادوا من تحويل المظلوم الى ظالم والظالم الى مظلوم . فبدلا من ان ينددوا بالمجازر التي وقعت في القطاع , واذا يخرج علماء يلعنون حماس , وكان فلسطين وحماس شيئين مختلفين . لو كانوا يطبقون الإسلام الصحيح لكانوا هم في الخطوط الامامية ضد الكيان الصهيوني الذي اغتصب الأراضي الإسلامية كما يدعون . لقد كانوا في الخطوط الامامية عندما قام تنظيم القاعدة وداعش بشن حملاتهما الاجرامية ضد العراق وسوريا , ولكن عندما وصل الامر الى فلسطينيين اصبحوا في الخطوط الخلفية يقتلون بفتاويهم ابطال المقاومة . فهل من احد سيلوم الجيل الجديد عندما ينظرون الى هؤلاء بعين الشك و الاحتقار ؟



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنازل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الايوبي عن القدس لليهود ...
- ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟
- رسالة غزه الى الحكومات العربية
- غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
- من هي الجزر ( الدول ) الثلاث في المحيط الهادىء التي تقف مع ا ...
- غزه .. غاب القط .. العب يا فار
- ماذا قالوا عن الحرب على غزة؟
- شكرا غزة
- ماذا ستخسر الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط بعد حر ...
- ازدواجية الغرب في تعامله مع القضية الفلسطينية
- يجب وقف استهزاء الغرب بالعالم العربي والاسلامي
- الاستهتار الصهيوني والصمت العربي
- متى تراجع الطبيب عند ظهور آلام الظهر؟
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت المشاركة في ادارة الدولة العراقية ...
- من ذاكرة التاريخ : كيف استطاع ابو مصعب الزرقاوي اختراق الوحد ...
- من ذاكرة التاريخ: موقف العرب من التغيير في العراق
- من ذاكرة التاريخ: يوم عودة السيادة الوطنية للعراق
- من ذاكرة التاريخ : انفجار ازمة بين الشيعة والكرد على القرار ...
- من ذاكرة التاريخ : الملك عبد الله بن الحسين يحذر من - الهلال ...
- لا يجوز ان تكون سلطة العشيرة فوق القانون


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - ماذا بعد انهيار غزة ؟