بَانُورَامَا

نبيلة الوزاني

الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 22:52
المحور: الادب والفن
    

ذَلكَ الجِدارُ
شَبحٌ وَراءَ قَذيفةٍ
يَدُكُّ أَبْوابَ البَحرِ
لِيَصِيدَ حُوريَّةً
تَغرِسُ الزَّيتُونَ
وتُرتِّبُ الماءَ
بِيَدٍ
وبِالأُخرَى تُرقّعُ ثُقُوبَ
الرَّصاصِ
ولا تُخاطِرُ بِالشَّمسِ ..
أَسْرابُ غِربانٍ مُسَيَّرَةٍ
فِي تَحلِيقٍ مَفْتوحٍ
تَقذِفُ سَوادَها
علَى الأَخْضرِ واليَابسِ
وتَذرُو الرَّمادَ
عَلى ذَاكرَةِ الطَّريقِ ..
المَدِينةُ التي تَقضِمُها
الحَربُ
لَمْ يُصافِحْ أُذُنَها خَبَرٌ
جَميلٌ
تَبكِي أَعْضاءَها
تَرقُصُ
عَلى إيقاعِ الدَّمارِ
ولا تُربِكُ رِسالتَها
فهَلْ سَتنْفلِتُ الأَصْواتُ
مِن رَبَطاتِ العُنُقِ التّقليديّةِ
كَحضارةٍ جَدِيدَة ؟ ..
هَذا اللَّيلُ يَتثاءَبُ فِينا
كَبُندُقيّةٍ عَابِثةٍ
يَسْتَشْرِي في أيّامِنا
كَحُمًّى إِسْبانيّةٍ
يُطوِّقُنا القَلقُ
ليُعْلِمَنا أنَّنا
ما نَزالُ نَحْيا
كَسَريرٍ
يَتمنّى نَزْعَ شَراشِفِ
المَرضِ
والتَّنفُّسَ خَارجَ
بَخّاخاتِ الأُوكْسِجينْ ..
الشّارِعُ العامُّ
يَمشِي فِي عَولَمةِ الدُّخانِ
وَيَبيعُ الوَاجِهاتِ
لِإِيدْيُولُوجِيّةِ الكُوكَاكُولا ..
ثَمّةَ رَصِيفانِ
يَصْحُوَانِ أَخِيراً
الأَوّلُ
بِالكَادِ انْتَهَى مِنْ لُعبَةِ الكُورِيدَا
الثّانِي
كانَ فِي مِهرجَانِ الْ أُومِنْغانْ "ommegang " * ..
العَالَمُ
لَيسَ بِحاجَةٍ إلَى أُذُنِكَ
يا " فَانْ جُوخْ "
العَالمُ
قَطعَ أُذُنَهُ وعَلّقَها دِيكُوراً
فِي لَوحَةٍ مَنْسيَّة ..
يَحدُثُ
أنْ تَكبُرَ الفِكرَةُ
في خَيالِ الطِّينِ
وتَتحوَّلَ إلَى شَجرةٍ
الشَّجرةُ مَدِينةٌ
المَدينَةُ اِمْرأَةٌ
مِن النَّهرِ إلَى البَحرِ
اِمْرأةٌ
تَنْسَخُ حِمْضَها القَوْمِيِّ
كَيَقينٍ مَحْضٍ
وتُخبِّئُهُ
فِي أَقْبِيَّةِ الزَّمنِ
اِمَرأَةٌ
كُلّمَا تَماهَى الوَجعُ فِيها
تَنفَّسَتْ مِن جُرحِها
وأَصْبحَتْ قَصيدَةً
.
.
.
وَكانَ لِلكَلامِ
بَ
قِ
يَّ
ة ..

...............
*الكوريدا : لعبة مصارعة الثيران في إسبانيا
*أُومِنْغانْ "ommegang " : مهرجان تراثيّ في بلجيكا
* الحمّى الإسبانية : نوع من الانفلوانزا القاتلة انتشرت جائحتها سنة 1981 من إسبانيا إلى العالم وخلّفت ضحايا كثيرين .
*فان جوخ : فينسينت فان جوخ ، رسّام هولنديّ مبدع ، عانى من نوباتِ نفسية وأثناء إحداها قطع أُذُنهُ اليُسرى ..

#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل