نبيلة الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 08:56
المحور:
الادب والفن
كَيْفَ لِي
أَن أَكْتُبَ عنْ كُلّ هَذا
الخَرابِ
والأَلْوانُ تَتشابَهُ
فِي هذَا اللَّيلِ ؟
كَيفَ لِي
بِمَركَبةٍ بُراقِيَّةٍ
كَيْ أَسْترِدَّ الأَزْمنَةَ الأُولَى
بِلا وَقتٍ فَارِغٍ مِن سَاعاتِهِ
كَيْ يُرتِّبَ التّارِيخُ أَوْراقَهُ ...؟
الأَعَاجِيبُ كُلُّها
تَكتظُّ فِي الرَّصيفِ المُغايِرِ
وَبِالمُقابِلِ
جَمِيعُ الأَصْواتِ
تَتبَلَّدُ فِي مِيكْرُوفُونِ
المَعْبَرِ
فَلا يَمْشِي النَّهارُ ..
عَابِرونَ لَيسَ لَهُمْ
عَناوِينُ
فَكيفَ سَيَبْنُونَ سَقفاً
لِلشِّتاءْ ؟
الشَّارِعُ تَفَرَّكَتْ أَسْنانُهُ
والطَّرِيقُ دُونَ أَجْنِحَةٍ ..
بِقَلَقِ الجُدُارنِ المُسَاقِطةِ
عَربَةٌ علَى أَربَعِ
تَتعثَّرُ في الأَنْقاضِ
يَشُدُّها الحَنينُ
إلَى سَرِيرِها الجَميلِ ..
علَى مَسافَاتِ الوََجعِ
تُؤدّي الجُثثُ صَلاةَ
الغَائِبِ ..
آهَاتُ تَخْرجُ مِنْ رِئَةِ
المَدينَةِ
وتَدْخُلُ فِي أَقْدامِ
المَارّينَ ..
الحَربُ تُدَوْزنُ جَناحَها
وتَركُضُ فِي صَدرِي
الدَّمَارُ يَنْسَخُ ظِلَّهُ
فِي جَماجِمَ نَسِيَتْ
أَجْسادَها ..
سَبْعُونَ خَيْبَةً
أَلْفُ جِدارٍ
وَالعالَمُ
لَا يَعرِفُ عَن ذَلكَ الرَّصيفِ
سِوى وَاجِهتِهِ الكَاذِبةِ ..
أَيُّها الغَدُ القادِمُ
مِنَ الحُزنِ القَديمِ
مُنذُ زَمَنٍ شَريدٍ
وَأَنتَ تَتلوَّى
فِي لَوْحةِ الدُّخَانِ
تُقَيِّدُكَ الكَوالِيسُ السَّوْداءُ
فِي مَسرَحِ الوُجودِ
لَيسَ لِلْيَومِ فِكرَةٌ عنِ
الصّباحِ
الصَّباحُ أَبَجِدِيَّةٌ مُعقَّدَةٌ
مَا بَينَ المَاءِ والنّارِ
لا أَدْرِي كَيفَ سَتكُونُ
هلْ سَتأْتِي بِلِحْيتِكَ الكَثيفَةِ
أَمْ بِعَدَساتٍ مُلوَّنةٍ؟
هلْ سَتَملأُ الأَفْواهَ
أَمْ سَتفْتعِلُ فَلْسفَةَ الجُوعِ ؟
وَأَنتَ
آخِرُ حَاءٍ فِي قَامُوسِ التَّصْحيحِ
أَعِدْ تَكَوينَكَ
نَفقاً
نَفَقَيْنِ
ثَلاثةً ..
وَ
لا تُودِعْ سِرَّكَ لِلرّيحْ ..
أَيُّها العَابِرُونَ
كَما يَعبُرُ المَطرُ فَوقَ سَقفٍ
مَثقُوبٍ ..
لَيسَ في مِعطفِ المَعبَرِ
مَا يَكفِي
لِأَكثَرَ مِنْ جَيبٍ وَاحدٍ
خُذُوا بُكاءَكُم
وَاتْرُكوا صُورَكُم
علَى وَجهِ المَاءْ ...
#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟