أَطْفالُ السَّماءِ ...

نبيلة الوزاني

الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 00:52
المحور: الادب والفن
    

كَيفَ يُحتفَلُ بالطّفلِ
في زَمنِ قتْلِ الطِّفلِ ؟!
كَيفَ يَضحَكُ الزَّيتُونُ
والحَمَامُ
يَمُوتُ علَى جُثَثِ الأَطْفالِ؟
بيْن مَوتٍ وموْتٍ
مَوتٌ
مَنْ يُضمِّدُ انْكِسارَ قلبٍ
والجُرحُ
بيْن جِدارٍ وجِدارٍ
يَنْحنِي قُرْبَاناً
لِسُرعَةِ القَتلِ ؟
-
في فَلَسْطينَ
الحَربُ مِكْنَسَةٌ نَارِيّةٌ
تَرمِي بِالجُثَثِ
فِي عَربَاتِ التُّرابِ ..
أَيُّها العِيدُ المَهْزُومُ
نَحتَاجُ
صُراخاً
لِنُسكِتَ هذا القَصْفَ ..
نَحْتاجُ
رِئاتٍ مَطَّاطيَّةً
لِنَستَوْعِبَ هَذا الأَلَمَ ..
نَحْتَاجُ
بَخّاخاً مِغنَاطِيسيّاً
لِنَلفَظَ هذا الخَرابَ ..
-
نَحْنُ المَأْهُولُونَ بِالحُزنِ
المُؤَهَّلُونَ لِلْحُزْنِ
الأَملُ مَسافةٌ
تَصْرُخُ
علَى مِساحَةٍ مُتَصدّعَةٍ
مِن مَغارَةِ هِرَقْلَ
إلَى نَفقٍ
مُمتَدٍّ مِنّي إِليْهِمْ ..
يا إِمْبَانْ*
أَطفَالُ غَزّةَ
لا يَحْتاجُونَ إلى لُونَا بَارْكْ*
مُزَيّفَةٍ
يَحتاجُونَ إِلَى حَقٍّ
لا تأْكلُهُ القَنابِلُ ..
يا أَطْفالَ غَزَّةَ
لَكُمْ عِيدُكُمْ هُناكَ
ولَيْسَ لنَا
سِوَى الجَنازاتِ هُنا !..
-
هذِه الحَربُ الكَانِيبَالِيَّةُ
لا تَكُفُّ عَنِ المَضْغِ
وَ العِيدُ
لا يَرسُمُ بَسْمتَهُ
علَى وَجْهٍ مُعفَّرٍ
بِتُرابِ الطُّفولَةِ
لَنْ تُشرِقَ شَمسُهُ
مِنْ قَذِيفَةٍ مُسْتَعْجِلةٍ
الفَرحَةُ حُرقَةٌ
اِلْتَهمَتْ
ضَحكَةَ الأَطفَالِ
والمَوائِدُ عِظامُهُمْ
والوَجبَةُ دَمُهُمْ !


...

من مجموعتي الشعرية ( مُجرّد صوت )
......................................

* إِمْبانْ : البارون إدوارد إمبان مليونير بلجيكي صاحب قصر البارون الشهير بالقاهرة في حي مصر الجديدة ..
* لُونا باركْ : أول مدينة ترفيهية فى الشرق الأوسط وأفريقيا وهى مدينة "لونا بارك"، وقد بدأ البارون إمبان فى بنائها عام 1910 وافتتحها للجمهور فى 16 يونيه 1911،

#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل