أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو الصهيوني














المزيد.....

قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو الصهيوني


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7783 - 2023 / 11 / 2 - 07:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب م. علي أبو صعيليك

حتى مساء أمس الإثنين؛ أستشهد أكثر من 3542 طفلا و 2187 سيدة و 460 مسنا بما نسبته 73% من مجموع الشهداء الفلسطينيين البالغ عددهم 8525 وهو عدد يزيد بأكثر من ضعفي عدد شهداء جميع الحروب الصهيونية السابقة على قطاع غزة منذ عام 2008 وهو رقم مفزع يدل على مدى حالة "السعار" التي وصل لها الاحتلال الصهيوني لمواجهة عجزه التام في التعامل مع التطور الدراماتيكي في قدرات المقاومة الفلسطينية.

الأرقام المأساوية كثيرة منها مثلا استشهاد 116 من الفرق الطبية وتدمير 25 سيارة إسعاف واستهداف 57 مؤسسة طبية؛ وضخامة هذه الأعداد من القطاعات غير العسكرية يؤكد أن الصهيونية بكل مكوناتها من الولايات المتحدة الأميركية وصنيعتها الكيان الإسرائيلي والدول الغربية الكبرى ليسوا إلا مجرد حيوانات مفترسة على شكل بشر ولا يوجد في تركيبتهم أي ذرة ضمير وإنسانية وإلا فكيف نفسر سقوط هذا العدد الضخم من الأبرياء.

قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو الصهيوني، ففي الاستراتيجيات العسكرية وقبل تزويد المقاتلات بالقنابل يتم الاتفاق على الأهداف بدقة بحيث تتم برمجة الأجهزة بواسطة خبراء عسكريين من أجل تحقيق المهمة المطلوبة، ولذلك فإن جميع الأهداف المدنية التي تم استهدافها في قطاع غزة لا يوجد فيها أي هامش من الخطأ، وكأن النجاح في تدمير عمارة كاملة على ساكنيها يعتبر نجاحاً للقيادة الصهيونية أمام شعبهم المتعطش للدم الفلسطيني.


لذلك فإن جميع المؤتمرات الصحفية الأمريكية والأوروبية والتي تطلب من قوات الاحتلال تجنب قصف المدنيين كاذبة جملة وتفصيلا، ويتم توجيهها لخداع المجتمعات الغربية لعدة أسباب منها أهداف انتخابية، ونرى أن العالم الغربي بهذه الازدواجية وممارسة الكذب على الهواء مباشرة قد عرى نفسه أمام الشباب العربي الذين كانوا في السابق يعتقدون بأن الديموقراطيات الغربية توفر لهم الأمل والمصداقية، لكن الآن وبعد طوفان الأقصى فلم يعد هناك مجال لتجميل وجههم القبيح إلا من قبل المرتزقة الذين يتشكل عندهم الشرف وفقاً لقاعدة "من يدفع أكثر".

لا زالت هناك بعض الأصوات الغربية التي تخرج من هنا وهناك وتحاول أن تبقى مساحة للغة السياسة, ولكن منسوب وعي الشعوب قد ارتفع كثيرا ولا يوجد أي وسيلة في الأرض تستطيع أن تجمل حقيقتهم، دعاة الحرية التي تخفي في باطنها أدوات الاستعمار الناعم هم داعمو الكيان الصهيوني في جرائمه المستمرة يوميا في استهداف أطفال ونساء فلسطين بشكل مخطط له وكأنهم ينفذون بجدية إبادة الشعب الفلسطيني وآخر هذه المجازر ما حدث في مخيم جباليا وقصف بيوت المدنيين على ساكنيها في هولوكوست موثق بالصورة والصوت يدحض أي مبادئ وقيم في العالم.

من المؤسف حقا حالة الوهن الشديد للموقف الرسمي العربي رغم وجود بعض التصريحات الجيدة ولكن غياب الفعل يعني مزيدا من الشهداء يومياً ومن يستشهد يومياً هم الأبرياء فقط فكيف يستطيع السياسيون مجرد متابعة ما يحدث لأخوة لنا في الدم والتاريخ والرسالة والإكتفاء بمجرد أحاديث سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع، والدم الفلسطيني ليس رخيصاً وعند الله تلتقي الخصوم.

على أقل تقدير يمكن استخدام ورقة اتفاقيات السلام في الضغط على الجانب الصهيو-أمريكي فهذه الاتفاقيات في مجملها يستفيد منها الكيان الصهيوني في شرعنة وجودة بعكس الدول العربي التي لم يتحقق لها شيء من توقيع تلك الاتفاقيات ولذلك فإن إلغاء العمل بتلك الاتفاقيات وإعادة السفراء ستشكل ضغطاً على الجانب الصهيوني لأن في إلغاء الاتفاقيات يعيد النظر بشرعية وجوده، نتحدث عن ذلك رغم إيماننا بعدم شرعية الاحتلال ولكن هي باب يجب أن يطرقه السياسيون للممارسة دور ولو بسيط قد يؤتي ثماره.

لم نعاصر أو نقرأ عن جرائم في التاريخ مثلما يحدث للشعب الفلسطيني وقد سقطت كل الأقنعة في عالم تحكمه الولايات المتحدة بكل وحشية من أجل المحافظة على مصالحها التي تحصلت عليها بالنهب والقوة العسكرية والاستخباراتية ولم يعد هناك أي أفق سياسي ولا يملك أي شخصية عربية أو إسلامية أن تتسامح نيابة عن الشهداء، لذلك فإن كل من سينجو من هذه المذابح سيكون نواة لإبادة المجرمين القتلة في يوم قريب، { وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }.
كاتب أردني
00962797323841



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعار الصهاينة على غزة هل يعني الفشل في تحقيق الهدف العسكري؟
- في عالم يخلو من القيم والمبادئ، ما هي المعايير لكي نصبح -بلد ...
- أفشلت قمة القاهرة للسلام: أوروبا تمارس دورها في إبادة الشعب ...
- عشرون شاحنة مساعدات لتلبية حاجات أكثر من مليوني إنسان، هذه ه ...
- مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني وصمة عار في جبين العالم‎
- شمس الحرية ستشرق على فلسطين رغم غطرسة الصهيونية العالمية
- العويل والبكاء ثقافة صهيونية قديمة وعميقة من أجل تحقيق المكت ...
- أسلحة الدمار الشامل العراقية وقطع رؤوس أطفال اليهود أكاذيب ل ...
- الجهاز الإعلامي يوثق أخلاقيات المقاومة الفلسطينية في -طوفان ...
- بعد أن عجز عن ضرب المقاومة الفلسطينية الاحتلال يقتل المدنيين ...
- أعظم يوماً في تاريخ فلسطين الحديث: -طوفان الأقصى- وبداية معر ...
- لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية
- صمت العالم عن جرائم الكيان الصهيوني في جنين إحدى أدوات الجري ...
- لن تخدعنا حضارة الغرب، فهي قائمة على العدائية ونهب ثروات الش ...
- معركتنا مع الصهاينة ستبقى معركة وجود لا معركة حدود ‎‎
- الكيان الصهيوني يتآكل، والشواهد على ذلك تتزايد.
- -في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-
- خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلس ...
- جيل التحرير الفلسطيني يذيق الاحتلال العلقم ويبث الروح في الأ ...
- حرق القرآن الكريم بحماية أمنية جريمة سويدية رسمية وليست فعلا ...


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - قتل الأطفال والنساء ليس بالخطأ، بل هو هدف إستراتيجي للعدو الصهيوني