أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - -في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-














المزيد.....

-في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 22:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كتب م.علي أبو صعيليك

لم تنجح المأساة التي تعرضت لها تركيا وسوريا بالرغْم من ضخامتها في صناعة الجانب الإنساني في الدولة الفرنسية، ففي الوقت الذي تسمو فيه القيم الإنسانية وتتنحى كل الاعتبارات الأخرى نظراً لهول المصاب، خرجت صحيفة "شارلي إيبدو" ب كاريكاتير يسخر من تركيا، وينم عن حجم العنصرية والكراهية التي تملأ صدور من رسمها وسمح بنشرها، ويفتح الجدل مجدداً حول مفهوم حرية التعبير الذي تتذرع به فرنسا والدول الغربية.

إن مقتل آلاف المدنيين، وأكثرهم من الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة زلزال هو حدث كارثي مؤلم ينتج عنه حالة تلقائية من الألم، والتعاطف من جميع من يمتلكون الحس الإنساني، ويتخلله تجاهل للكثير من الاعتبارات والخصومات السياسية، ومن لا يتولد بداخله تلك المشاعر، فهذا النوع من البشر يستطيع علم النفس تحديد نوعيتهم وتصنيفهم، التي نعلم منها على الأقل العنصرية والحقد الدفين.

موضوع الإنسانية قد يكون فيه من الجدل ما فيه، مثلاً الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين من جنود ومستوطنين، وكل له دوره في ممارسة الاحتلال، جميعهم في حالة حرب مستمرة مع الشعب الفلسطيني صاحب الحق، ولذلك لا يمكن التعاطف معهم تحت أي ظرف، بل ومن الطبيعي أن يكونوا مستهدفين ما دام استمر احتلال أرض فلسطين فقط، وعندما ينتهي الاحتلال يوما ما، ويعودون لأوطانهم الأصلية، فعندها تنتفي صفة الحرب معهم، بالتالي يصبح التعاطف مع مصائبهم من زلازل تبيدهم مثلاً واجباً إنسانياً.

لسنا هنا للحديث عن التاريخ الاستعماري لفرنسا ومدى الأجرام الذي قامت به على مدار تاريخها الأسود، ولكن هناك حديثاً بين الحين والآخر عن تمجيد القيم الإنسانية في الدول الغربية بين شريحة من المثقفين العرب، حصلت انطلاقاً منه فرنسا وغيرها من الدول على محامين دفاع عرب دون رواتب لتبييض وجهها القبيح، فهل لا زال البعض يملك أسباب الدفاع عن هذه الدول العنصرية.

من يستطيع تشريع حقوق الحيوانات والشاذين جنسيا لا يعجز عن إقرار تشريعات تحمي الديانات الأخرى من الشاذين فكريا، ويَمْنع الشماتة في مصائب الشعوب الأخرى، ولكن عدم قيامهم بذلك سببه الحقيقي هو عدائيتهم لبلاد المسلمين.

إن النهضة التي شهدتها تركيا لم تكن بالحدث السعيد للعالم الغربي وفرنسا على وجه الخصوص، واتخذوها عدوا، وقد ظهر ذلك جليا في العديد من المواقف الرسمية بين البلدين، وأحدثها تلك البذاءة التي خرجت بها "شارلي إيبدو".

لا نشك للحظة بأن تركيا ستنهض من جديد، ورغم حجم المصاب الضخم، إلا أن الشعب والقيادة التركية قادرون على النهضة من جديد، لأنها بلاد حرة، وكذلك لأنهم يمتلكون كل الموارد البشرية والطبيعية القادرة على العودة والوقوف مجددا في مقدمة الأمم.

وقد كان الرئيس التركي واضحا في موقف الدولة التركية تجاه المنكوبين، حيث بث حديثه طاقة إيجابية كبيرة تبشر بقدرة دولته على حسن قيادة المرحلة القادمة، وهي التي لن تكون سهلة وتحتاج للصبر والتضحية حتى يتعافى الجميع بمشيئة الله تعالى وتكاتف الجهود.

كذلك الحال في سوريا، التي يتعرض شعبها لأقسى الظروف غير الإنسانية، فهل يعقل أن يستمر الحصار الجائر "قيصر" على سوريا بِالرّغْمِ من هذه الكارثة، صحيح أننا نؤمن بأن الزلزال هو إرادة من الله تعالى، ولكن تأخير فتح معبر باب الهوى وعدم العمل على فتح أي معبر آخر، وهو ما تسبب بتأخير وصول الآليات المساندة لإنقاذ من كان من الممكن إنقاذهم يعد جريمة لن يُسْقطها التاريخ.

سقطت الإنسانية بشكل مخزٍ حتى الآن في التعامل مع المنكوبين السوريين، وعدم التعامل معهم في المرحلة المقبلة بنفس المستوى الذي سيتم التعامل فيها مع المنكوبين في تركيا وتوفير ظروف الحياة لهم مجدداً هو استمرار للجريمة المنافية لكل القيم الإنسانية، والمسؤولية في ذلك مشتركة ما بين الدول الإسلامية والعالم الغربي.

أحيانا تأتي الفرص من حيث لا نحتسب، وقد كان زلزال تركيا وسوريا فرصة كبيرة لدول العالم الغربي من أجل تبييض صورتها، وفتح صفحات جديدة إن لم تكن مع القيادات فهي مع الشعوب، ولكن أبت فرنسا ومعها السويد وغيرهما، بل إنها أمعنت في ترسيخ حقيقتها العدائية الاستعمارية تجاه دول العالم الإسلامي تحديداً، ولذلك فلن يكون غريباً أن يقابل ذلك العداء بعداء مقابل قد يكون أشد، والدائرة ستدور يوما ما.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلس ...
- جيل التحرير الفلسطيني يذيق الاحتلال العلقم ويبث الروح في الأ ...
- حرق القرآن الكريم بحماية أمنية جريمة سويدية رسمية وليست فعلا ...
- التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق ...
- من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري: لابد أن تشرق شمس الحرية
- ومتى كان وجه أوروبا جميلاً أيها الواهمون، بل هو قبيح منذ الأ ...
- هل انتهت كأس العالم، يبدوا أنها مستمرة حتى تتغير موازين القو ...
- اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة
- وتستمر المغرب في صناعة أسباب الفرح لأمة في أشد الحاجة للفرح
- ليست مجرد فرحة بانتصار رياضي، بل هي صفعات للمحتل الصهيوني
- على ماذا راهنت الصهيونية في تواجد صحافتها في قطر وسط الشعوب ...
- الصهيونية قائمة على التّطرّف، فلماذا نفضل يسارهم على يمينهم؟
- نظرية لافروف حول احتلال فلسطين ليست مجرد أقوال ساخرة
- سياسة الاغتيالات التي يمارسها الكيان الصهيوني تؤكد حقيقته ال ...
- لماذا ننتظر الحرب على أحر من الجمر!‎‎
- التجربة السريلانكية.. دروس وعبر قبل أن تتكرر عربياً
- خرج بينيت بجرائمه من المشهد وبقيت فلسطين رمزاً للحرية
- الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎
- القتل والتهجير والاستيطان هو المنهج الصهيوني الثابت برغم تغي ...
- تأثيرات مسيرة الأعلام على الكيان الصهيوني


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي فريح عيد ابو صعيليك - -في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-