أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي فريح عيد ابو صعيليك - الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎














المزيد.....

الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7294 - 2022 / 6 / 29 - 03:05
المحور: حقوق الانسان
    


كتب م.علي أبو صعيليك

شكلت جرائم قتل نَيّرة أشرف وإيمان ارشيد ولبنى منصور حالة غضب كبيرة جدا لن يخفف وطأتها إلا تقديم المجرمين لمحاكمة تنتهي بإعدام القتلة، وليس الدخول في متاهة قضائية تطيل مدى تلك القضايا مما يزيد من حالة الإحباط المتزايدة هذه الفترة بسبب ما يحدث في العالم من صراعات تؤثر بشكل مباشر على معيشة الأفراد.


تنقسم جرائم القتل ما بين تلك التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها بعض الدول في دول أخرى، فعلى سبيل المثال قتل الجيش الأمريكي قرابة 400 من نساء وأطفال العراق عندما تم قصف ملجأ العامرية في بغداد، وهو ملجأ مخصص لإيواء المدنيين، وقيل وقتها إن القصف استهدف مراكز قيادية عراقية وهو مالم يتم إثباته، ولم يتمّ محاسبة القيادة العسكرية الأمريكية على تلك الجريمة وبالتالي تمّ تكرارها في العراق وأفغانستان وغيرهما.

كذلك يرتكب جنود الاحتلال الصهيوني يومياً جرائم قتل بحق الشعب الفلسطيني وخصوصاً النساء والأطفال، وأحدث تلك الجرائم جريمة قتل الصحفيتين شيرين أبوعاقلة وغفران الرواسنة والطفل غيث يامين وغيرهم.

على مستوى الأفراد فهنالك جرائم قتل يومية في جميع دول العالم ومنها الدول الأكثر رفاهية مثل السويد والدنمارك والنرويج، بل إن أسوأ تلك الجرائم ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر ديمقراطيات العالم، وأخرها قتل طلاب المدرسة الإبتدائية الأبرياء ومن قبلها جريمة قتل المواطن الأمريكي فلويد على يد شرطي أمريكي.


يختلف توصيف الجرائم التي ينفذها الأفراد، تارة يقال إنه عمل فردي، وتارة أخرى يتم ربط القتل بفكره معينة، مثل الإرهاب أو الذكورية أو العنصرية وغيرها من الدوافع التي قد لا تكون صحيحة في كثير من الأحيان، فعلى سبيل المثال، فإن ارتكاب مهاجر مسلم لجريمة قتل في قارة أوروبا يتم ربطها بالفكر الإسلامي، بينما يتمّ التعامل مع الجريمة نفسها لو ارتكبها مواطن أوروبي بأنّها جريمة قتل مجردة!

في أمريكا، تعامل المجتمع مع الجرائم أحيانآ كما ينبغي، وذلك من خلال البحث عن أصل الجريمة وأحيانا أخرى بانحراف شديد عن أصل الجريمة، مثلاً تم توصيف جريمة قتل 19 طالب في مدرسة إبتدائية أمريكية بأنها ناتجة عن الإنتشار المرخص للسلاح قانونياً في أيدي المواطنين وهو ما يؤدي للعديد من جرائم القتل بين الحين والأخر في المجتمع الأمريكي.

بينما تم توصيف جريمة قتل جورج فلويد تحت أقدام شرطي أمريكي بأنها عنصرية لأن المقتول من ذوي البشرة السمراء، رغم أن هنالك العديد من الجرائم وسوء التصرف الموثق بالفيديوهات لتعامل الشرطة السيء مع أشخاص بشرتهم بيضاء وليس فقط من ذوي البشرة السمراء، إذن أين يكمن الخلل فعلا؟


في نيوزلندا قتل الأسترالي المسيحي برينتون تارانت أكثر من خمسين مسلم وهم يصلون في المسجد، وقد ارتكب جريمته لدوافع دينية في حينها فهل عملت نيوزلندا على معالجة أصل الجريمة لكي تمنع تكرارها؟


في المجتمع العربي وهو في غالبيته مجتمع مسلم وصف البعض جرائم قتل نَيّرة وإيمان ولبنى بأنها حدثت من دوافع ذكورية، وفي ذلك توصيف غير دقيق لأصل المشكلة وبالتالي تتكرّر تلك الحوادث بسبب التغافل عن البحث في أصل الجريمة ومن ثم علاج أسبابها.

يحدث في العالم العربي يوميا جرائم قتل، يذهب ضحيتها العديد من الضحايا من مختلف شرائح المجتمع من أطفال وشباب وكبار بالسن ومن الجنسين، ولا توجد دراسات تؤكد استهداف شريحة معينة أو جنس محدد أو أتباع دين معين، ولذلك فإن التعامل مع الجريمة يجب أن يتبعه توثيق لدراسة حقيقة الدوافع ومن ثم البحث عن الحلول.


في القرن الماضي كانت الأسرة وأماكن التعليم من مدارس وجامعات وأماكن العبادة هي المؤسسات الأكثر تأثيراً في سلوك الأفراد، ومما لا شك فيه أن تأثيرها قد تراجع كثيراً مقابل تطور التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي وكذلك العمل التلفزيوني سواء المسلسلات والأفلام، وكذلك بعض تطبيقات الأجهزة الخلوية التي تدعو للعنف والقتل ويتمّ استخدامها يومياً خصوصاً من الأطفال.

كذلك فإنّ انتشار المخدرات بين الشباب العربي وتراجع منظومة القيم والأخلاق والدين، أسباب مؤثرة جداً في زيادة وبشاعة جرائم القتل التي حدثت وفي بعض الحالات قَتَلَ الابن أحد والديه نتيجة إدمانه على المخدرات!

البحث عن دوافع العنف والقتل ومن ثم تقييد تلك الدوافع ومنع انتشار أسبابها أولاً من خلال إعادة القيمة والهيبة للأسرة ودور العبادة وأماكن التعليم وبشكل قانوني هو المطلوب حالياً، ليس كردة فعل بقدر ما يجب أن تكون استراتيجية طويلة الأمد، قبل أن تصبح الجريمة شيئاً طبيعياً في حياتنا ونفقد ميزة الأمان المجتمعي.

كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل والتهجير والاستيطان هو المنهج الصهيوني الثابت برغم تغي ...
- تأثيرات مسيرة الأعلام على الكيان الصهيوني
- رائحة تراب فلسطين التي عجز الصهاينة عن استنشاقها.
- تفاعُل الأردنيين مع مقتل شيرين أبوعاقلة شاهد على وحدة المصير
- لماذا لا تتوقف الفضائيات العربية عن استضافة المتحدثين بلسان ...
- ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية في أوكرانيا وقتلت برصاصة ...
- شهر رمضان المبارك أوفى بوعده، وجيل التحرير جعله وبالاً على ا ...
- وانتصرت إرادة المرابطين الفلسطينيين في ليلة القدر، فماذا عن ...
- المرابطون في الأقصى يتصدون لإعتداءات الإحتلال، فماذا عن نصرت ...
- يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو ...
- المرابطون في الأقصى خير من يدافعون عن حرمات المسلمين وماتبقى ...
- فلسطين لا تتسع لدولتين، والشعب الفلسطيني سيفرض الواقع في نها ...
- في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني: كل المؤشرات تؤكد زوال الكيان ال ...
- رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكر ...
- في ذكرى وعد بلفور المشؤوم: الكبار يموتون.. والصغار على العهد ...
- الانقلابات على أنظمة الحكم تعمق الانقسام المجتمعي وتغلق طرق ...
- هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحا ...
- قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لم ...
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا
- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي فريح عيد ابو صعيليك - الجريمة لا دين لها ولا جنس ولا هوية...‎‎