أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي فريح عيد ابو صعيليك - يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو السويد المصاحف أم “مبادئ الغرب” المزيفة؟














المزيد.....

يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو السويد المصاحف أم “مبادئ الغرب” المزيفة؟


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7224 - 2022 / 4 / 20 - 09:42
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو السويد المصاحف أم “مبادئ الغرب” المزيفة؟

كتب م.علي أبو صعيليك


جهد كبير بذلَته دول العالم الغربي، وتحديداً شماله، فنلندا والنرويج وأيسلندا والسويد والدنمارك في تسويق ذاتها كدول تتميز بمستوى معيشي عالٍ لمواطنيها، وما يتضمنه من رفاهية وحقوق للإنسان والحيوان وحتى المغتربين، وغيرها من المفاهيم التي ثبت أنها مجرد أسطوانات فارغة تُخفي خلفها حكوماتٍ عنصريةً وشعوباً قد يكون كثيرٌ منها لا يحترم حقوق الآخرين الدينية والإنسانية، وتتعامل مع الآخرين وفق معايير العرق والدين ولون البشرة.

إن حرق القرآن الكريم في السويد من قِبل عنصري دنماركي، بحماية رسمية من الأمن السويدي لا يندرج تحت بند الحريات، بل هو تصرف أخرق، يدل على مدى تغلغل الحقد والكراهية في نفوس البعض تجاه أكثر من ربع سكان العالم من المسلمين، بالإضافة لشدة عدائيته للذات الإلهية التي أنزلت القرآن الكريم خاتمة الكتب السماوية.

تتشدق هذه الدول بمفاهيم هي في الحقيقة لا تطبقها إلا بشكل عنصري، تميز فيه البشر وفق أصولهم وألوان بشرتهم ودياناتهم، فقد كشفت الحرب الروسية-الأوكرانية عن مدى عنصرية العالم الغربي عموماً تجاه شعوب شرق وجنوب العالم، وخصوصاً المسلمين منهم، وقد كشفت نواياهم وما يكتمون من خلال كلماتهم وخطاباتهم الموجهة لشعوبهم من أعلى الشخصيات الحاكمة في أكثر من بلد، منها فرنسا وبولندا وبريطانيا.

إن الشعوب الإسلامية في غالبيتها، ورغم ظروفها القاهرة، خصوصاً الاقتصادية منها، التي تُلقي بظلالها على باقي تفاصيل الحياة لَهِي شعوب متجذرة في الحضارة، وتعرف جيداً معنى التعايش مع الآخر، وبالإضافة إلى أنها مكونة من مسلمين ومسيحيين فإنها تحتضن بكل ود وترحاب الكثير من الجاليات الغربية، الذين جاءوا بحثاً عن الرزق، وخصوصاً في دول المشرق العربي، ويعيشون فيها بسلام واطمئنان، ولا نجد تجاههم أي خطاب كراهية كما تفعل قياداتهم وشعوبهم في بلادهم.

القرآن الكريم الذي أحرقه ذلك الأخرق هو كتاب أنزله الله تعالى رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] أنزل للناس جميعاً وليس فقط للعرب أو لفئة من البشر {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة سبأ: 28].

لا تعمل دول العالم الغربي على محاربة دين الإسلام والمسلمين بشكل خفي، بل إنها اتخذت حالة عداء دائمة لدين الإسلام علانية، وقد صرح بذلك أكثر من رئيس أمريكي، نتذكر منهم جورج بوش الابن، وابن دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي ماكرون، تحت مسمى الحروب الصليبية، وتلك المواقف من أعلى مستويات الحكم يجب أن تواجهها حكومات المسلمين بمواقف مناسبة لها، قبل أن تصل الشعوب لنقطة اللاعودة، وأخطر ما قد ينشر العنف هو أن يكون خطاب الكراهية بلسان الحكام والقيادات وليس الأفراد.

وكانت قارة أوروبا قد شهدت منذ بداية القرن الماضي تطورات كبيرة في القطاعات الإدارية والقانونية والعلمية، وهو ما انعكس على اقتصاداتها، وبسبب ذلك أصبحت تقود زمام الأمور في العالم ككل، ومن المستغرب أن مظاهر التطور تلك لم تنعكس على التطور الفكري من ناحية احترام الآخرين ودياناتهم وثقافاتهم، فهل يعقل أن يحترم المتعلم والمتحضر الأوروبي حقوق المثليين، بينما يُسخّر أجهزته الإعلامية لمحاربة دين الإسلام، رغم ما يحمله من خير للبشرية جمعاء؟!

الحقيقة التي لا نستطيع تجاهلها رغم ظروفنا الصعبة، ولكننا لا نسعى لها في أغلب دول العالم الإسلامي، أن الأمور تسير نحو زيادة العنف نتيجة ازدراء العالم الغربي للقرآن الكريم ونصوصه التي لا تعجبهم، ويريدون علانية إسلاماً على طريقتهم الغربية ممسوخاً تماماً من جوهره العقائدي الإيماني، وهذا ما لا يمكن أن يحدث، حتى لو وجدوا بيننا من انسلخ عن دينه ويدعي التحضر والتطور.

إن الاستمرار في الإساءة للرموز الدينية، وخصوصاً ما يحدث تجاه القرآن الكريم في دول شمال العالم، والتي تتباهى باستقرارها وأمنها، يُنذر بعواقب وخيمة على الجميع، ويولّد ردود فعل قد تنفجر في أي وقت وأي مكان، ومثل تلك الحروب لا تستطيع الحكومات التحكم في تفاصيلها.

ولذلك نكرر دعوتنا للعقلاء وأصحاب الرأي، وهم موجودون، بالعمل على نبذ خطاب الكراهية واحترام حقوق المسلمين في حريتهم في العبادة، وعدم المساس بالقرآن الكريم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل ما تحدثنا عنه فقط ضمن إطار القدرات البشرية وردود فعلها، ولكن قدرة الله تعالى على حماية القرآن الكريم لَهِي قدرة عظيمة، لا يمكن أن نتنبأ بها، وقد خسف الأرض وأباد شعوباً عاصية في أزمان ماضية، جلت قدرته، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [سورة إبراهيم: 42].



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرابطون في الأقصى خير من يدافعون عن حرمات المسلمين وماتبقى ...
- فلسطين لا تتسع لدولتين، والشعب الفلسطيني سيفرض الواقع في نها ...
- في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني: كل المؤشرات تؤكد زوال الكيان ال ...
- رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكر ...
- في ذكرى وعد بلفور المشؤوم: الكبار يموتون.. والصغار على العهد ...
- الانقلابات على أنظمة الحكم تعمق الانقسام المجتمعي وتغلق طرق ...
- هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحا ...
- قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لم ...
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...
- لماذا أصبحت جرائم الاحتلال في فلسطين مجرد خبر في الإعلام الم ...
- لماذا تطورت لغة العنف في النزاعات العشائرية في الأردن؟ وإلى ...
- محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -ي ...
- في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامي ...
- معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل ...
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي فريح عيد ابو صعيليك - يحترمون حقوق الحيوان وينتهكون حقوق المسلمين! هل أحرق متطرفو السويد المصاحف أم “مبادئ الغرب” المزيفة؟