أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحات المواطنين؟














المزيد.....

هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحات المواطنين؟


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب م.علي أبو صعيليك

قسَّم النظام الانتخابي الجديد الذي أفرزته توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية المملكة إلى دائرة عامة واحدة تشمل كافة أنحاء المملكة وأيضا 18 دائرة انتخابية محلية موزعة بين المحافظات، بحيث يكون مجموع أعضاء مجلس النواب 138 نائباً، منهم 41 مقعد مخصص للدائرة العامة المخصصة للأحزاب السياسية والتي لها أيضاً مقعدان على الأقل للمسيحيين ومقعد واحد على الأقل للشركس والشيشان، إضافة إلى تلك التقسيمات فقد أوصت اللجنة أيضا ببعض الميزات للمرأة والشباب ليضمن وجود تمثيل لمختلف الشرائح المجتمعية.

ورغم أن الحياة البرلمانية في الأردن تعتبر من التجارب الرائدة في المنطقة، إذ بدأت عام 1923 إلا أن فكرة مراجعة القانون الانتخابي في الأردن هي إجراء قد سبق الكثير من الدورات الانتخابية السابقة، ونادرا ما تم الاستمرار بنفس القانون الانتخابي لثلاثة دورات متتالية، ورغم عراقة التجربة إلا أن استمرار مراجعة وتغيير النظام الانتخابي يعني بشكل أو بأخر عدم نضوج تلك التجربة.

على سبيل المثال في انتخابات عام 2013 تم تخصيص 27 مقعد للقوائم الوطنية من أجل دعم الأحزاب السياسية وباقي المقاعد للمستقلين، وهي تجربة مشابهة كثيراً في مضمونها للقانون المقترح حاليا للانتخابات المقبلة بعد أكثر من عامين، ولكن لم يتم الصبر على تلك الفكرة في حينها وبالتالي لم تؤتي ثمارها وتم تغييرها في الدورة الانتخابية التالية، فهل يتم الصبر على التجربة الجديدة؟

وعلى الجانب الأخر فإن البحث المستمر عن حياة كريمة وكذلك الانتماءات العشائرية والعائلية تشكل أبرز دوافع المواطن الانتخابية وهذه الدوافع لم يقترب القانون منها.
الحياة الكريمة بتفاصيلها الأساسية من نظام تعليم متطور ونظام صحي وفرص عمل وبنية تحتية وغيرها متراجعة كثيراً مع تردي الأوضاع الاقتصادية ومع جائحة الكورونا أصبح التحدي أكبر بكثير من إمكانيات شريحة واسعة من المواطنين، ولذلك فإن أغلب النواب يجدون أنفسهم في مسيرة دائمة من العمل على حل مشاكل الناخبين.

ولذلك ومع مرور التجارب الانتخابية التي لم تنعكس ايجابياً على هذه التفاصيل الحياتية، يجد المواطن نفسه في حيرة من أمره من جدوى سلسة التغييرات التي تصيب القوانين الانتخابية قبل كل دورة جديدة، ويزداد النفور وابتعاد شريحة من المواطنين عن صناديق الاقتراع.
أما من ناحية الانتماءات العشائرية والعائلية فإن الشريحة الأكبر من المواطنين تفضل مرشح العشيرة لأنها تجد فيه الميزات الخدماتية، وهذا ما يؤكده إحجام بعض أعضاء الأحزاب عن الترشح في الدوائر المحلية بصفتهم الحزبية وتفضيلهم للترشح بصفة شخصية واجتماعية وذلك لزيادة فرصته في النجاح.

ولذلك فإن الفجوة بين الأحزاب بأنظمتها الفكرية وبين العشائرية بطموحاتها وعمقها الشعبي هي فجوة عميقة لم يعمل القانون الانتخابي على إيجاد نقاط تلاقي بينهما بما يزيد من فرصة الأحزاب في انتشارها خصوصا خارج العاصمة عمان، وبالتالي يبقى القانون الانتخابي الذي لا يتعامل مع هذه الجزئية قانون غير ناضج.

الحياة الحزبية في الأردن لم تأخذ فرصاً كافيةً لكي تنتشر بين الناس بما قد ينعكس إيجاباً على المجتمع، وباستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي لم يستطع أي فكر حزبي أن يجد له قاعدة شعبية وهذا له أسباب عديدة أبرزها تقييد الفكر الحزبي الذي قد يكون بسبب القلق من هاجس سيطرة التيار الإسلامي الشعبية.

وعلى سبيل المثال وفي المملكة المغربية الشقيقة وصل حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية للبرلمان وشَكَّلَ الحكومة المغربية عدة دورات ومؤخراً خسر الانتخابات وهذه التجربة يمكن القياس عليها "بما يتناسب مع النموذج الأردني" بأن وصول التيار الإسلامي ليس بالهاجس خصوصاً مع وجود دستور للدولة يعمل الحزب في إطاره.
أصبح التجديد في الحياة العامة من ناحية الفكر والشخوص أفضل بمراحل من استمرار نفس الفكر التقليدي بشخوصه مطلباً شعبياً، خصوصاً أن الاقتصاد "عصب الحياة" لابد له من إدارات غير تقليدية تدير الدفة بإبداع نحو بر الأمان، ويوجد العديد من التجارب الناجحة عالمياً في الإبداع والإبتكار يمكن الاستفادة منها وأبرزها سنغافورة التي لا تختلف مقوماتها عن مقومات وطننا.

مما لا شك فيه أن تشجيع القانون الانتخابي المقترح للفكر الحزبي ستكون له فوائده على المدى البعيد عندما تنضج الفكرة في المجتمع بشرط أن يتم تنفيذ الفكرة بدون محاباة لطرف على حساب طرف أخر وأن يكون هنالك استمرارية للقانون الانتخابي لا أن يكون حقل تجارب كما جرت العادة في أغلب الدورات الانتخابية السابقة



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لم ...
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...
- لماذا أصبحت جرائم الاحتلال في فلسطين مجرد خبر في الإعلام الم ...
- لماذا تطورت لغة العنف في النزاعات العشائرية في الأردن؟ وإلى ...
- محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -ي ...
- في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامي ...
- معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل ...
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب
- خالد مشعل الشاهد الحي على الفكر الإجرامي للمحتل الصهيوني.
- في ذكرى حصار صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس.. ما أشبه اليوم ...
- الذاكرة الحيه: مذبحة صبرا وشاتيلا التي لم يهتز لها ضمير البش ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحات المواطنين؟