أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي فريح عيد ابو صعيليك - معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل المتراكم.














المزيد.....

معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل المتراكم.


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 21:25
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


كتب م.علي أبو صعيليك

الترهل الإداري والذي يصل إلى حد الفساد هو السمة السائدة في العمل الإداري في دول العالم الثالث وهو أحد أهم أسباب التخلف الأكاديمي والصحي والاقتصادي والمالي والسياسي وبالتالي فالنتيجة الطبيعية هي حدوث المصائب بين الحين والآخر وحجم بعض تلك المصائب يكون كبيراً بحيث لا يمر مرور الكرام.

صحيح أن الجميع في الأردن ينتظر نتائج التحقيق وكشف حيثيات وتفاصيل ما حدث بالأمس في فاجعة مستشفى السلط في الأردن والتي نتج عنها وفاة ستة مواطنين على الأقل بسبب عدم وجود "أكسجين" في المستشفى، ومن ثم معاقبة من تسبب بها.

ولكن لا يمكن أن تخرج أسباب الفاجعة عن إطار الترهل والإهمال والتقصير الإداري في العمل وهي مشاكل عميقة متراكمة منذ عشرات السنين، والسبب في توقع هذه النتيجة هو أنها ليست المأساة الأولى في القطاع الطبي ولكن ما يميزها هو حجم المصاب وعدد الوفيات الكبير.

القطاع الطبي في الأردن يعاني كثيراً منذ عقود وقد سبق أن ظهرت تلك المشاكل إلى العلن من خلال عدة إضرابات عن العمل قامت بها كوادر القطاع الطبي مراتٍ عديدة في وزارة الصحة ونقابة الأطباء للمطالبة ببعض الحقوق منها تحسين ظروف العمل وتقليل الفجوة في الحقوق ما بين القطاع العام والخاص!

ومع مراجعة كيفية معالجة معظم الأزمات التي حصلت سابقاً في القطاع الصحي تحديداً؛ فإن الفزعة هي السمة السائدة في الحلول وما تلبث الأمور أن تعود بعدها بفترة لنفس النقطة وكأننا ندور في حلقة مفرغة عاجزين عن إيجاد حلول طويلة الأمد لتطوير هذا القطاع الأساسي.

الفرق الأن في كيفية التعامل مع فاجعة مستشفى السلط هو في سرعة التصرف من خلال إقالة وزير الصحة وبعض المسؤولين كإجراء فوري مع أن الأصل هو اعتماد التحقيق والمساءلة لكي يتبين المقصرين ومن ثم محاسبتهم، إلا إذا كان الهدف مما حصل هو تقديم "كبش فداء" ولملمة المأساة وطي الملفات.

الحقيقة أن القطاع الصحي يحتاج للتطوير منذ زمنٍ ليس بالقصير، وحسب مطالبات نقابة الأطباء فهنالك فجوة كبيرة في الأجور بين القطاع العام والقطاع الخاص وأيضاً هنالك نقصٌ في الكوادر الطبية المتخصصة بشقيها الأطباء والممرضين وكذلك نقص في المعدات والتجهيزات.

إن توفير العلاج مسؤولية الدولة ورغم ذلك فهنالك نقص في عدد المستشفيات في العاصمة عمان وباقي محافظات المملكة، والعديد من الخدمات الطبية لا تتوفر في المحافظات وأصبح العُرف الاجتماعي أن يبحث المواطن عن "واسطةُ" لكي يحصل على تحويل لمستشفيات وزارة الصحة في عمان!


ليس هذا فحسب، بل يبحث الكثير من المواطنين عن إعفاء من هنا أو هناك لكي يحصل على العلاج في مستشفى حكومي لإجراء عملية؛ لأن العديد من المواطنين غير قادرين على دفع تكاليف العلاج!

ولا يعقل أن يشكل توفير الأكسجين لكافة المستشفيات بشكل مستمر تحدياً كبيراً تواجهه وزارة الصحة حتى وصل الأمر لاستيراده من السعودية والكويت، فإنتاج الأكسجين الطبي من خلال مولدات خاصة لا ينطوي على إمكانيات مالية كبيرة، بل يحتاج إلى قرار.

على الجانب الآخر لا يمكن إغفال الجانب الإيجابي في ردة الفعل الرسمية على الفاجعة وعلى أعلى مستوى بدايةً من الملك عبد الله الثاني والذي تواجد بسرعة في المستشفى وبزيه العسكري وهذا له مدلولاته وفي ذلك قدوة حسنة يفترض أن تكون رسالة قوية للمسؤولين بشكل عام.

وكذلك وزير الصحة رغم إقالته فقد كان على الموعد ،وهو ما فعله العديد من المسؤولين ومنهم النواب وهذه ميزة في الأردن بالمقارنة مع المحيط العربي الذي ينعزل فيه المسؤولين تماماً عن الشعوب؛ بل في أزماتٍ مشابهة لما حصل في الأردن فقد تم تحميل من نقل الحدث إلى وسائل الإعلام المسؤولية عن الحدث، بل وأكثر من ذلك حيث تم نفي وقوع الحدث أصلاً مع أنه مُوثّق بالصور والفيديوهات!

إن المواطن الأردني محب لوطنه بفطرته ورغم شدة الحزن على المصاب الجلل والترحم على من توفى، إلا أنه ينتظر أن يكون هناك علاج من نوعٍ جديد لمشاكل القطاع الصحي بعيداً عن الفزعة التقليدية، فهل يعقل أن يكون في الأردن أطباء عاطلين عن العمل؟!

من الناحية الأكاديمية فإن الكفاءات الطبية الأردنية مشهود لها بالتميز والكفاءة رغم بعض الهفوات بين الحين والآخر، وتُصدّر الأردن سنوياً العديد من تلك الكفاءات إلى دول الجوار ولذلك يُنتَظر من الحكومة تغيير سياساتها تجاه هذا القطاع من حيث توفير ظروف العمل المناسبة وزيادة عدد المستشفيات والكوادر وإلا فسنبقى ندور في نفس الحلقة.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب
- خالد مشعل الشاهد الحي على الفكر الإجرامي للمحتل الصهيوني.
- في ذكرى حصار صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس.. ما أشبه اليوم ...
- الذاكرة الحيه: مذبحة صبرا وشاتيلا التي لم يهتز لها ضمير البش ...
- كيف تتكون الحاضنة الشعبية للطبقة السياسية في الأردن؟
- هل هاجس وصول التيار الإسلامي للبرلمان هو الشماعة لوجود القان ...
- الشعب العربي حَجَر الزَّاوية في عدالة قضية فلسطين
- في ذكرى مجزرة مخيم تل الزعتر مازال المجرمون يمارسون القتل
- لماذا تغيب لغة العقل والحكمة والمحبة؟
- ما لهذا خلقنا !
- هل هنالك إصلاح إقتصادي حقيقي؟
- هل للواسطة حاضنة شعبية؟


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - علي فريح عيد ابو صعيليك - معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل المتراكم.