أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل للواسطة حاضنة شعبية؟














المزيد.....

هل للواسطة حاضنة شعبية؟


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب م.علي فريح ابوصعيليك

لا جديد يذكر ولا قديم يُعاد، فقد هاجم مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي في الأردن مؤخرا تعيين (موظفة) في منصب مهم وبراتب عالي، ونظرا لتوقيت التعيين وحجم الراتب حيث يعاني الأردنيون الأمرين من صعوبات حياتية شديدة مع إنخفاض الرواتب وغياب فرص العمل وفقدان العديد لوضائفهم ويأتي هذا التعيين ليزيد الطين بلة حيث تم طرح العديد من التساؤلات عن جدوى هذا التعيين بهذا الراتب والتوقيت ومدى أحقية الموظفة وجاء توضيح الحكومة ليزيد التساؤلات حيث تبين أن تعيينها تم رغم عدم دخولها في التنافس وإلامتحانات وغيرها من متطلبات الوظيفة، ويأتي هذا الحدث التقليدي في الأردن ليفتح الباب على مصراعيه أمام التساؤلات بخصوص مساهمة الواسطة في تردي الحال في المملكة وأيضا تساؤل أخر يتعلق بحقيقة قناعة الغالبية من المواطنين بالواسطة أم رفضهم لها؟


مفهوم الواسطة الذي يتم الحديث عنه هي تلك الوسيلة التي يتم فيها إستخدام النفوذ أو المال من أجل الحصول على مكتسبات غير مستحقه وليس بالضرورة ان تكون دائما على حساب شخص أخر ففي أحيان عديدة تكون على حساب الوطن، والوطن هو المتظرر الأكبر فعلى سبيل المثال يتم إستخدام الواسطة في تمرير معاملة غير قانونية أو إحالة عطاء عطاء على جهة ما بدون وجه حق، ويتم اللجوء للواسطة غالبا من خلال أنماط تقليلده مثل صلة القرابة أو وجود معرفة وهذه تأتي تحت بند الخدمة وفي شكل أخر للواسطة يتم إستخدام المال من أجل الحصول على وظيفة أو تمرير معاملة وقد يكون الموضوع أكبر من ذلك بكثير عندما يتعلق الأمر بالعطاءات التي تتم إحالتها على جهة دون أخرى سواء مقابل مالي أو بنفوذ السلطة، وجاء في العديد من التفاسير التي تخص الأية الكريمة {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} إن الشفاعة هي الواسطة وقد تكون حسنة أو سيئة، والواسطة الحسنة تكون لدفع الظلم وإيصال الحقوق إلى أصحابها وإغاثة الملهوف.


والحقيقة أن الواسطة متجذرة في العديد من دول العالم وليست هي صفة محلية أردنية أو عربية ويتم اللجوء لها في الغالب نظرا لعدم المساواه في تطبيق القوانين وتغييب القوانين بقوة سلطة الأفراد وفي العديد من المجتمعات التي إنعدمت فيها الواسطة مثل ألمانيا واليابان وسنغافورة فقد شهدت هذه البلاد نهظة كبيرة في مختلف المجالات بل ويمتاز المواطنين في اليابان وألمانيا على سبيل الحصر بدرجة عالية من مفاهيم الولاء والإنتماء لموطنه وثقافته التي يساهم بترسيخها بسلوكياته ولذلك قد يتم تصنيف الواسطة انها أحد الأدوات التي تساهم في تخلف وتراجع البلدان بشكل عام، ويتزايد إستخدامها أو يقل حسب درجة تطبيق القوانين العامة على الجميع بدون تقسيم المجتمعات إلى فئات وطبقات.


ومحليا تظهر بين الحين والأخر قضية واسطة كبيرة تأخذ صدى كبير بين المواطنين ويتم توجيه أسهم النقد الشديد الذي يصل إلى درجة التجريح في بعض الأحيان مع العلم بأن العديد ممن يقومون بالنقد والتجريح يمارسون مفهوم الواسطة يوميا في حياتهم بشكل أو بأخر ومن الحقائق الأخرى أن ثقافة الواسطة مترسخة جدا في القطاع الحكومي والقطاع الخاص ولذلك لا يمكن للفرد ان يكون مثاليا ويتجنب اللجوء للواسطة عند توفرها لكي يحصل على حقوقه علما أن الحقوق يفترض أن يكفلها القانون، والحقيقة في شأن الواسطة أنها مفهوم شعبي عميق لا يمكن التخلص منه وفرض سيادة القانون إلا من خلال الجكومات بدرجة أساسية.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ستفرز الإنتخابات البرلمانية الأردنية مجلسا مفيداَ للوطن ...
- الوطن مابين مطرقة الإقتصاد وسندان السياسية
- مايسترو الكورونا والمظاهرات
- مقتل جورج فلويد والعنصرية ضد الفلسطينيين والأيغور !
- وتستمر الهرولة نحو المجهول
- عيد باهت بقرار رسمي !
- في الإقتصاد قوة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فريح عيد ابو صعيليك - هل للواسطة حاضنة شعبية؟