أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -يسلموا ايديك-














المزيد.....

محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -يسلموا ايديك-


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 07:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



محاولة جديدة من الموساد الإسرائيلي لاختراق حاجز الرفض الشعبي العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين العربية وهذه المرة كانت المحاولة البائسة في الأردن تحت مسمى "مشروع يسلموا يديك" والذي تم من خلاله استغلال نساء يعانين الجهل والفقر المدقع وقلة الحيلة في منطقة غور الصافي التي تقع بجوار البحر الميت وهي منطقة يعاني أهلها من ويلات الفقر.

القصة ظهرت إلى العلن من خلال الفيديو الذي نشره أحد المواقع الصهيونية وقام بحذفه لاحقاً، وتظهر فيه مجموعة من السيدات الأردنيات اللواتي يعملن في الأشغال اليدوية مع موظفات الموساد اللاتي يعملن تحت غطاء الأعمال التنموية والتي يتم من خلالها تمويل الأشغال اليدوية التي تتقنها الأردنيات.

كان واضحاً استغلال فقر وجهل بعض السيدات واستقطابهم من خلال إحدى جمعيات المجتمع المدني، ويتضح ذلك من حديث إحداهن وهي سيدة في الخمسينيات من عمرها حيث عرفت عن نفسها بأنها أرملة يقع على كاهلها إعالة أبناءها.

وكذلك ومن خلال المنطقة التي تم تصوير الفيديو فيها وهي منطقة غور الصافي التي تقع على الشريط الحدودي بين الأردن وفلسطين حيث يغلب على هذه المنطقة الفقر وقلة التعليم حالها كحال العديد من قرى الشريط الحدودي، وهو ما يفسر عجز محاولة التطبيع لأنها اعتمدت على استغلال عاملي الفقر والجهل.

ولا شك أن هناك فيديوهات أخرى جهزها الموساد وقد ينشرها تباعاً، حيث نشطت في السنوات الأخيرة مؤسسات غربية في الأردن تقوم بتمويل المشاريع التنموية تستهدف فئة البسطاء وخصوصاً العنصر النسائي الباحث عن مصدر دخل لإعالة أسرة فقدت معيلها من خلال الوفاة أو الطلاق أو غيرها من الأسباب.

وما أن تم الكشف عن الموضوع ، حتى ظهر الفكر الحقيقي للمواطن الأردني الرافض للتطبيع، وحتى من وقع منهم فريسةً للتطبيع للاستفادة ببعض الدنانير فإنه يبرأ بنفسه أو يتوارى عن الأنظار، وهذا أحد مؤشرات استمرار الرفض الشعبي لوجود الكيان الصهيوني.

لكن ما يلفت النظر والاستغراب حقيقةً هو الموقف الرسمي حيث لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة على الموضوع، فبالرغم من وجود اتفاقية رسمية بين الأردن والكيان الصهيوني، إلا أن الحكومات التي تناوبت على إدارة الأمور منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994 تدرك جيدا الرفض الشعبي لوجود الكيان الصهيوني حيث يعتبر التطبيع خيانة في عقلية المواطن الأردني.


أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي حالة الغضب الشعبي من محتويات ذلك الفيديو لكن وبالرغم من ذلك يدرك البعض الجوانب المحيطة بنشر الفيديو من حيث تزامن توقيت نشره مع ذكرى معركة الكرامة ،التي سجل فيها الجيش الأردني نصراً على قوات الاحتلال، كذلك اختيار منطقة غور الصافي لتصوير الفيديو وهي قرية تقع في غور الأردن الواقعة فيه أيضاً منطقة الكرامة تلك التي شهدت هزيمة قوات الاحتلال عام 1968 .

على الجانب الأخر تكشف هذه المحاولة الحاجة الماسة لتكثيف العمل الشعبي على مساعدة جمعيات المجتمع المدني التي تنشط وسط شريحة كبيرة من النساء الباحثات عن مصدر دخل يعيل أسرهن، وذلك لقطع الطريق على المؤسسات الغربية المشبوهة والمجهولة من ناحية مصادر تمويلها والتي نشطت في الأردن في السنوات الأخيرة من خلال العديد من النشاطات ومنها توفير دورات تدريبية مجانية تستهدف النساء خاصة ً الباحثات عن دخل مادي لتحسين ظروفهم المادية.

إن استهداف المرأة الأردنية لفرض التطبيع ما هو إلا جهد بائس من الموساد، فالمرأة الأردنية هي التي أنجبت رجالاً روت دمائهم أرض فلسطين ولن تكون هدفا سهل المنال للموساد.

وكذلك فإن استخدام الطابع الإنساني في الموضوع ونزع صفة الاحتلال عن الجانب الإسرائيلي وترويج بعض المعاني الإنسانية ما هو إلا جهد بائس، حيث يتابع المواطن العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص ما يحدث من جرائم ترتكبها أيادي القتل الصهيونية يومياً لأهل فلسطين.

إن محاولات التطبيع الصهيوني مستمرة كما أشرنا، فقبل عدة أشهر عمل الموساد على استغلال شعبية الفنان المصري محمد رمضان عن طريق تصويره في سهرة مع ممثل صهيوني، والذي واجهه الشعب العربي عموماً والمصري خصوصاً بهجوم حاد، ما لبث بعده النجم المصري حتى أبدى ندمه الشديد وإنكاره معرفة الممثل الذي تصور برفقته، وتم منع رمضان من ممارسة مهنة التمثيل مؤقتاً، وهو ما يؤكد قوة وأهمية الشارع العربي المناهض لوجود الكيان الصهيوني والذي لم ينجح في التطبيع إلا مع بعض الحكومات دون شعوبها،.

الحقيقة أن هنالك استمرارية لمحاولات التطبيع التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني وأجهزته منذ زمن طويل في الدول العربية التي وقعت ما يسمى "اتفاقيات سلام" وتحديداً مصر والأردن، وفي كلا البلدين هناك رفض شعبي عميق جداً لوجود الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ورغم مضي أكثر من أربعين عام على توقيع اتفاقية" كامب ديفيد" وأكثر من ربع قرن على توقيع اتفاقية "وادي عربه" فإن الموقف الشعبي لم يتغير قيد أنملة بل ويزداد وعي الأجيال بحقيقة الكيان الصهيوني المحتل والغاصب لأرض فلسطين.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامي ...
- معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل ...
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب
- خالد مشعل الشاهد الحي على الفكر الإجرامي للمحتل الصهيوني.
- في ذكرى حصار صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس.. ما أشبه اليوم ...
- الذاكرة الحيه: مذبحة صبرا وشاتيلا التي لم يهتز لها ضمير البش ...
- كيف تتكون الحاضنة الشعبية للطبقة السياسية في الأردن؟
- هل هاجس وصول التيار الإسلامي للبرلمان هو الشماعة لوجود القان ...
- الشعب العربي حَجَر الزَّاوية في عدالة قضية فلسطين
- في ذكرى مجزرة مخيم تل الزعتر مازال المجرمون يمارسون القتل
- لماذا تغيب لغة العقل والحكمة والمحبة؟
- ما لهذا خلقنا !


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -يسلموا ايديك-