أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكرة تطبيع الصهاينة مع الشعب العربي.














المزيد.....

رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكرة تطبيع الصهاينة مع الشعب العربي.


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7085 - 2021 / 11 / 23 - 02:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


يعمل الاحتلال الصهيوني وفق خطط طويلة الأمد لكي يجد مكاناً قيادياً وسط المنطقة العربية، وبعد سلسلة حروب عسكرية، انتقل إلى مرحلة اتفاقيات التطبيع لإقرار وجوده وهو ما حدث مع عدة دول عربية، ولكن قيادات المحتل تدرك جيداً أنه سيبقى كيان منبوذ طالما لم يتقبل وجوده الإنسان الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام ولذلك فهو يقوم بجهود كبيرة من اجل الوصول إلى التطبيع مع الشعوب العربية، ولكن هيهات!
الاتفاقية الأولى التي وقعها ودفع حياته ثمناً لها الرئيس المصري أنور السادات في سبتمبر 1978 لم تخرج من إطار الورق الذي كتبت عليه، الشعب العربي المصري وقف كالسد المنيع ضد التطبيع، ولم تنجح الجهود والأموال الضخمة التي تم ضخها هنا وهناك من أجل أن يعترف بها الإنسان المصري.
ورغم التنوع الفكري في مصر فقد كان العامل المشترك بين جميع التيارات الفكرية رغم اختلافاتها العميقة هو التصدي لكل محاولات التطبيع، وقد كان الشعب المصري ولازال رائداً في نبذ وجود أي شكل من أشكال التطبيع مع المحتل الصهيوني، ولازالت قصة صورة الفنان المصري محمد رمضان مع ممثل صهيوني العام الماضي ماثلة للعيان وكم الجهد الذي عاد وبذله النجم المصري من أجل تبييض صورته أمام الرأي العام المصري والعربي بإنكاره معرفته هوية من تصور معه.
الفن هو أحد أبرز الأبواب التي حاول خبراء التطبيع الوصول للمواطن المصري من خلالها، ولكنها لم تكن البوابة الوحيدة لمحاولات التطبيع الفاشلة، فهنالك محاولات في قطاعات التعليم والثقافة والسياحة والرياضة وكذلك سوق العمل.

بالمصادفة وقبل عدة أيام نسف مجموعة شباب وشابات مصريين كل جهود التطبيع عرض الحائط وبكل بساطة وهم في رحلة سياحية في مدينة ذهب المصرية عندما تواجد مجموعة سياح من الكيان الصهيوني معهم في نفس القارب، فقط قاموا بغناء كلمات أغنية "أنا دمي فلسطيني"، إنها شواهد على أن التطبيع لن يمر شعبياً.
جهود التطبيع لا تقتصر على مصر وإن كانت مصر هي المحور الرئيسي، حيث تشهد الساحة الشعبية في الأردن التي ترتبط مع الكيان الصهيوني باتفاقية وادي عربة الموقعة عام 1994 العديد من جهود التطبيع الفاشلة التي استهدفت عدة قطاعات، اشتهرت بداية هذا العام قصة مشروع "يسلمو إيديك" والذي تم من خلاله استغلال نساء يعانين الجهل والفقر المدقع وقلة الحيلة في منطقة غور الصافي التي تقع بجوار البحر الميت وهي منطقة يعاني أهلها من ويلات الفقر، وذلك من خلال إقامة مشروع أشغال يدوية مع سيدات من الكيان الصهيوني.

هنالك العديد من المشاريع التنموية التي تقيمها جمعيات المجتمع المدني الخيرية ويتم تمويلها من قبل هيئات أجنبية مشبوهة ما تلبث أن تكشف عن وجهها الصهيوني، ولكنها تصدم بعقلية المواطن الأردني والذي رغم معاناته المادية إلا أنه ينتصر دائما لقضيته القومية ويعتبر التطبيع خيانة.
محاولة استغلال حاجة الناس المادية وظروفهم الصعبة ليست بالشيء الجديد على الكيان الصهيوني، ولكن ما استجد هو استخدام أبناء جلدتنا العربية في تحقيق أمنيات التطبيع البائسة، ولكن لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، فعمان شقيقة القاهرة بشبابها وشاباتها أعلنوها بوضوح: جميع طرق التطبيع مغلقة حتى زوال الاحتلال عن أرض فلسطين.
الجامعات الأردنية كانت مؤخراً مسرحاً لمحاولات التطبيع بعدة أشكال، والمستغرب هو لماذا اختار العدو الصهيوني قطاعاً نسبة فشل التطبيع فيه مؤكدة، وهنا تكمن علامات الاستفهام؛ قطاع التعليم في الأردن يتواجد فيه قوى طلابية مؤثره جداً ومثقفة ورافضة بالمطلق للتطبيع، هل غابت الدراسات الإستراتيجية عن الصهاينة لمعرفة ذلك؟ أم هي مجرد بالونات اختبار لقياس نسبة التغير الطلابي في قبول التطبيع مع وجود منافع مادية؟

مما لاشك فيه أن جهود التطبيع ستستمر لأن قيادات الكيان الصهيوني المحتل مدركة تماما أن استمرار وجود الكيان مرتبط ليس فقط بزيادة القوة العسكرية، بل بتقبل الشعب العربي لوجوده وهي مهمة أثبتت السنوات أنها مهمة مستحيلة، لأن الموضوع لا ينتهي بدفع أموال وغيرها من المغريات، أنه وطن وتاريخ وشهداء وأسرى وأرض وحقوق وتفاصيل يعجز الصهاينة والخونة عن فهمها ولذلك يتخذون لغاية الآن طرق محكوم عليها بالفشل لأن عقلية الشعب العربي تعتبر التطبيع خيانة والكيان الصهيوني محتل.



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى وعد بلفور المشؤوم: الكبار يموتون.. والصغار على العهد ...
- الانقلابات على أنظمة الحكم تعمق الانقسام المجتمعي وتغلق طرق ...
- هل تستمر الفجوة في الأردن بين القانون الانتخابي ومستوى طموحا ...
- قانونياً الجريمة لا تسقط بالتقادم، ومحاكمة النازيين نموذج لم ...
- إن غاب جسده فلن تغيب كلماته: غسان كنفاني قصة لاجئ فلسطيني في ...
- مع ذكرى النكبة: أحداث حي الشيخ جراح تثبت فشل الكيان الصهيوني ...
- لماذا أصبحت جرائم الاحتلال في فلسطين مجرد خبر في الإعلام الم ...
- لماذا تطورت لغة العنف في النزاعات العشائرية في الأردن؟ وإلى ...
- محاولات التطبيع الصهيوني تطل برأسها من جديد من خلال مشروع -ي ...
- في ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامي ...
- معالجة المصائب بمنطق الفزعات لا يطور الأداء الإداري المترهل ...
- تفكك الإتحاد السوفيتي، تجربة مستنسخة لنهاية قريبة للكيان الص ...
- في ذكرى الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، إنتفاضة الحجارة التي حر ...
- الشعب العربي هو الرقم الصعب في المنطقة، حقيقة يدركها الكيان ...
- العودة للتنسيق مع الكيان الصهيوني خطأ كبير، والرهان خاسر على ...
- رحيل الصحفي البريطاني روبرت فيسك مع ذكرى وعد بلفور المشؤوم!
- المقاطعة إسلوب حضاري ومؤثر، والإسلام دين المحبة
- مدن فلسطين: شواهد على التاريخ.. بئر السبع عاصمة النقب
- الهوية الوطنية وتحديات الحياة المعاصرة
- مدن فلسطين شواهد على التاريخ... بئر السبع عاصمة النقب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي فريح عيد ابو صعيليك - رغم ضخامة الإنفاق والأساليب المبتكرة؛ إلا أن الفشل يلازم فكرة تطبيع الصهاينة مع الشعب العربي.