أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي فريح عيد ابو صعيليك - لن تخدعنا حضارة الغرب، فهي قائمة على العدائية ونهب ثروات الشعوب














المزيد.....

لن تخدعنا حضارة الغرب، فهي قائمة على العدائية ونهب ثروات الشعوب


علي فريح عيد ابو صعيليك
مهندس وكاتب أردني

(Ali Abu-saleek)


الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 13:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كتب م.علي أبو صعيليك

تابعنا ولا زلنا نتابع تبعات موضوع بعض لاعبي كرة القدم العرب والمسلمين المحترفين في فرنسا ورفضهم ارتداء قمصان تدعم ظاهرة الشذوذ الجنسي "حقوق المثلية" وأبرز هؤلاء اللاعبين المصري مصطفى محمد والمغربي زكريا أبو خلال.

وعلى الرغم من أنها ليست أفكاراً شعبية، إلا أن هنالك العديد من الدوافع في فرنسا وغيرها من الدول الغربية لدعم الشذوذ "حقوق المثلية" ، منها مفاهيم الحريات التي تم تشريعها قانونياً بحيث أصبحت ليست مجرد حريات إنما هي حقوق، أيضاً هنالك أسباب تجارية حيث تدعم العديد من المؤسسات الكبرى هذه الأفكار لأنها متوافقة مع فكرها المادي الرأسمالي.

لكننا نتساءل لماذا يتم إجبار لاعبي كرة القدم خصوصاً في فرنسا على دعم هذه الأفكار رغم أنها مفاهيم لا تتعلق بكرة القدم؟ هل للأمر علاقة بشعبية كرة القدم الجارفة في العالم؟ ولأنها وسيلة استراتيجية لتسويق أي فكرة أو منتج بين الشباب بمختلف مستوياتهم الاجتماعية وأفكارهم الدينية؟ لماذا لم يترك الأمر للّاعبين ليقرروا حقهم في المشاركة من عدمها في دعم الظاهرة، خصوصاً وهم يؤدون وظيفتهم كلاعبي كرة قدم في دول تتميز بأنها تتبع الفكر الديموقراطي؟

تعود أصول الفكرة تاريخياً إلى زمن نبي الله تعالى لوط عليه السلام، إلا أن عودتها في آخر عقد من الزمن مرتبط بحقيقة حضارة العالم الغربي، فكما يمكننا رؤية العديد من إيجابيات تلك الحضارة خصوصاً فيما يتعلق بتطور العلوم والطب والهندسة والصناعات التكنولوجية، لكنها في حقيقتها حضارة مفرغة تماما من القيم والمبادئ، خصوصاً أنها قامت من خلال استباحة ثروات الشعوب في قارات آسيا وأفريقيا، في الحقبة الاستعمارية الممتدة لغاية اليوم.

هنالك مسؤولية أخلاقية نؤمن ونشعر بها تجاه الأجيال الجديدة، فهذه الأجيال باتت أسيرة للتكنولوجيا التي يسيطر عليها الفكر التجاري الرأسمالي الغربي، ويتم من خلالها صناعة أجيال ممسوخة عن قضاياها، من خلال نشر التفاهة التي تستهلك الوقت وأيضا ترويج الشذوذ "المثلية" من خلال تطبيقات وبرامج عديدة تصل للجميع دون أي رقابة حكومية ولا اجتماعية!

لكن هل علينا الاستسلام أمام الواقع المادي الغربي؟ طبعاً الجواب لا، يجب أن تكون هنالك جهود، خصوصاً في القطاع التعليمي لتصحيح فكر الأجيال القادمة، يجب أن يعلموا جيداً حقيقة العالم الغربي وكيف صنع حضارته على حساب شعوب أفريقيا وآسيا.

حضارة مفرغة من القيم والشرف، مشبعة بالعنصرية وقائمة على أكاذيب كبرى، في فرنسا مثلا كراهية الإسلام تبدأ من رأس الهرم، حتى أصبحت السياسة الفرنسية مريضة ب "إسلاموفيوبيا"، وهي دولة يعتمد اقتصادها على ما تنهبه من دول أفريقيا تحديداً، بينما في عصر الإنترنت تعمل الماكينات الإعلامية على صناعة الوهم بأنها دولة ديموقراطية مع أنها لا تفرض العديد من القيود على المسلمين!

العالم الغربي الذي صنع احتلال قطعان اليهود لدولة فلسطين وتحديداً بريطانيا وفرنسا ومن ثم أمريكا في الحاضر، هو نفس العالم الذي أرسل رئيس أوكرانيا لاستجداء دعم العرب في حربها التي تخوضها نيابة عن أمريكا والغرب ضد روسياً، علماً أن أوكرانيا هي الدولة داعمة لاحتلال اليهود لفلسطين منذ البداية وأرسلت مئات الألوف من مواطنيها ليساهموا في الاحتلال كمستوطنين، إنها إحدى قمم التناقض الذي تمخضت عنه الحضارة الغربية! كيف صور لك عقلك أن تطلب دعماً من أمة عانت كثيراً من بلدك وحضارتك !؟

بالعودة إلى فرنسا تحديداً وما تمارسه من تناقضات مكشوفة في عصر السوشيال ميديا، فتصريحات مسؤوليها وربطهم الإسلام بالإرهاب تطور من خلال وزير داخليتها الذي حدد "الإسلام السني" في محاولة مفضوحة للتفريق بين المسلمين ودعم فئة على أخرى كما سبقتها لذلك أمريكا في العراق، من خلال تعزيز النعرات الضيقة وبالتالي خلق فتنة أدت إلى قتل العديد من الأبرياء في مجتمع كان متماسكاً!

إن أحاديث المسؤولين الفرنسيين المسيئة للمسلمين وكذلك استخدامها لاعبي الرياضة على غير قناعاتهم لدعم الشذوذ "المثلية" هي منطلقات رئيسية لصناعة الكراهية بين الأمم، وبالتالي صناعة العدائية التي ينتج عنها تلقائيا ردود فعل عنيفة، وبالتالي فإننا نرى أن أي عملية "إرهابية" هي نتاج طبيعي لسياسة فرنسا.

لا يدوم التفوق والقوة ولا الضعف والهوان، والتاريخ شاهداً على الكثير من التغيرات الكبرى، لذلك على القوى الكبرى وأبرزها فرنسا أن تعيد النظر في مجمل تعاملاتها ذات الدوافع العنصرية ضد المسلمين، فصحوة الأمة الإسلامية لا يمكن التنبؤ بوقت لها، وعلى الرغم من كل ما فعله الاستعمار، إلا أن هذه الأمة لا زالت تحتفظ بلغة ودين وعادات وقيم واحدة!
كاتب أردني



#علي_فريح_عيد_ابو_صعيليك (هاشتاغ)       Ali_Abu-saleek#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركتنا مع الصهاينة ستبقى معركة وجود لا معركة حدود ‎‎
- الكيان الصهيوني يتآكل، والشواهد على ذلك تتزايد.
- -في مآسي الآخرين وانكسارهم،،، كن إنسانا أو مت وأنت تحاول-
- خطورة التطبيع مع الصهاينة على المطبعين أضعاف خطورتها على فلس ...
- جيل التحرير الفلسطيني يذيق الاحتلال العلقم ويبث الروح في الأ ...
- حرق القرآن الكريم بحماية أمنية جريمة سويدية رسمية وليست فعلا ...
- التغطية على معاناة الشعوب بقضايا ساذجة، أسلوب ناجح في إغراق ...
- من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري: لابد أن تشرق شمس الحرية
- ومتى كان وجه أوروبا جميلاً أيها الواهمون، بل هو قبيح منذ الأ ...
- هل انتهت كأس العالم، يبدوا أنها مستمرة حتى تتغير موازين القو ...
- اللغة العربية أحد أبرز أسلحتنا المعطلة
- وتستمر المغرب في صناعة أسباب الفرح لأمة في أشد الحاجة للفرح
- ليست مجرد فرحة بانتصار رياضي، بل هي صفعات للمحتل الصهيوني
- على ماذا راهنت الصهيونية في تواجد صحافتها في قطر وسط الشعوب ...
- الصهيونية قائمة على التّطرّف، فلماذا نفضل يسارهم على يمينهم؟
- نظرية لافروف حول احتلال فلسطين ليست مجرد أقوال ساخرة
- سياسة الاغتيالات التي يمارسها الكيان الصهيوني تؤكد حقيقته ال ...
- لماذا ننتظر الحرب على أحر من الجمر!‎‎
- التجربة السريلانكية.. دروس وعبر قبل أن تتكرر عربياً
- خرج بينيت بجرائمه من المشهد وبقيت فلسطين رمزاً للحرية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي فريح عيد ابو صعيليك - لن تخدعنا حضارة الغرب، فهي قائمة على العدائية ونهب ثروات الشعوب