فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 00:39
المحور:
الادب والفن
وأنَا أُحرِّكُ زجاجةَ العالمِ
تناثرتْ شظاياهَا
صرْتُ العمياءَ يَا "سَارَامَاغُو"!
وصارتْ يدايَ للعالمِ
عكازةً...
وصارتِ النظاراتُ عينيَّ
أرَى بهِمَا مَاانكسرَ
منَ الزجاجةِ...
العالمُ ليسَ زجاجةً شفَّافةً
ولَازجاجةً غامقةً
تُخفِي مَا لَايُرادُ رؤيتُهُ
إنه العالمُ المُنكسرُ أصلاً
منذُ سقطْتُ منْ زجاجةِ
أُمِّي
علَى زجاجِ الإِسْفَلْتِ الحجرِيِّ...
يَاولدِي!
لَاتُحرِّكِ الزجاجةَ
قدْ تتحرَّكُ عيناكَ فِي اتجاهٍ معكوسٍ...
فتخسرُ كلَّ شيءٍ جميلٍ
ليسَ عينيْكَ فقطْ
بلْ ستخسرُكَ أنتَ بالأساسِ
تلكَ هيَ الزجاجةُ الحقيقيةُ
التِي نرَى بهَا العالمَ
إنَّهُ الأنتَ /الإنسانُ...
العالمُ يخسرُ نفسَهُ
شربَ مَا يكفِي منْ مطرِ الأرضِ والسماءِ...
الآنَ يشربُنِي
ينشفُ الرِّيقُ
والعرَقُ/
لمْ يعدْ مُمَلَّحاً...
المِلْحُ اسْتُعْمِلتْ لتسريعِ
بلْعِ العالمِ الذِي لمْ يعدْ
شهيّاً
أوْ مُغْرياً لِلْمضغِ...
ليسَ الأيلولُ الأصفرُ
ولَا الأكتوبرُ
إنَّهُ الأسودُ فِي ذاكرتِي
تبدُو الشاشةُ سوداءَ
ليسَ أيلولُ مطراً
ولَا أكتوبرُ عشباً
صارَ سُخاماً/دخاناً/
صارَ العالمُ زلزالاً
صارَ حرباً
والرصاصُ
هوَ المطرُ الأسودُ...
ليسَ أيلولُ و أكتوبرُ نسائمَ خريفٍ ظريفٍ
ورنينَ ريشٍ مُلوَّنٍ خفيفٍ
فِي ذاكرتِي...
الخريفُ
الْأَلْفَانِ والثَّلَاثَةُوالْعِشْرُونَ
عاصفةٌ
وموتٌ لَا لونَ لهُ
صارَ الموتُ ملِكاً
أوْملاكَ الألوانِ...
هذَا الأعمَى!
الذِي ألقَى بعينيْهِ
علَى رصيفِ الزجاجِ
سيرَى العالمَ منْ زجاجةٍ
تملؤُهَا :
المياهُ البيضاءُ /
والمياهُ الزرقاءُ /
دونَ عكازٍ
أوْ نظَّاراتٍ
أوْ دليلٍ...
العالمُ عاريٌ منَ الأشجارِ
الأشجارُ عاريةٌ منَ الأغصانِ
وأنَا عاريةٌ منَ العالمِ والأشجارِ
عاريةٌ منْ كلِّ شيءٍ
عاريةٌ مِنِّي
عاريةٌ منْ انتمائِي إليهِ...
أسيرُ دونَ وجهةٍ
لَا أحملُ معنَى عالمٍ
ومعنَى شجرةٍ
لَا أعرفُ :
أنَّ العالمَ شجرةٌ
تخضرُّ /
تصفرُّ /
تنمحِي /
ثمَّ يُعيدُ تدْوِيرَ نفسِهِ
بشكلٍ آخرَ
غيرَ أنْ يبقَى دوماً
شجرةً
جذورُهَا أنَا...
لكنَّهَا فقدَتْ معنايَ
واستمرَّتْ عشبةُ الخلودِ
مجردَ كلماتٍ
مَاتزالُ عالقةً فِي لسانِي
تبحثُ فِي جِينَالُوجْيَا اللغةِ
عنْ معنَى أنْ أكونَ الإنسانَ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟