أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني














المزيد.....

قراءة في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


الثلاثاء 10أكتوبر 2023

قراءة انطباعية لنص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني ؛
بقلم فاطمة شاوتي

1 _ النص : رَقْصَةُ الرِّيحِ !

المَطامِحُ التي لمْ تهُزَّها يدُ المُمكنِ
كيفَ لها
الخلاصُ مِن مُنَبّهِ المَمنوعْ؟
كَيف لها
الانفصالُ عنِ استعارةِ الكِنايَةِ؟
مِقياسُ التّنبّؤاتِ
هزيمةٌ مُضاعَفَةٌ
تُوقِعُ بُورصَةَ التّطلّعاتِ
وتُلقي بِالحلمِ خارجَ الألوانْ ..
-
مَا الحقيقةُ ،ما السّرابْ؟
البحثُ سَفَرٌ تأكُلُهُ الطريقْ
هؤُلاءِ الذينَ يُحطِّمُونَ الحياةَ
يَخْتالُونَ على أنْقاضِها
يَبْكُونَها !
مِن أينَ نأتي بِبدايةٍِ أُخرى ؟
تَسلُّقُ الخَيالِ لَهْوٌ مع الوقتِ
تعتيمُ الضّوءِ
انْغِماسٌ في الخَطيئَةِ
فَمِن أينَ تَأتي دَعائِمُ الحِكمَةِ ... ؟
-
نحنُ أبناءُ الفِطرَةِ
المُتَّهَمونَ بكْ
القَريبُونَ جدّاً مِنكْ
البَعيدُونَ كثيراً عنكْ
نحنُ الكَبيرُونَ بالحُبِّ
الجَميلُونَ بالشّمسْ
خطواتُنا لا تكفِي
لِنُغادرَ شارعاً ونُفتّشَ عنْ آخَرَ
وإنْ مَضيْنا
الطريقُ يقطعُهُ الجائرِونَ والعادِلُونْ
أيُّ الفريقيْنِ مَذهبُك؟
الوُصولُ ليسَ هديّةً
الوُصولُ مُثابَرَةٌ..
-
لا وَقتَ لِهَذَرِ الإسْفلتْ
الموعدُ بعيدٌ كَعيدٍ
قصيرٌ كفرحِهْ؛
الحلمُ قطارٌ أعرجٌ
المحطّاتُ ذاكرةٌ لا تنامُ
الأرْصفةُ اجترارٌ لَِلوقتْ
والمَنازِلُ أزمنةٌ تبحثُ عنْ صدَاها....
-
أيّها المُغلَّفُ بالفَوضَى ......
ضَحاياكَ نحنُ ومُتَّهِمُوكْ
المُعتَلّونَ بالمُفارَقاتْ
العابِرونَ في التَّوقُّعاتْ
السّالِكونَ في أزقّةِ الوَهمْ
المًطرُ بعيدٌ عن احتمالاتِ الشِّتاءْ
نحنُ التَّعِبونَ المُتعَبونَ بكْ
نَطبخُ رُؤى الغدِ
على صَفيحٍ مُتهالِكٍ
نُقدّمُها وَجبةً طريّةً
ونتكاثَرُ في حَنجرةِ الدُّعاءْ ...
-
منّا ومِنكَ تَصدُرُ قيامةُ الضّوءِ
الانتظارُ يستحقّ حَلوَى النّهايةِ ؛
لا ترُصَّنا
على أرصفةِ المُصادَفَةْ
لا تُرهِقِ الجُدرانَ
بثِقلِ أمانينَا،
بالقيلولَةِ في أحلامِنا ،
بتلكَ الأشياءِ الصّغيرةِ
التي تُشَكّلُنا ،
لا تتعوّدْ على ثَوبِ البَرْدِ
فنُصبحْ أجساداً
غيرَ مُؤهّلةٍ
..... تذْوي .....
/ في رَقصةِ الرّيحْ /

2 _ قراءة فاطمة شاوتي
في نص "رقصة الريح" :

عتبةُ النصِّ تَشِي بالإحباطِ المطلقِ،
تكتبهُ مفارقاتٌ ضمن رقصةِ الريحِ...
فهلْ ترقصُ الريحُ فعلاً... ؟
إِنزياحٌ يجعلُ منَ الفراغِ راقصاً؛
يعتمدُ ثنائياتٍ مُلْتبسةً؛ لكنها ذاتُ دلالةٍ.
ثنائياتٌ تقيسُ الواقعَ بالحلمِ المُجهضِ في واقعٍ لاجوابَ لنا على فوضاهُ، سِوى أنه مبنيٌّ للمجهولِ؛ وممنوعٍ
من الصرْفِ...
هكذا تقولُ اللغةُ ونحنُ عبيدُها، نصوغُ خيباتِنا وفقَ أقانيمِها المُتَلَكِّئةِ...
أليستِ اللغةُ تفكيرَنا...؟
أليستِ اللغةُ جسدَ الفكرِ... ؟
ألَا نفكرُ بلغتِنا...؟
نتحركُ لغتَنا..؟
نرقصُ لغتَنا...؟
والريحُ لغتُنا المنتقاةُ مادمنا ضحيةَ الترددِ والشكِّ...
أبناءُ وبناتُ أحلامِ يقظةٍ ونومٍ،
لا تكفينَا الأوهامُ جواباً على تأمُّلاتِنا المفرغةِ من منطقِ التاريخِ والموضوعيةِ،
لأنَّ الحلمَ قطارٌ أعرجُ، والعَرَجُ هنا ليسَ عاهةً عضويةً، بل اسْتَعارَتْها الشاعرةُ للدلالةِ على التخلفِ العوْلميِْ؛ والتأخرِ التاريخيِّ؛ والتقَوْقعِ في فعلِ كانَ،
كان فعلُ ماضٍ ناقصٍ؛ لأنَّ أجوبةَ الحاضرِ، نستَقيها من خزّانِ التراثِ والأمسِ، الذي رحلَ نستلْهِمُه لعلّهُ يحلُّ إشكالاتِ الواقعِ المشلولِ
كلُّ شيءٍ انتهَى عند نقطةِ:
كُنَّا /
كانَ أجدادُنَا /
كانَ السلفُ الصالحُ /
الإنتظار الغيْبيُّ هو الحلُّ؛ مفتاحُهُ الدعاءُ...
وماأكثرَ الأدْعيةَ :
دعاء السفرِ /
دعاء الخروجِ /
دعاء المرضِ /
صلاة الإستخارةِ /
صلاة الإستسقاءِ /
وقيسِي على ذلكَ...!
وكأنَّ الدعاءَ هو كلمةُ السرِّ:
افتحْ يَاسمسمْ...!
فعلاً هي رقصةُ الريحِ تحيلُ على اللَّاشيءِ...
نصٌّ يُشكِّل مُفارقةً شعريةً؛ يستمرُّ عل خطِّ تَحوُّلِكِ الأسلوبِي والانزِياحِي والبناءِ المِيلُودْرامِي...
مشاهدُ تُؤثِّثُ الرقصةَ...
انزياحُ مِخْيالٍ باتجاه الدلالةِ؛
على الألم والعجز.
ونحنُ المُثْقلون بالأحلامِ لانملكُ الخطوةَ الأولَى؛ وصولاً للألفِ ميلٍ؛ لأننَا أصلاً لَاأقدامَ لنا والطريقُ عاريةٌ منَّا.
فكيفَ نحققُ الرهاناتِ في زمنٍ، فقدتْ فيهِ الذاتُ العربيةُ بوْصلتَها، لِتتوهَ بين السرابِ والحقيقةِ، ولنْ تُوفّقَ لصياغةِ خطْوٍ ثابتٍ؛ يرسمُ معالمَ طريقٍ تُنقذُنَا منَ الأخدودِ.
نصٌّ بمؤهِّلاتٍ ثقافيةٍ متمكِّنةٍ ؛يُمثِّلُ نقْلةً نوْعيةً؛ وهو ليس النصَّ الأولَ التمثيليَ لهذا التحولِ الإِنْجرافِي، أعتقدُ أنَّه خامسُ نصٍّ؛
يؤرخُ للشاعرةِ مَابعدَ شعرِ الحداثةِ.
إنزياحاتٌ؛ وصورٌ؛ ومجازاتٌ؛ تُسْقِطُها القريحةُ على ذاتٍ منهزمةٍ، مُسوَّرةٍ بالأسلاكِ الشائكةِ؛بصياغةٍ مجازيةٍ عاليةٍ، تُثبتُ أنَّ لِلشاعرةِ"نبيلة" قوةَ الملاحظةِ وتحويلَ الأحداثِ؛
إلى رؤًى إِنْتظاريةٍ، تعتمدُ مساءلةً ضمنيةً لإيجادِ الحلِّ للوضعِ المتأزِّمِ،
يبدو انعكاسُهُ جَلياً على الذاتِ والآخرِ.
إنها الذاتُ الجمعيةُ تئِنُّ تحتَ ضغطِ الذاتِ الفرديةِ...
وهلْ ينفصلُ الجزءُ عن الكلِّ...؟
تلك هيَ ترسانةُ اللغةِ والفكرِ لدى الشاعرةِ ؛وكأنَّنا أمام دمارٍ شاملٍ
للغةِ والواقعِ معاً.
نصٌّ عميقٌ بحزنكِ وانتظارِكِ وتخوفاتِكِ، لكنه بليغٌ برؤاكِ ورقصتِكِ الشعريةِ...
ولنْ تُوازيَ رقصةُ الريحِ رقصةَ الشعرِ ...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُدْوَانٌ ثُلَاثِيٌّ ...
- ذَاكِرَةُ الزَّلْزَلَةِّ
- دُونَ ذَاكِرَةٍ...
- مَلْحَمَةُ الرِّيحِ...
- كَعْكَةُ الشِّعْرِ...
- دَمْعَةُ َصَرْصَارٍ ...
- أَنْتِ الَّتِي ...؟
- وَسْوَسَةٌ ...
- إِعْتِزَالٌ...
- إِعْتِزَالٌ ...
- الْمِقْلَاةُ...
- زَمَنُ الْفَرَاشَةِ...
- عَلَى الْكُرْسِيِّ جُثَّةٌ لِلْبَيْعِ...
- لِلشِّعْرِ بَحْرُهُ الْمَيِّتُ...
- لَيْلٌ دُونَ حِذَاءٍ...
- فَصْلٌ فِي التِّيهِ...
- فَصْلٌ فِي الْبُكَاءِ...
- لِلشِّعْرِ شَارِبٌ طَوِيلٌ...
- حِكَايَةٌ مَفْقُودَةٌ...
- مَنْفَى الْمَاءِ...


المزيد.....




- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...
- زهران بن محمود ممداني.. من صفعة ترامب بفوز -فخر الهند- والنا ...
- من غزة إلى عيتا الشعب.. حين يتحول الألم إلى مسرح
- الممثلة التركية فهريّة أفجين تتألّق بتصميمين عربيين في أبوظب ...
- تعاون جديد بين دمشق وأنقرة عنوانه -اللغة التركية-
- -ليلة السكاكين- للكاتب والمخرج عروة المقداد: تغذية الأسطورة ...
- بابا كريستوفر والعم سام


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني