أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - علاقة معقدة














المزيد.....

علاقة معقدة


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 02:51
المحور: سيرة ذاتية
    


كان معه ستون الف جنيه ، جنيه ينطح جنيه ، لم يكن فى حاجة لهم ، كانت كل طلباته مجابه ، وكان هذا رصيد معاشه المتراكم .

كان يطلب من شخص ما ان يصرف له مئتان او مائة جنيه ، ويقوم بتوزيعهم على اولاد ابنائه وخصوصا من امتنع عن الصرف عليه ، وايدته الاحوال ان ليس معه ما يصرفه ، وهذا لحكمة يعلمها القدر .

كنت احسد الرجل على رصيده الهائل هذا ستون الف جنيه وتزيد ولا تنقص ، لم يكن معى شروى نقير وكانت الامور تمشى بصعوبة بالغة ، اعلمها انا وهم ربما لا يعلمونها او يستعمون عنها .

وعندما كنت اشكو ، تنبرى كلمة ياخى قول الحمد لله ، من الكبير ومن الصغير ، وهكذا لم يكن هناك مفر من الصمت .

كان الرجل الكبير يشك فى نزاهتى ، ولهذا لم يكن يكلفنى بسحب رصيد له من ماله هذا ، ولا اعلم سبب شكه هذا، وربما كان فيه مصيبا الى حد كبير ، واذا كان مصيبا فلم شكه هذا ؟ اعتقد انه ارجعه الى يقينه القديم بعدم حمدى لله ، وانه معى من المال ما يكفى ويزيد ولكنى انكر .

كنت اتمنى ان يسدى لى معروفا فى يوما ما ، ويقول هاك الخمسة الاف هذه او العشرة الاف جنيه هذه خذهم لك ، ابدا لم يفعلها ، وعندما انتقل الى جوار ربه تشاركنا جميعا فى الستون الف جنيه من يحتاج ومن لا يحتاج .

كنت امل ان يؤل لى هذا الرصيد او حتى نصفه ، وان يجعلنى فى بحبوحة صغيرة من العيش ولكن لم يحدث .

ورغم اننى قررت صراحة وبوضوح ان اشرح حالى بشكل راق ، الا ان هذا لم يغنى من الامر شيئا واستمر الشح رغم البذل والكرم مع الاخرين ، بل واشتعلت الحرب ضدى شراء بخسا وبيعا تطفيش ، حتى لا اركن الى اليسر ببيع نصيبى فى ميراثى ، وهو الامل الذى كان يراودنى .

ولكن شاءت الاقدار التى لا راد لقضائها ان يفتح الله عليا من اوسع ابوابه وان اتمكن من العيش بسهولة ويسر وان انهى امرا جللا كنت بصدده دون ان ابيع ميراثى . الذى وقفوا امامه انجازه صفا واحدا .

ان حال الاقربين معى وخصوصا موقف الرجل الكبير الذى هو ابى
جعلنى اكثر درامتيكية فى تصرفى مع اولادى، واسعى جاهدا للوقوف بجوارهم ، رغم ان ظاهر حالهم يقول انهم ربما ليسوا فى حاجة لما ابذله لهم من ان لاخر ، ولكنه التاريخ البعيد القريب يجعلنى افعل ذلك .

من يومين فقط سمعت فيديو صغير، يتكلم ن تفاهة الحياة والخطأ ااكبر ان نحملها ومتاعبها على كاهلنا وهو مصيب لا شك .

ولكن ماذا نفعل اذا كانت هذه الحياة القصيرة الطويلة ، مليئة بما ينغصها ويبدد سكونها ، وكيف يمكن ان يكون الانسان هادئا ساكنا لا تثيره افعال الحب والكره والطمع والحسد ، الا اذا كان قد قُد من صخر .

ياه على الايام هل تشعر بكره لهذا الرجل الكبير الذى هو اباك ؟ فى اعتقادى لا ، ولكن يحيرنى الامر تماما ، كيف كان له ان يتصور ما تصوره ، وهو لم يرى شىء باد يوحى بالثراء او الغنى .

ولكن الاغرب ان هذا التصور الغبى، مازال معششا فى قلوبهم ، او هم يستمرأونه ويعتبرونه اعتقاده نعمة، حتى يتصرفوا بوقاحة وبلا تأنيب ضمير .

والغريب ان يخيب ظنهم فى وقتى المناسب، وهذا من ستر المولى ، ترى هل ياتى يوما فتصفوا وتصفح ، ام لا يأتى ؟

ان حكيى رفع عن كاهلى عبئا ثقيلا ولكنه لم يحل لى اللغز ، وهكذ تبدوا الحياة بسيطة ومعقدة فى ان واحد .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع وحلم
- الولع بالجنس
- الشهامة ثمنها الموت
- رحلة المليون
- ليلة فى مصر من كتاب إيزابيل ألليندى - افروديت حكايات ووصفات ...
- على قارعة الطريق
- الأقارب عقارب ؟
- صاحب الجحيم ( قصة قصيرة )
- التجربة الاولى ( قصة ايروتيكية )
- لكل منا قصة وهذه قصة حياتى (2)
- لكل منا قصة وهذه قصة حياتى (1)
- نعمة الموت المجهولة
- وفاة هادئة
- الصلاة طقس هروبى جميل
- حلم وواقع 2
- عندى حلم وواقع
- بثينة العيسى
- ومرت سبع سنوات
- وماذا بعد ؟
- الظرف الأصفر( قصة قصيرة )


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - علاقة معقدة