أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟














المزيد.....

الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7750 - 2023 / 9 / 30 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النقد مادة تعلمناها في المدارس، لكنها كانت مقرونة بالأدب، وبالأدب وحده، لأن المواد الأخرى لا تقبل النقد إما لأنها علوم كالرياضيات أو الفيزياء، أو لأنها تاريخ علينا أن نقرأه ونحفظه وألا نحيد عن خطه المرسوم، أو لأنها نص مقدس لا يعلم تأويله إلا ... الراسخون في العلم.
حتى في الأدب والفنون الجميلة لم يعد النقد لائقاً فتم استبداله بتحليل نصوص هي حمالة أوجه وحمالة قراءات وتأويلات وتفسيرات. ألم يقل الإمام علي إن القرآن لا يقرأ بذاته بل يحتاج إلى رجال؟
عندما انتقلت من الدراسة إلى التعليم اكتشفت أن تدريس الأدب، ومعه كل العلوم الإنسانية، أصعب من تدريس الرياضيات، والسبب ببساطة يعود إلى أن هذه العلوم تحتمل تعدد القراءات ويصح فيها قول الشافعي، وهو ما لا يصح في العلوم البحتة، "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي سواي خطأ يحتمل الصواب". كانت هذه أول درس تعلمته عن الديمقراطية، أي عن قبول الأخر واحترام التنوع والتعدد والرأي المختلف.
الحرب الأهلية دمرت سلم القيم الأخلاقية قبل السياسية، إذ بدأت بسحب اعتراف اللبناني باللبناني الآخر. عزل الكتائب ولبنان للبنانيين، خياران واضحان باتجاه الحرب ونصب المتاريس. وبلغ هذا النهج ذروته بعد أن تحول النظام إلى نظام أمني، وانحدرت لغة الحوار إلى أدنى من بطن السقاية وإلى الصرماية والتضارب على الشاشات. لكن ليس هذا ما تقصده المقالة.
لم يعد الكتاب وسيلة فضلى لنقل المعرفة، بعد أن تزامن انحدار القيم مع انقلاب في وسائل التواصل وتراجع فن الكتابة في الأدب والصحافة وكل وسائل الإعلام. انقلاب في المعايير مع ظهور المحمول واللابتوب. صار كل صاحب جهاز ذكي مشروع كاتب ومشروع ناشر، لا باللغة العربية ولا بالحرف اللاتيني بل باللغة الكرشونية، يملك حق المساجلة مع من قضوا العمر بين الكتب وفي مراكز الأبحاث. هنا بالضبط يكمن الفرق بين النقد والشتيمة.
يقول الفيلسوف باشلار، الرأي أحد العوامل المعيقة للوصول إلى المعرفة، مع أن التعبير عن الرأي حق تضمنه شرعة حقوق الإنسان. لكن الشرعة لا تساوي بين رأي يتوصل إليه العلماء استناداً إلى أبحاث ودراسات وبين رأي سائد في معتقدات العامة. وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون(قرآن كريم). تلك آفة ناجمة لا عن تمييز عنصري أو طبقي بل عن انتهاك مبدأ الكفاءة الذي تنص عليه دساتير الدول الحديثة.
في ظل حكم الميليشات صاحب الكفاءة هو صاحب القدرة على التشبيح، وفي ظل حكم الأجهزة هو كاتب التقارير ومنفذ الأوامر. وإذا اجتمعا تمّحي المسافة بين الجامعة والجامع، أو بين مركز الأبحاث والمقرات التي تحاك فيها المؤامرات، أو بين عقل إلكتروني وعقل حزبي.
قد يتطاول قومي على سعيد عقل لتطرفه في حب لبنان، أو متعصب على المتنبي لشيعيته أو حاقد على محمود درويش بدعوى أنه يملك بيتاً في باريس أو حزبي على مرسيل خليفة بدافع أصولي أو جاهل على زياد رحباني بدافع سياسي.
قد يكون المتطاول من كتّاب "آخر زمن في العوامات" أو في الأجهزة المحمولة واللابتوبات، من الذين لم يزوروا في حياتهم مكتبة، والذين يغرفون ثقافتهم من بوستات وتلييكات ومن عدادات المعجبين. وقد يكون عامل تنظيفات أو مهندساً أو أستاذاً جامعياً، فالشهادة وحدها لا تكنز معرفة ولا تعلم أصول النقد ولا آداب الحوار.
النقد هو تفنيد الآراء بالمنطق والأدلة والبراهين، وهو نقاش الفكرة لا إطلاق الأحكام على صاحبها، وإلا فهو شتيمة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت
- (23)الممانعة ونقد الحرب الأهلية
- ما بعد رياض سلامة ليس كما قبله
- في نقد 13 نيسان (22) الصحافة
- بكاء على الهريسة لا على الحسين
- في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21


المزيد.....




- حكم العيسى.. من هو القيادي البارز في -حماس- الذي أعلنت إسرائ ...
- نهائي درامي - إنجلترا تهزم ألمانيا وتتوج بأمم أوروبا تحت 21 ...
- هل تنجح مساع واشنطن لوقف الحرب في السودان ؟
- اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية تطال الجنود الإسرائيليي ...
- -مسيرة الفخر- تشعل التوتر مجددا بين المجر والاتحاد الأوروبي ...
- لأول مرة منذ ثلاة عقود، بريطانيا تعيد العمل بالردع النووي ال ...
- كوريا الشمالية تفتتح أكبر منتجع سياحي .. مخصص للسياح الأجان ...
- إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائي ...
- هل تعرف كيف تحمي نفسك وعائلتك من لدغة القراد في كل فصول السن ...
- مقتل عدة أطفال من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟