السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 10

حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اعتماد مبدأ ضرب الفكر الإسلامي ووجوده.
كان من أبرز أدوار فرنسا في هذا المجال، هو تشويه الفكر الإسلامي، وهذا هو الذي دفع رئيس المجتمع العلمي العربي بدمشق، محمد كرد علي للقول: نرى من واجبنا أن يشك كل عربي وكل مسلم في أكثر ما يصدر من الأحكام من الفرنسيين على الإسلام والمسلمين وذلك لأنه ثبت أن من الفرنسيين من لا ينظرون الى كل أمر إلا بمنظار الاستعمار.
ولقد أعدت فرنسا لذلك جيشا من المبشرين والمستشرقين الذين ينتشرون في افريقيا و لبنان، ويذكر مالك بن نبي أن: ماسينيون قد تفرغ آخر حياته للتبشير و مد وزارة الخارجية الفرنسية بالمعلومات والتوصيات حول البلاد الاسلامية وتهيئة العملاء والكتاب.
أما في جانب ضرب الوجود السياسي للإسلام وبناء الأنظمة المعادية، فأبرز دليل عليه الثورة الجزائرية الإسلامية التي اندلعت ضد الاستعمار الفرنسي عام 1954 إلى 1962م والذي أعلن فيها "غي موليه" رئيس الوزارة الفرنسية آنذاك قائلا: إن الحركة الاسلامية التي تتسع في افريقيا هي التي تهدد الامبراطورية الفرنسية في المغرب. وأعلن كذلك "جورج بيدو" الوزير السابق للخارجية الفرنسية: لن يترك الهلال يتغلب على الصليب.
ويقول الكاتبان "كوليت" و " فرانسيس جاسون": إن الاسلام عنصر فعال في دفع الجزائريين الى طلب هذا التحرر. ولقد أيقن الجزائريون منذ الأيام الأولى للاحتلال أن هدف الفرنسيين كان القضاء على الاسلام من أجل ذلك أدركوا جميعا أن عليهم أن يعتصموا بالاسلام حتى يقدروا على التحرر، والواقع أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان منذ البداية يحمل هذا المعنى من الحروب الصليبية.
ولعل النظام الحاكم في لبنان ونظائره في البلدان التي خضعت للنفوذ التقليدي الفرنسي، هي أبرز أمثلة تحكي لنا صيغ الانظمة المعادية للإسلام والمبنية على أساس ضرب الفكر الاسلامي والتوجهات السياسية المنبثقة منه.
لقد استمرت السياسة الفرنسية على هذا المبدأ حتى يومنا هذا، رغم محاولات التحفظ على النوايا والحذر في التصريحات، فقد جاء على لسان وزير العلاقات الخارجية ا لفرنسية، وقتذاك، "كلود شيسون" عند زيارته لبغداد، قائلا: إن الثورات الاسلامية تثير في عدد كبير من البلدان، قلقا و تساؤلات عديدة.
// السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، من إصدارات المركز الاسلامي للأبحاث السياسية/1986م

#حسام_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات