أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 4














المزيد.....

السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 4


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7667 - 2023 / 7 / 9 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الإستقراء الموضوعي لتاريخ فرنسا الاستكباري سيؤدي بنا الى فرز مجموعتين مترابطتين في الكتلة أو العناصر الاستكبارية:
أ- الكتلة الاستكبارية ذات الاتجاه الثابت وبشكل مستمر وخلال كل الفترات التاريخية، وما زالت ثابتة ووفية لنظراتها الاستكبارية والتي تتمثل في؛ الكنيسة والاتجاهات الصليبية والرهبانيات الفرنسية. التجارة والصناعة وأصحاب رؤوس الأموال والشركات. التعليم والمدارس، وبشكل خاص الموجودة في خارج فرنسا والمرتبطة بالمؤسستين السابقتين(الكنيسة والرهبانيات) و (المصالح الاقتصادية والصناعة).
ب- أما الكتلة الاستكبارية الثانية وهي المتغيرة والمتباينة في مواقفها، تبعاً للتغييرات السياسية وتنوع و تجدد المصالح الخاصة، فهي تتمثل بعدد من الأحزاب، كالحزب الديغولي والحزب الاشتراكي والأحزاب اليمينية أو التجمعات والشخصيات الاجتماعية وكبار الضباط وعناصر أخرى.
فأما الكتلة الاستكبارية الأولى (الثابتة)، فهي تلك التي حرضت على الحروب (المقدسة)، وقادت من أجل تدمير الإسلام والمسلمين زحفا تاريخيا متواصلا، امتد لأكثر من عشرة قرون. فكانت هناك شبكة اخطبوطية من نوع آخر هي شبكة البعثات التبشيرية والجمعيات الدينية، وبدل التصارع للحفاظ على مجالاتها الحيوية، كان للشبكتين المالية والدينية تقليد عريق في تنسيق نشاطاتهما. وفي عام 1898م كتب البابا ليون الثالث عشر الى الكاردينال لانجنيو ما يلي: (لقد علمنا برضاً كامل بأن تفكير شخصيات بارزة تتجه نحو تكوين لجنة وطنية في فرنسا للحفاظ على الحماية الفرنسية في الأراضي المقدسة والدفاع عنها، فعسى أن تضمن هذه الجهود المتحدة وجودا مستقرا الكنيسة الكاثوليكية في الشرق لكي تعمل بنجاح على نشر الإيمان الحقيقي ولعودة الرعايا الضالين الى حظيرة المراعي الكنسي الأوحد والأعلى)؛ وكان المقصود بالضالين هنا هم، المسلمون طبعا. وأما مؤسسة الدعاية، وهي منظمة صليبية تبشيرية فرنسية، فقد أصدرت عام 1888م هذا التعميم، مفاده: (إننا نعلم بأن الحماية الفرنسية قائمة في المشرق منذ عدة قرون، ولقد تأكدت هذه الحماية من خلال المعاهدات الموقعة بين الحكومات، لذلك يجب أن لا يتم أي تغيير على الاطلاق بخصوص هذه النقطة. يجب الحفاظ دينيا على هذه الحماية أينما كانت سارية، كما يجب أن تعلم البعثات التبشيرية بأن تلجأ عند الحاجة لأي عون، الى قناصل وممثلي الامة الفرنسية. وما يخص التعليم، فنقصد بذلك، عمليات إنشاء المدارس والجامعات خارج و داخل فرنسا، والتي إنشئت خصيصا لتحقيق أهداف تخريبية وغير علمية، ونستطيع الاشارة الى نماذج من هذا النوع من التعليم، حين أنشئت أول بعثة يسوعية في سوريا عام 1926م والتي كانت تدار من قبل المشرف العام في فرنسا (ليون)، والتي نقلت الى بيروت سنة 1875م، فأنها بعد ذلك تحولت الى ما يسمى بجامعة القديس يوسف، وفي عام 1881م اعترف البابا ليون الثالث عشر بالصفة الجامعية لهذه المؤسسة، و الذي أنشأ بأمر كنسي كلية الفلسفة و العلوم الدينية للدراسات الشرقية. وقد توسعت هذه المؤسسات التعليمية (التخريبية) بعد ذلك توسعا كبيرا في لبنان وسوريا وشمال افريقيا، وشكلت عنصرا أساسيا في الكيان الاستكباري الفرنسي.
وأما الكتلة الاستكبارية الثانية، فكانت ذات اتجاهات متغير ومتباينة في مواقفها، وهي كثيرة و متعددة و تشغل حيزا كبيرا في تاريخ الاستكبار الفرنسي، لكننا سنكتفي بالاشارة الى نموذجين منها للتدليل فقط:
النموذج الأول: هو الجنرال ديغول وما نسب إليه من التغير والتبدل السياسي، أو ينسبه البعض اليه في تبدل سياسة فرنسا وسياسة الجنرالات وأقطاب الاستكبار الفرنسي، خصوصا بعد استقلال الجزائر، إذ اعتبر البعض هذا التغيير والتبدل التكتيكي في الأسلوب المؤقت، تغيرا في الاستراتيجية الاستكبارية، وقد وضح الجنرال ديغول ذلك وأزال اللبس الذي وقع فيه هذا البعض حينما استفسر منه بعض المقربين اليه ومن جملتهم (ميشال دوبري) و (جاك سوستيل) عن السر في قبوله التفاوض مع الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وهو يعلم أن ذلك سيؤدي لا محال الى الانفصال عن فرنسا، قال ديغول: ( أنني أهدف الى تسهيل استقلال الجزائر، ما دام الاستقلال أصبح أمرا محتوما، لكنني سوف أبذل كل ما بوسعي لأفرغ الكفاح المسلح من شحنته الثورية، وذلك بتشجيع العناصر التي كونتها فرنسا في صفوف الجيش وفي الادارة على الالتحاق بجبهة وجيش التحرير الوطني... إن تلك العناصر في أغلبيتها فرنسية أكثر من الفرنسيين، وعليه فأنه يمكن الاعتماد عليها ليستمر الوجود الفرنسي في الجزائر كما كان وأكثر).
النموذج الثاني: فهو للحزب الاشتراكي، وهذا الحزب عريق في الحقد والانتهازية والتباين في مواقف السياسية، خصوصا تجاه المسلمين، بحيث يمكننا أن نلاحظ أنهم يخططون سياسة امبريالية بروليتارية تجاه البلاد الاسلامية وفي ذات الوقت رداء يساريا ويدعون الى السلم في امريكا اللاتينية وغيرها، فهم مثلا، الذين ساهموا بفعالية مع الصهيونية العالمية، وساهموا في العدوان الثلاثي على مصر، و فرانسوا ميتران الاشتراكي، كان وزير داخلية الارهاب الاستكباري ضد الشعب الجزائري، وما زال هؤلاء يقومون بدور كبير ضد المسلمين سواء في العراق أو في تشاد و موريتانيا وغيرها.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 3
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 2
- السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط /1
- تظاهرات بعثرت أوراق !!
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -3
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -2
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -1
- نفي الشيخ مهدي الخالصي
- دولة قطر.. والمونديال الأشم
- يمكن للحيوان أن يثبت حيوانيته، لكن هل يمكن لكل إنسان أن يثبت ...
- صناعة الفقراء !!
- جريدة الاستقلال أول جريدة بغدادية معارضة
- فن التهميش في المجتمعات العربية
- جائحة الشاف ما شاف
- بغداد.. يا جبهة الشمس للوجود
- لماذا هرب الفيل من العراق؟
- أفكار خارج شرنقة
- شيء من التأريخ
- الشك واللاأدرية
- أمريكا وخيانات العرب


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 4