أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - لماذا هرب الفيل من العراق؟














المزيد.....

لماذا هرب الفيل من العراق؟


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7295 - 2022 / 6 / 30 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم هرب الفيل من الغابة، فسألوه لماذا يا فيل هربت؟ قال: لأن الأسد قرر أن يقتل كل زرافة في الغابة. قالوا له: لكنك فيل ولست زرافة. أجاب: نعم، أعلم ذلك، لكن المشكلة أن الأسد قد كلّف الحمار بمتابعة الموضوع. الحكمة: حين تتولى الحمير إدارة البلاد.. اهربوا أو اطلبوا اللجوء، والعاقل يفهم.
كلما أكرر قراءة أبيات د.محمود الدليمي، يعتصرني الألم وتتغورق عيناي بالدموع على بغداد، إذ يقول:
قفْ نادِ بغداد واستمطر مآقيها واسكب دموع الأسى من عين باكيها
قف صوب بغداد وانشد رسم قافية كانت قديما بها أحلى قوافيها
سقطت بغداد بعد دخول القوات الامريكية إليها صباح التاسع من ابريل نيسان 2003، يومها كنت أرقب تلك اللحظة من شباك البيت، وكان الخوف ينتابني والفرح يغمرني، لا أدري ما الذي سيحل وما الذي سيكون فيما بعد. سقطت بغداد دون مقاومة تذكر، وذاك الجيش العراقي الذي كان مضرباً للأمثال في فلسطين وسوريا، بالاضافة في العراق، قد تهاوى، بل اختفى من ساحة الاحداث، بعدما أوكلت مهمة حماية بغداد بالحرس الجمهوري واستبعاد وزارة الدفاع من أي تدخل عسكري، خاصة وأن قصي صدام المشرف الاعلى على الحرس الجمهوري هو الذي تولى قيادة العمليات العسكرية، فكانت تلك، واحدة من المهازل التاريخية، حين يستثنى قادة كبار في وزارة الدفاع العراقي ويمنعون من التدخل أو على الاقل باستشاراتهم عسكرياً نتيجة الخبرات الكبيرة التي يتمتعون بها، فيحل بدلاً عنهم شاب مراهق ربما لا يميز بين معنى فصيل أو سرية في الجيش أو لم يسمع في حياته بإيعاز "عادة قف" أو "عادة سرّ".
قبيل قرار دخول القوات الامريكية بغداد، تشكل آخر مؤتمر لما تسمى بالمعارضة العراقية في فندق هيلتون ميتروبوليتان وسط العاصمة البريطانية لندن أواخر عام 2002 بحضور أكثر من 350 مدعواً من عراقيين وغير عراقيين، وكان على رأسهم مبعوث من الادارة الامريكية وممثل عن وزارة خارجيتها وآخر عن الدفاع وآخر عن جهاز الأمن القومي الامريكي وممثلون عن سفارات فرنسا والصين وبلجيكا واليونان. من العراقيين كان هوشيار زيباري وعبدالعزيز الحكيم وجلال طالباني واحمد الجلبي واياد علاوي وعزالدين سليم ومسعود بارزاني وآخرون ممن كان لهم دور خطير في العملية السياسية بالعراق.
ومنذ تلك الايام واللحظات، طغت عمليات تقسيم الحصص بوضع الاعتبارات الطائفية والعنصرية على طاولة النقاشات بعد تحقيق الاطاحة بنظام صدام، والتي تركزت في أن تكون بصالح الفئات الثلاث المكونة للعراق وهي الشيعة والسنة والأكراد. وبعد سقوط بغداد الحبيبة، وعلى عكس ما انتظره العراقيون أو تأملوه في أن يحل ببلدهم نظام سياسي جديد يعوضهم مآسي النظام السابق، بدأ سيناريو الأوضاع غير المستقرة وغير الآمنة يلوح في الافق يوماً بعد يوم، ابتدءَ بمطاردة الكفاءات العلمية من أساتذة جامعات أو أطباء أو علماء أو أدباء أو طلاب جامعات، عن طريق الاغتيالات المستهدفة. ثم بدأت الصفحة الثانية وهي التفجيرات المتلاحقة والقتل على الهوية الذي تفاقم بشدة عام 2006. وأضحت بغداد بالتحديد، تعاني الإنهاك والارتباك في الاوضاع، فكانت خطة انقطاع التيار الكهربائي منذ السنوات الاولى للسقوط وحتى اليوم هي من البرامج الحقيرة التي وضعت ضمن جدول الاعمال لإشغال الشعب وفرض السيطرة والاحكام. كما تزامن مع ذلك، شيوع حالات الفساد المنظم في أغلب قطاعات البلد وشيوع الفوضى وانعدام القانون، حتى احتل العراق حينها ما يخص الفساد المالي مرتبة متقدمة جداً في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم. وحسب منظمة الشفافية الدولية فأنه ومنذ عام 2003 وللآن فقد اختفى من العراق أكثر من 500 مليار دولار والمبلغ قابل للزيادة والارتفاع بسبب توسع أعداد حيتان الفساد وتمدد استحواذاتهم.
كما كشف تقرير أمريكي نشر عام 2014 عن قائمة تضم أغنى 17 شخصية سياسية بالعراق، حيث تصدر نوري المالكي القائمة وبتفوق واحتل المركز الثاني مسعود البارزاني أما المركز الثالث فكان من نصيب أسامة النجيفي وجاء في المركز الرابع أياد علاوي أما عمار الحكيم، فاحتل المركز الخامس واحتل مقتدى الصدر، المركز السادس، وآخرون أمثال صالح المطلك وحسن السنيد وهوشيار زيباري وحلبوس الحلبوسي وبرهم صالح، وربما قد طرأت تغيرات في تبادل المراكز لعام 2022 والله اعلم.
وفي هكذا أحوال، صارت الهجرة أو بالأحرى الفرار من البلد، هي السبيل الوحيد الذي فتح أوسع أبوابه أمام العراقيين. خاصة وأن أوضاع العراق السياسية لم تعد تبشر بخير قادم أبداً، فالخدمات العامة لم تتحسن، وتوفير فرص العمل هي الأخرى لم تشهد تغيراً ولو ملحوظاً، والمواطن العراقي قد ملّ الوعود والخطابات التي يدعي من خلالها مؤلفوها بتعويض ما فات. حتى أن خبراء في هيئة الأمم المتحدة قد اكدوا بأنه لم يحدث في الشرق الاوسط منذ أكثر ستين عاماً أي منذ هجرة الفلسطينيين عن ديارهم، هجرة مأساوية كالتي تحصل اليوم للعراقيين.
فحكومة لا تهتم كيف يقتل شعبها وكيف يغتال وكيف يهجر أو يُسلب، إنما همها الوحيد هو كيفية تقاسم الخيرات وتوزيع المميزات ونيل الملذات والمستحبات. هكذا حكومة لا تشعر بمآسي فقير أو مريض أو مسكين أو بمعاناة أبرياء، هي حكومة تستحق بكل تأكيد المحاسبة والمحاكمة واحداً تلو الاخر دون تفريق أو تمييز.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكار خارج شرنقة
- شيء من التأريخ
- الشك واللاأدرية
- أمريكا وخيانات العرب
- الجهل وانحدار الحضارات..
- اليابان.. أمة لا تنام، العراق.. أمة تريد أن تنام
- إنسان الغرب لا يبيع عالم الدنيا بطموح عالم الآخرة
- أفول عقول..
- الصورة الإلهية بنظر الماديين
- بين مطار الانبار ومطار دبي الدوليين.. مليارات
- ظاهرة وعاظ السلاطين الأبدية
- أصل الصراع الديني الدنيوي.. أطماع بشر!!
- من كوكس الى برايمر.. العراق تحت الانتداب
- حكم العسكر وسلطة الجيش
- دع فاسدون.. دعني أحكم
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - لماذا هرب الفيل من العراق؟