أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - دع فاسدون.. دعني أحكم














المزيد.....

دع فاسدون.. دعني أحكم


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7248 - 2022 / 5 / 14 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الإنصاف الاعتراف أن لليونان تجارب في السياسة كانت مؤثرة ومهمة وجديرة بالعناية والمتابعة. والفلسفة اليونانية صارت لها امتدادات حضارية طويلة. بل أن كل فلسفة وجدت بعد سقراط وأفلاطون وأرسطو، قد استمدت (فلسفتها) من فلسفات يونانية.
فالفكر البشري في عصور اليونان القديمة احتل المقام الأول في أبعاده وتأثيراته في الأزمنة اللاحقة من تاريخ البشرية. ما يمكن قوله، أن حضارة اليونان القديمة، بفكر فلاسفتها، هي بمثابة المنبع العظيم لمصادر الفكر في باقي الأزمنة والأمكنة، الى يومنا الحاضر.
فأرسطو مثلاً، كان يعتقد بأن أهم سمات الحكومة الجيدة، هو تمتع المجتمع في ظلها بسيادة القانون وحكمه على المجتمع، ولم يكن مهماً بنظره، نوع الحكومة، ممّن تتكون، بل المهم هو كيفية عملها بالسلطة التي يفوضها القانون. ذلك لاعتقاده أيضاً ألا يتسم القانون بالثبات والجمود، بل من الضروري أن يُعدل القانون بتغير الظروف والأحوال. وهذا يفسر بأن ارسطو وإن كان يؤمن إيماناً قوياً بسيادة القانون، فهو، أي القانون، لا يجوز أن يتمتع بأية سلطة مطلقة، أي يمكن ان يتغير تبعاً لإرادة الناس واحتياجاتهم المتطورة.
بالنتيجة، فأننا نستفهم من منطق أرسطو، أنه يعطي للفرد أهمية خاصة، تكون القوانين والطبيعة في خدمته ولإسعاده وبلوغ غايته. بل أن للفرد هذا المخلوق العظيم، الحق في تبوء مراتب الدنيا التي ترفع من شأنه وقيمته الحقيقية التي فطره الله عليها. بما في ذلك، نشأة حكومة.
فالحكومة برأي ارسطو أنها تتأتى من لدن أناس يجدون في أنفسهم مؤهلات عقلية متميزة، الى جانب تمتعهم بالوجدان والضمير الحي في الإشراف وتسيير أمور العامة استجابة لهم ليس إلا. أي في مقابل قبول العامة بجعل هؤلاء المتميزون عقلياً مشرفين عليهم ويستجيبون لأحكامهم، عند ذاك سوف نشهد مجتمعاً مستقراً تسوده العدالة والحكمة.
وعندما يستذكر ارسطو أهل الوجدان والضمير كضرورة لتبوء المميزين مناصب حكومية، وبقبول العامة لهم، فهو يعني أن وجود الفضيلة في الانسان شرط أساسي لتمتعه بالإشراف على الناس وتبوئه المناصب. والفضيلة والوجدان والعدالة، سمات، لا تُخلق من الفراغ، إنما هي تحصيل حاصل لتلقي هؤلاء تربية خاصة، في أسر مثالية، تحلت بالآداب والعلوم والإنسانية، واحاطت نفسها بثقافات من التفتح والتنور، فأناطت لنفسها حرية الإسهام في تقديم الخدمات، والتضحيات والصبر وما تيسر لها من إمكانيات جليلة للعمل بها دون تقصير.
ويرى أرسطو، عليه السلام، أنه يكون لزاماً على الجميع في هكذا أحوال، أن يتعلموا ويتقنوا ويتفهموا مبادئ وأصول قيادة المجتمع وتمشية أموره، لتتوفر فرص متساوية عند انتخاب حاكم جديد في كل مرة. ما يعني، أنه لا يمكن الإبقاء على حاكم واحد أبداً، وإن كان منتخباً من قبل الجميع. وهذا المبدأ ينجر الى مفهوم آخر، ألا وهو، أن الحاكم سيكون أمام مسؤولية تجاه الناس أي الشعب، والشعب سيكون أمام مسؤولية تجاه الحاكم أن لا ينحرف. واذا انحرف، فإلى التنحية الفورية وبئس المصير.
خلاصة القول، أنه لأجل أن يظل حاكم في حكمه، وأن يستمر حاكم في غيه، وأن يصر حاكم على سلبه ونهبه لخيرات الوطن، والوطن للجميع. على الحاكم أن يبقي الناس على جهل، وعلى أمية، وعلى تخلف، وعلى نفاق، وعلى افتراق، بل يعمل على ما ملكت إيمانه، من فرض حالات عديدة من فوضى وعدم استقرار، وفتن وطائفية، وجوع، وفقر، وتهميش، وارهاب، وقتل على الهوية، وتشريد، وتهديد ووعيد، وخداع، وإيهام، تجاه الشعب، عموم الشعب.
بمعنى آخر، لأجل أن يتسيد الحاكم السلطة بكامل نفوذها، عليه واجب مقدس له شخصياً بالذات، يتمثل في فرض حالات استثنائية من اللااستقرار واللاأمن واللاإدراك واللااستيعاب لدى عامة الشعب، بل فقط ما تتميز به هذه المجتمعات، هي ترتيل بعض المقولات الشائعة التي تسيدت مقاماتهم ومقدساتهم وحرياتهم وسيطرت على عقولهم وغيرت مفاهيمهم للحياة، مثل: بالروح بالدم نفديك يا فلان... أتركها براس عالم تطلع منها سالم.. وآخرها.. الشعار العربي الذائع الصيت، الشعب يريد إصلاح النظام، فكم نظام عربي تغير وجاء بما ينفع الشعب؟؟ وصح النوم يا شعب ..



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر لقاء برسي كوكس بالملك فيصل قبل إجراء العملية الجراحية له ...
- خطبة فيصل الأول يوم تتويجه ملكاً على العراق
- كم دولة عربية بحاجة الى قيس سعيد؟
- إرادة الأفراد والإرادات العليا
- صورتان في عالمنا لا تتغيران - الشرق والغرب-
- عراقيون فوق القانون
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- فريق كامالا هاريس يرد على انتقادات إسرائيلية لتصريحاتها عن غ ...
- العراق.. قصف على قاعدة عين الأسد
- كيربي حول صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس: لا يزال هناك فجوات و ...
- الملك الأردني يبحث مع بايدن الوضع في غزة والتطورات في الضفة ...
- -نوفوستي-: أوكرانيا تنشر طيرانها على أراضي دول ثالثة
- كينيدي جونيور يتعهد بإنشاء احتياطي قدره 4 ملايين بيتكوين حال ...
- تركيا.. اشتباكات بين الشرطة ومحتجين بسبب مشروع قانون حول الك ...
- خبير يحذر من احتمالية تعرض مصر ودول في حوض النيل لسنوات عجاف ...
- كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي: حياة العشرات من المخطوفي ...
- في اتصال مع بايدن.. الملك عبدالله يؤكد على ضرورة وقف حرب غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - دع فاسدون.. دعني أحكم