أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - عراقيون فوق القانون














المزيد.....

عراقيون فوق القانون


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7233 - 2022 / 4 / 29 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ، حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ. من تبعات الاحتلال في أي بلد في العالم أنه يخلف صوراً عديدة تعكس حالة التراجع في المستوى الثقافي والاجتماعي نتيجة غياب الدور الرقابي لسلطة تشريعية وأجهزة الدولة الاخرى ذات العلاقة. ناهيك عن ضعف أو تواطؤ المؤسسات الأمنية والمخابراتية في تطبيق القانون أو ملاحقة المجرمين واللصوص والمتجاوزين، مهما كانت صفتهم المدنية أو العسكرية.
أما ما يخص تراجع المستوى الثقافي والاجتماعي (النسبي بكل تأكيد)، فإننا نعني بذلك، وطبقاً لقاعدة بيت الشعر المشهور؛ اذا كان ربّ البيت بالدف ناقراً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص. أو طبقاً لقاعدة حاميها حراميها. فلما تكون القدوة، قدوة سيئة وليست بالمستوى اللائق أو النزيه، بل تكون قدوة مشغولة بالملذات وتحقيق الشهوات، في محاولة فاشلة لتعويض حالة نفسية معقدة تتمثل فيما فات إبان الصبا و (التهجول) التسكع بين أحضان هذه العاصمة أو تلك، من الطبيعي وبدون أدنى شك، أن يكون مقلدي هذه النخبة أو القدوة، على ذات الشاكلة في التعامل في الحياة، والطيور على أشكالها تقع.
فعندما أتاحت قوات احتلال بغداد، المجال الواسع جدا جدا للسرقة وتنفيذ عمليات السلب والنهب للخيرات وعلى يد ثلة ممن عاشوا الحرمان والتيه وانعدام التوازن في تكوين الشخصية، وفقدانهم للمؤهلات الضرورية واللازمة حين تبوء أيٍ منهم مسؤولية إدارية حساسة في الدولة، مؤهلات علمية أو أكاديمية أو تربوية أغلب الأحيان، كانت تعي هذه القوات، أنه بالمال وحده يمكن تسيير الأمور السياسية على وجه التحديد في العراق، بل وقطع دابر أية فرصة لولادة أمل جديد يمكن أن يعيد مجد وتاريخ العراق الحضاري، خاصة تاريخ بغداد قلعة الاسود، وكعبة المجد والخلود، وجبهة الشمس للوجود، تاريخ بغداد العزيزة بين شقيقاتها العزيزات الأخريات، دمشق وبيروت والقاهرة.
وحين يرد الى الأسماع على سبيل المثال، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أصدر قرارا أميريا نتيجة ارتفاع طفيف في أسعار برميل النفط، بزيادة معاشات المتقاعدين اعتباراً تاريخ 1/ 4 / 2022، فأنه يحز بالنفس ويؤلمها أن أموال وعوائد النفط الخيالية في العراق، لم ولن يرى نور فوائدها العراقيون أبداً، وهم اللاهثون السباقون الى صناديق الاقتراع (بدعة الدول النامية) لانتخاب رئيسهم، ليس لشيء، إلا لأنه من مذهبهم فقط.
وأما ما يخص غياب الدور الرقابي لسلطة تشريعية، فإننا عنينا بالتحديد غياب لسلطة تشريعية وليس للسلطة التشريعية، ما معناه بكل تأكيد، أنه لا وجود لسلطة تشريعية حقيقية في العراق بكل مواصفات المكون الأساسي لها كهيئة تتمتع بامتيازات في المناقشة والتصويت على مسودات او مقترحات او طلب استدعاءات لشخصيات قيادية في الدولة أخلت أو قصرت في أداء واجباتها. لِم لا وقد أسس للبرلمان بكل اركانه الـــ بول برايمر، اللعين.
وفي هذا الحال، سوف تتولد شخصيات ديكتاتورية عنيفة جدا في تعاملها مع شرائح الشعب، بسبب امتلاكها مصادر المعيشة والأموال الخيالية والسلطة، كما كان يفعل ذلك، الأسلاف من حكام بغداد أيام زمان. و كما فسّر ذلك من قام بدور مسؤول المخابرات المركزية حينما أجاب على سؤال الممثل الفرنسي الشهير، إيف مونتان الذي قام بدور المدعي العام، في فلم " عملية إيكاروس" الذي يروي قصة اغتيال الرئيس الامريكي جون كنيدي، وكان سؤال مونتان: كيف تتمكنون من السيطرة على عموم الشعب؟ أجاب مسؤول المخابرات: نسعى باستمرار الى تجنيد أكبر عدد ممكن من المواطنين السذج وأملنا أن يصل عددهم الى نصف تعداد الشعب، ليقوموا بتنفيذ أوامرنا ضد النصف الآخر.
قبل يومين، ذكرتُ في مجموعة على الواتساب، خبر تفقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح يوم الأربعاء أعمال التطوير والتجديد الشامل لمسجد الإمام الحسين عليه السلام بقلب العاصمة المصرية القاهرة، والتي استمرت ما يقرب من شهر.
البعض ممن في المجموعة، اتهمني بترويج اخبار كاذبة ومفبركة لشخصية سنية قامت بتخريب وليس تطوير أو تجديد لمسجد الامام الحسين. لماذا كان هذا الاتهام لي؟ أقول، أنه أمر طبيعي أن تصل حالة التنافر الاجتماعي بين طبقات المجتمع العراقي الى هذا الحد والمتأتي من فرض حالة الفوضى واللااستقرار التي شملت العراق من وسطه الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، حالة أتت بنتائجها المخطط لها بالضبط ودون تقصير يذكر. ولا ننسى ما مرّ ببغداد من قتل على الهوية عام 2006 والحرب الطائفية التي ألمت بالجميع واستهترت بحياتهم وأمنهم واستقرارهم طويلا.
نعم، عندما يشيع في أي مجتمع رجال فوق القانون، بل يكون هناك من يحكم بالغرائز والشهوات وحب التسلط، فلا يمكن أن نتوقع سيادة لقانون أو شمول عدالة أو منطق، خصوصاً في ظل غياب الوعي الذي غيبته جهات معينة وعملت على إخفاء سبل دعم المواطن والنهوض به عمداً مع سبق الاصرار والترصد. ولعل عمليات إرساء هيئات مؤسساتية تأخذ على عاتقها ترسيخ مفاهيم قانونية ودستورية ضمن أطر مرجعية متكاملة وفقاً لمسؤوليات يتحمل تطبيقها رجال وطنيون بمعنى الكلمة، قد كانت عمليات محظوظة حين لاقت تلك الهيئات التهميش والمواجهة بكل انواع الاسلحة المتاحة التي وفرتها قوات الاحتلال بالأشكال غير المباشرة.
وعليه، فإن الإصلاح، حالة تعتبر في الحسابات الحالية، غير متوفرة مع الأسف الشديد، ما لم يبدأ المواطن بتلقين نفسه، وتعويدها على رفع شعار .. لا.. لكل من يحاول أن يعبث بتحقيق الحلم ونيل المطالب وإنهاء ظاهرة رجال فوق القانون، رجال عاثوا فساداً واستهتروا بالمقدرات علناً وفي وضح النهار.



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دقيقة صمت.. رجاء
- لا تغير في الواقع دون تغيير في الوعي
- هذا ما يجري في العراق كل يوم !!


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - عراقيون فوق القانون